الرئيس البرازيلي جايير يترأس افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي الافتراضي

الرئيس البرازيلي جايير يترأس افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي الافتراضي
رام الله - دنيا الوطن
ترأس الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي الافتراضي، الذي إنطلق يوم أمس (الإثنين 19 أكتوبر 2020) ويستمر لغاية 22 من الشهر الجاري، بتنظيم الغرفة التجارة العربية البرازيلية، بالشراكة مع جامعة الدول العربية واتحاد الغرف العربية.

وتضم النسخة الافتراضية من الحدث الذي يحمل شعار "المستقبل الآن"، عدداً من الشخصيات البارزة من البرازيل ومختلف الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. ويهدف المنتدى الاقتصادي إلى تعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين الدول المشاركة، حيث تخلل اقتراحات للمشاركين حول الطرق الاستراتيجية الأمثل لتطوير العلاقات المشتركة والحفاظ على استدامتها.

وشهد اليوم الأول من المنتدى حضور شخصيات ذات مستوى رفيع، حيث انضم إلى جانب الرئيس بولسونارو خلال الافتتاح، الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، وأحمد علي الصايغ، وزير دولة، وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات، والدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية.

وقال الرئيس بولسونارو: "يسرني المشاركة في المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي، حيث تولي دولة البرازيل اهتماماً كبيراً في علاقاتها مع العالم العربي، بما ينعكس بشكل بارز على تكوين مجتمعنا الذي يضم عدداً كبيراً من المهاجرين العرب، كما أننا نعتزم مواصلة تعزيز الروابط التاريخية والثقافية وعلاقات الصداقة المتينة التي تجمع شعوبنا، مؤكدين حرصنا على تسخير إمكاناتنا في سبيل تحقيق المزيد من التعاون في مختلف القطاعات الحيوية والجديدة."

وتطرق بولسونارو إلى زياراته إلى دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية خلال العام الماضي، والتي شكلت دليلاً قاطعاً على اهتمام البرازيل وحرصها على تعزيز علاقاتها الاجتماعية والاقتصادية مع مختلف الدول العربية، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تتطلع إلى الاستثمار بقيمة 10 مليارات دولار في البرازيل من خلال صندوق الاستثمارات العامة.

وسلط الرئيس البرازيلي الضوء على أهمية الاستفادة من البنية التحتية والخدمات اللوجستية التي يتمتع بها العالم العربي بما يضمن توسع وتنوع الحضور البرازيلي ضمن الأسواق الإقليمية.

وأشار إلى أن هناك ما يقرب من 30 شركة برازيلية لديها مكاتب تجارية ومنشآت تصنيع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، معرباً عن سعادته البالغة بافتتاح مكتب الغرفة التجارية العربية البرازيلية في إمارة دبي في فبراير 2019.  

وأضاف بولسونارو: "يسعدنا الإعلان عن قيام كل من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية والكويت باستثمارات كبيرة في دولة البرازيل، وأنا على ثقة بأننا سنشهد أرقاماً مضاعفة للاستثمارات الحالية، حيث اتخذنا العديد من الإجراءات التي ستتيح تعزيز عملية النمو الاقتصادي المستدام في البرازيل بعد جائحة (كورونا)".

وتطرق الرئيس لحجم صادرات اللحوم البرازيلية إلى الدول العربية، والذي بلغ حوالي 4.8 مليار دولار منذ بداية العام الجاري وحتى شهر أغسطس، مشيراً إلى اقتراب البرازيل من مطابقة صادراتها لهذا العام بصادرات العام الماضي، والتي بلغت حينها 4.9 مليار دولار.

وقال: "إن إنتاج البرازيل للأطعمة الحلال، والمصنوعة وفقاً للقواعد والتقاليد الإسلامية، ما هو إلا رمز إضافي على جودة منتجاتها وثقة المجتمع الدولي بها".

وأضاف بولسونارو: "يمكن للدول العربية الاعتماد على الشراكة الاستراتيجية المتينة مع البرازيل لضمان أمنها الغذائي، ونجدّد استعدادنا التام لفتح آفاق جديدة لتعزيز الحوار البنّاء وتوطيد التعاون المشترك من أجل وضع أطر تنظيمية واضحة من شأنها الوصول بالاستثمارات البرازيلية-العربية إلى مستوى أعلى من النجاح والنمو".

من جهته، سلّط روبنز حنون، رئيس "الغرفة التجارية العربية البرازيلية"، في كلمته الضوء على نجاح البرازيل والدول العربية في الحفاظ على روابط راسخة وعلاقات استراتيجية تمثل نموذجاً عالمياً للعمل المشترك.

وأشار حنون إلى أنّ جامعة الدول العربية هي ثالث أكبر شريك تجاري خارجي للبرازيل وثاني أكبر شريك تجاري في مجال الأعمال الزراعية، لافتاً لأنّ تكثيف الجهود ضروري لزيادة وتوسيع نطاق الاستثمار عبر توقيع اتفاقيات ثنائية جديدة، وبالأخص فيما يتعلق بالازدواج الضريبي واتفاقيات حماية الاستثمار.

وفي هذا الصدد، قامت "الغرفة التجارية العربية البرازيلية" بوضع عدد من الإجراءات الاستراتيجية لعرضها خلال المنتدى الاقتصادي، وتشمل حزمة الإجراءات توقيع اتفاقيات تجارية ولوجستية وفق آلية تستهدف تعزيز وترويج المراكز التجارية القائمة في الدول العربية، في محاولة لإنشاء ممرات شحن بين البرازيل والدول العربية.

وشدّد حنون أيضاً على أهمية إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى الحد من الممارسات البيروقراطية وتسهيل عمليات التصدير والاستيراد، مضيفاً: "إلى جانب قضية الأمن الغذائي، يتعيّن على البرازيل حالياً استكشاف أوجه تعاون جديدة مع الدول العربية في المجالات الحيوية ذات الأولوية، وفي مقدمتها الطاقة والابتكار التكنولوجي وحماية البيئة والإنتاج المستدام".

من جانبه أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن سعادته بالمشاركة في "المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي"، قائلا: "يمثل الحدث فرصة استثنائية ومنصة مثالية لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البرازيل والدول العربية".

ولفت أبو الغيط إلى أنّ المنتدى سيساهم في تعزيز الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية بين الجانبين، مشكّلاً جسراً هاماً لتبادل الرؤية الاستشرافية واستكشاف أشكال جديدة من التعاون العربي-البرازيلي.

و قال أحمد بن علي محمد الصايغ، وزير دولة: "أنّ العلاقات التجارية والاستثمارية بين الإمارات والبرازيل شهدت تطوراً لافتاً خلال السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلى وجود آفاق واعدة لتعزيز نمو الروابط التجارية الثنائية، مؤكداً بأنّ البرازيل يمكن أن تتّجه نحو الاستفادة من الفرص التجارية الجديدة والناشئة في المنطقة العربية، بما في ذلك زيادة استخدام الموانئ العربية، مضيفاً: "يمكن لكافة الأطراف المهتمة استكشاف سبل التعاون المشترك في مجالات عدة، أبرزها التكنولوجيا والابتكار والطاقة".

واختُتِمت مراسم افتتاح "المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي" بكلمة ألقاها الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، وأعرب خلالها عن سعادته الشديدة لمشاركته في الحدث الذي أقيم افتراضياً نتيجة الإجراءات الوقائية المتخذة لمواجهة جائحة "(كورونا)".

وقال حنفي: "يفخر اتحاد الغرف العربية بتمثيل القطاع الخاص في العالم العربي، ويواصل الاتحاد جهوده الحثيثة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والروابط التجارية بين البرازيل والدول العربية، وعلى الرغم من الإنجازات التي تحققت حتى الآن، لا يزال التدفق التجاري العربي-البرازيلي محدوداً نسبياً، ما يعزز الحاجة إلى فتح آفاق أوسع لدفع مسار نمو كل من الواردات والصادرات على السواء".

التعليقات