"أسماء مصطفى" معلمة من غزة تصل إلى العالمية

"أسماء مصطفى" معلمة من غزة تصل إلى العالمية
رام الله - دنيا الوطن
عائشة الهور
بعد ما أعلنت  مؤسسة Ask Education في الهند عن فتح باب الترشح  للمسابقة السنوية التي تقدمها لإختيار أفضل المعلمين من كل عام ، قررت المعلمة أسماء مصطفى الانضمام لهذه المسابقة لتثبت أن هناك كوادر علمية متميزة في قطاع غزة قادرة على المواجهة  رغم الحصار والظروف الصعبة التي يعاني منها القطاع .

أسماء مصطفى ، معلمة فلسطينية من مدرسة حليمة السعدية التابعة لمديرية تعليم شمال غزة ، عمرها المهني  ثلاثة عشر عامآ تميزت بالعطاء والإبداع .

قامت أسماء بتأليف كتاب 45 لعبة لتعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها ، وفي هذا الكتاب وضعت  استراتيجيات مبتكرة قامت بالتطوير عليها بما يتلائم مع تعليم مادة اللغة الإنجليزية . 

بالإضافة إلى أنها قامت بتوثيق هذا العمل بكتاب ومن خلال خاصية التطبيق العملي عبر قناة اليوتيوب الخاص بها " أسماء مصطفى" .

تقول مصطفى :" قمت بتصوير ادائي وأداء الطالبات أثناء توظيف هذه الألعاب ؛ وكان آثر هذه الألعاب ذات انتشار عالمي ، وكان انتشاره بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي  ، وعلاقاتي الواسعة مع المعلمين في 198 دولة ، والرحلات التعليمية " 

وتتحدث مصطفى عن الرحلات التعليمية التي مرت بها ، تقول :" قمت بإطلاق مشروع الشراكة العالمية للتعليم في نهاية ديسمبر 2019 م ، واشتركت أنا وطالباتي مع 35 دولة حول العالم وأضافت أنها قامت بالربط معهم من خلال الندوات التعليمية ، حيث بلغ عدد اللقاءات ما يقارب 52 لقاء تعليمي ، ومن هذه الدول " آسبانيا ، آلمانيا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، اليابان ، آندونيسيا ، آستراليا ،....." 

وذكرت  مصطفى بأن الهدف الأساسي من هذه الرحلات هو التطوير من مهارات التحدث والاستماع بالإضافة  لمهارتي القراءة والكتابة .

وحصلت مصطفى خلال رحلتها التعليمية على العديد من العضويات منها :" عضوية التعليم العالمي ، ومعلم ناشونال جيوغرافيك ومعلم جوجل ، ومعلم آبل ، ومعلم مايكروسوفت مبدع خبير معتمد لعام 2020 .

لم تقتصر مشاركة المعلمة أسماء على مهارات التعليم باللغة الانجليزية فقط ، بل قامت بتسخير  هذه المهارات لخدمة القضية الفلسطينية ونشرها بين دول العالم .

وننوه أن  مصطفى  أنتجت هي وطالباتها قصيدة السلام من فلسطين ، وأكدت بأن هذه القصيدة كان لها آثر واضح بعد ما تم رفع حمامة السلام على خريطة السلام كشعار للسلام ، وكانت منبثقة من مدرسة حليمة السعدية للبنات ، وأضافت :" كانت هذه القصيدة قد كتبت بعد مشاركتي ضمن مشروع السلام في التعليم العالمي والذي يهتم بمهارتي التحدث والكتابة وتم حينها إنتاج قصيدة تناسب المرحلة العمرية بالشراكة مع دولة اليابان والولايات المتحدة الأمريكية ".

وأبدعت في مشروع BBC بلندن حيث شاركت بواقع لقائين بالشراكة مع 18 دولة .

وذكرت مصطفى أنها تحدثت عن فلسطين وما تحتوي من آثار وديانات وما يميزها من ثقافات ، ونشر ما تحتوي القضية الفلسطينية من معاناة وصعوبات .

وتؤكد أنه كان هناك آثر واضح على نفوس الطلاب بالدول الآخرى بما يهم قضيتنا الفلسطينية .

وتحدثت مصطفى عن المواقف التي حفزتها على الاستمرار وتقول :" عندما كنت أقوم بإرسال بطاقات لاولياء الأمور لأستأذن منهم تأخر أبناءهم بعد ساعة من الدوام ، فكانوا يحضروا مع أبناءهم ويتشاركوا معنا ومع الدول الآخرى عبر الكاميرا ، فكان هناك نوعآ من المتعة والتشجيع في المشاركة ، وتضيف؛ عندما كنت أقدم أنشطة لنادي اللغة الإنجليزية كان هناك إقبال هائل من باقي الصفوف و التي لم أقوم بتدريسها والحضور للإطلاع ". 




ولكل نجاح عثرات تعوق هذا النجاح ولكن بالإرادة والعزيمة تتخطى هذه المعوقات وهنا تحدثت أسماء عن التحديات التي واجهتها ومنها : انقطاع التيار الكهربائي ، واختلاف التوقيت بين الدول الآخرى ، كثافة أعداد الطلاب مقارنة بطلاب آخرين في الدول الآخرى .

وتضيف :" أنا أدرس جيل 2005 ، وهذا الجيل هو جيل الحصار والأوضاع الصعبة ، فكان العائق الكبير لدى الطلاب المرشحون للسفر والمشاركة مع الدول الآخرى هو الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة ، فأشعر بالألم تجاه ما يعانون ، فنحن هنا في غزة نواجه أحلك الظروف ومع ذلك ننظر إلى دائرة الأمل والمثابرة ".  

وتأكد مصطفى أنها نجحت في غرس الثقة في نفوس الطلاب وصقل شخصياتهم ، والتطور في مستوى الكتابة والتحدث لديهم .

ووجهت مصطفى رسالتها لمعلمي ومعلمات قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 15 عاما  وتقول :" المعلم لا يحمل عصا سحرية يغير بها الواقع بلعبة أو لقاء تعليمي ، ولكن بمزيد من الصبر والعطاء نتخطى الصعوبات ونذلل العقبات  ، مهنة التعليم من أصعب المهمات ولكن يبقة المعلم  هو الذي يبني العقل والإنسان ، وأنتم أصحاب رسالة سامية ، والعمل الدؤوب هو أساس النجاح" .

وقدمت المعلمة أسماء مصطفى الشكر لوكيل وزارة التربية والتعليم في غزة    "زياد ثابت "  على إهتمامه بتوفير كافة المتطلبات اللازمة لدعمها ، وتجهيز مكتبة المدرسة بأدوات مجهزة للتعليم العالي ، وأثنت عل مديرة مدرسة حليمة السعدية " فاتن أبو الكأس " التي منحتها  الثقة التامة باستخدام جميع أماكن المدرسة متى ما شاءت .

وتختم مصطفى قائلة :" ما زرعت ستحصد كما المزارع حين يحصد لا يأتي باليوم التالي ليجني ثماره بل مع الوقت والعمل بشغف ستحصد ما زرعت، وها أنا قد زرعت ما حصدت وتتويجي بالفوز للمرحلة النهائية والتحكيم لأدائي بأفضل وأكثر الأعمال نوعية على مستوى العالم ، كان إنجاز عظيم يسطر في كتاب إنجازتي وما زلت أطمع بالحصاد الوفير لتمثيل غزة في كل عام وعلى مستوى كل دول العالم ".