تصريحات الأحمد بشأن المصالحة.. هل تعني عودة الملف للوراء مرة أخرى؟

تصريحات الأحمد بشأن المصالحة.. هل تعني عودة الملف للوراء مرة أخرى؟
وفدا حماس وفتح في تركيا
خاص - دنيا الوطن
للمرة الأولى منذ عقد المؤتمر الصحفي المشترك بين أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري في تموز/يوليو الماضي، تخرج تصريحات لعدد من قيادات حركة فتح، تشير إلى حدوث بعض العقبات، وذلك من قبل حركة حماس.

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، روحي فتوح صرح في مقابلة مع (تلفزيون فلسطين) مساء الأحد الماضي، بأن حركة فتح وافقت بالإجماع على تفاهمات اسطنبول، وفكرة المصالحة لم تنضج عند البعض بغزة.

كما خرج عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، بالحديث في تصريحات لقناة (الغد)، بأن حركة حماس تتحمل مسؤولية تعطيل المصالحة، مشيراً إلى أنها لم ترسل حتى الآن ردها بشأن المصالحة وإجراء الانتخابات.

وتابع: "حماس بدأت تتحدث عن تهيئة الأجواء موسى أبو مرزوق أتصل فيا وقلي تهيئة الأجواء وعَدد مجموعة من المطالب قلت له لم نسمع ذلك، في اليوم التالي من اتصال موسى أبو مرزوق، تفاجأت بنفس الكلام على لسان صالح العاروري".

وفيما يتعلق بدلالات هذه التصريحات، قال المحلل والكاتب السياسي، د.علاء أبو عامر، إن موضوع المصالحة أعمق من خطابات تلفزيونية، وهناك قضايا عميقة عمرها أكثر من 12 سنة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "دنيا الوطن": حتى المجتمع لم يتعاط بإيجابية مع تطورات المصالحة الأخيرة، وحتى الفصائل كلها دعت للخروج في مسيرات ضد التطبيع، ولم يخرج أحد.

وشدد على أن الموضوع الأساسي هو لعبة المصالح الداخلية، حماس لن تتخلى عن مطالبها المتعلقة بموظفيها، وهي تعتبر بأن السلطة الآن في وضع ضعيف، وهي تعتقد بأن لديها الكلمة العليا، فيما السلطة في حالة ضعف، بعدما تخلى عنها العرب.

وقال المحلل والكاتب السياسي: إن تصريحات الأحمد وفتوح لا تأتي من فراع، وعلى ما يبدو بأن هناك تشدداً من قبل حماس، معتقداً بأنها فهمت رسالة فتح بشكل خاطئ، وكأنها هي المنقذ لفتح وللحالة الفلسطينية.

ويرى المحلل والكاتب السياسي، د.حسام الدجني، بأن هذه التصريحات تحاول أن تجر الحالة الفلسطينية إلى حالة من الجدل السياسي، والمناكفة الإعلامية على عكس الخطاب السائد.

وتابع في تصريحات خاصة لـ "دنيا الوطن": هل ذلك مرتبط بأن ملف المصالحة قاده جبريل الرجوب ويحاول الأحمد أن يثير قضايا من الأصل أن تثار في الغرف المغلقة، أم أن هناك أزمة حقيقية داخل حركة حماس، خاصة وأن الأخير لم تعلق على تصريحاته، وذلك يحتاج إلى معلومة.

ويعتقد الدجني أن هذا الخطاب متعلق بجر المنطقة لمناكفات، والآن مطلوب من حركة حماس الرد، لأن من حق الرأي العام أن يعرف عدم رد حماس على مسودة اسطنبول، خاصة وأن الأخيرة هي مسودة للنقاش، ومن المفروض أن يقر اجتماع الأمناء العامون من خلال حوار شامل لهذه المسودة.

وقال المحلل والكاتب السياسي: لم أقرأ في تصريحات الأحمد سوى محاولة لاستفزاز حركة حماس، لجرها إلى مزيد من التصريحات وكأنها انعكاس لأزمة داخلية داخل حركة فتح بشأن الجدل حول من يقود ملف المصالحة الرجوب أم الأحمد.

من جهته أكد المحلل والكاتب السياسي، محمد هواش، أن المصالحة أنشأت مصالح متعارضة بين قيادات في حركتي فتح وحماس، بالإضافة إلى سلطة واقعية في قطاع غزة، موازية للسلطة في الضفة الغربية والقدس.

وأشار في تصريحات لـ "دنيا الوطن" إلى أن هذا ليس من السهل تفكيكه، حتى بالأجواء الإيجابية والوعي الجديد لدى الطرفين بضرورة إنهاء الانقسام، في مواجهة التحديات الكبيرة التي طرحتها (صفقة القرن) وخطة الضم واتفاقات التطبيع.

وتابع هواش: الأحداث الأخيرة ضغط على الطرفين للبحث عن طريق جديد لإنجاز المصالحة والوحدة الميدانية في مواجهة (صفقة القرن)، وهناك رغبة في تذليل العقبات، لكن "من يعتقد أن العقبات ستنتهى بمجرد الجلوس يكون مخطئاً".

وأوضح: أن مستوى المشكلات عميق والانقسام خلق واقعاً معقداً في التباعد، بين الفلسطينيين في الضفة وغزة، وبالتالي هذه مشاكل ترافق المصلحة والحوار، وترافق حكومة وحدة وطنية إن تم تشكيلها.

وقال المحلل والكاتب السياسي: إن قطاع غزة يعاني من حصار شديد، ولم تؤد كل الحروب الثلاثة التي شنتها إسرائيل، والتوصل إلى تفاهمات تهدئة، إلى فكفكة الحصار، لأنه لا يمكن تفكيك هذا الحصار إلا من خلال الاندماج في النظام الفلسطيني.

وشدد هواش على أن كل المشكلات سترافق الحوار ولن تنتهي لأنها عميقة، مشيراً إلى أنه يجب النظر بها بأنها قضايا واقعية، معرباً عن اعتقاده من الهدف الأساسي من تصريحات الأحمد، دعوة حماس لعدم طرح المشكلات التي تحتاج لظروف أفضل من هذه الأوقات، وعدم وضع هذه المشكلة كعقبة أمام حل ملف المصالحة.

التعليقات