الإنترنت الأسود والويب العميق.. عالمان مخفيان مظلمان على الشبكة العنكبوتية

الإنترنت الأسود والويب العميق.. عالمان مخفيان مظلمان على الشبكة العنكبوتية
صورة تعبيرية
كل شخص يستخدم الإنترنت بشكل يومي يخيل إليه بأن العالم الذي يدخل إليه شاسع ولا حدود له. ولكن الواقع مختلف تماماً وربما صادم للبعض. الإنترنت الذي نستخدمه والذي يسمى الإنترنت المرئي أو السطحي يشكل جزءاً بسيطاً من الإنترنت، فوفق بعض الإحصائيات فهو يشكل 3٪ من الإنترنت ووفق أخرى هو لا يتجاوز 0،03٪ منها. 

السؤال المطروح هنا بطبيعية الحال هو عن (هوية) أو تصنيف الجزء الآخر أو ما تبقى من الإنترنت.

 ما تبقى من الإنترنت يتوزع بين الإنترنت المظلم أو الإنترنت الأسود أو الإنترنت العميق. 

بحسب تقرير (الرجل) الغالبية سمعت بالإنترنت العميق ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن هو النشاطات غير القانونية وعمليات الاحتيال، ولكن الأفكار هذه غير صحيحة بشكل كلي، فهذه النشاطات موجودة على الإنترنت المظلم  وليس العميق. 

فلنتعرف على العوالم المخفية في الإنترنت ونكتشف بعضاً مما يحدث فيها وما إن كانت بالفعل عوالم مخيفة تحدث فيها كل النشاطات غير القانونية سيئة السمعة التي يتحدث الجميع عنها. 


الجزء المعروف من الإنترنت : الإنترنت المرئي أو السطحي

 الإنترنت السطحي كما سبق وذكرنا هو الإنترنت الذي نستخدمه وهو مصطلح يشمل كل المواقع التي يمكن الدخول إليها من خلال محركات البحث مثل غوغل وبينغ وغيرها. هي المحتوى القابل للفهرسة ويشمل كل المواقع التي يمكن الولوج إليها من خلال متصفحات الإنترنت العادية مثل كروم وفاير فوكس وسفاري وغيرها. تقدرعدد المواقع الموجودة على الإنترنت بـ ٢ بليون موقع ولكن وفق إحصائيات صدرت بداية هذا العام ٤٠٠ مليون موقع فقط نشط . الإنترنت هذا كما قلنا يشكل ٠،٠٣٪  أو ٥٪ من الإنترنت. 

العوالم المخفية: الإنترنت الأسود والويب العميق أو الخفي

 هناك الكثير من اللغط حول الإنترنت الأسود والويب العميق أو الخفي إذ يخيل للبعض أنهما الأمر نفسه ولكنهما ليسا كذلك. كلاهما جزء مخفي من الإنترنت ولكن الإنترنت المظلم هو جزء بسيط للغاية من الإنترنت العميق ويشكل ٠،٠١٪ منها. البعض يعتبر عالمي الويب العميق والإنترنت الأسود المعقل الأخير للخصوصية على الانترنت خصوصاً وأننا في عصر يتم فيه تتبع كل ما يقوم به الشخص عبر الإنترنت بينما هناك فئة تعتبره المكان الأكثر شراً والأسوأ على الإنترنت.

الويب العميق أو الخفي 

 الويب العميق أو الخفي هو كل ما لا يمكن لمحركات البحث فهرسته وهو مجموع المواقع الإلكترونية التي لا تدرج في محركات البحث ،أي كل ما لا يمكن العثور من خلال غوغل موجود على الويب العميق. المصطلح هذا ظهر عام ٢٠٠٩ ومنذ ذلك الحين بدأ استخدامه على نطاق واسع ولكنه في الوقت عينه بات مصدراً للارتباك لأنه بات مرادفاً للإنترنت المظلم. 

يقسم الويب العميق إلى عدة أقسام و تشكل الصفحات الديناميكية جزءا كبيرا منه وهي مجموعة من الصفحات الموجودة على الشبكة ولكنها لا تؤرشف في غوغل ولا يمكن العثور عليها من خلال عمليات البحث التقليدية. هناك أيضاً الصفحات اليتيمة والتي لا يوجد روابط إليها من صفحات أخرى، وصفحات ذات وصول محدود وهي التي لا يمكن الوصول اليها من خلال محركات البحث. وطبعاً هناك القسم غير النصي والذي هو عبارة عن الصور والأفلام والتسجيلات الصوتية غير القابلة للفهرسة. والقسم الأخير هو الملفات التي يتم استضافتها على بروتوكلات أخرى و تستخدم نطاقات وبروتوكلات خاصة يصعب تعقبها أو التجسس عليها. 

لاستخدام الويب العميق يحتاج الشخص إلى برمجيات خاصة تسمح له بالدخول أو إلى التشفير، وأحياناً يتم الدخول إلى العالم هذا من خلال كلمات مرور. في الويب العميق لا وجود للبروتوكلات التي تعرفها مثل دوت نت أو دوت كوم أي لا وجود لنظام إتش تي تي بي. 

كمية المعلومات الموجودة على الويب الخفي أو العميق تقدر بـ ٧٥٠٠ تيرابايت بينما كمية المعلومات الموجودة على الويب المرئي فهي ١٩ تيرابايت. يحتوي الويب الخفي على ٥٥٠ مليار مستند مقابل مليار فقط على الويب المرئي. لا توجد أرقام دقيقة عن حجم الإنترنت العميق ولكن ما هو مؤكد أنه أكبر بأضعاف مضاعفة من الإنترنت المرئي وحتى إن البعض يقول بأنه أكبر منه بـ ٥٠٠ ضعف. 

ما الذي يحتوي عليه الويب العميق؟

الويب العميق يحتوي على كل الخدمات والمواقع غير المفهرسة التي تحتاج إلى تسجيل دخول أو الخدمات المدفوعة أو المواقع الخاصة أو الأبحاث والتقارير الجامعية غير المتاحة للجميع بالإضافة إلى المعلومات والبيانات السرية. الويب العميق ليس بالضرورة مسرحاً للعمليات غير الشرعية بل يتم استخدمه من أجل حجب الهوية معظم الوقت ولتسريب المعلومات.

المواقع الداخلية لكبرى الشركات والمنظمات التجارية موجودة على الويب العميق، بالإضافة إلى الشبكات الداخلية للمدارس والجامعات، المواقع المحمية بكلمات مرور والتي يسمح فقط للمشتركين بدخولها، الصفحات التي يجب الدفع للاطلاع عليها، المعلومات الشخصية للأفراد والتي قد تكون كلمات السر الخاصة للمواقع الاجتماعية أو للبريد الإلكتروني أو الحسابات البنكية. 

الفئات الأكثر استفادة من الويب العميق هم الصحافيون والذين يسربون المعلومات الحساسة والسرية ، وعدد من المعارضين السياسيين، والجماعات المناهضة للرقابة على الإنترنت.

مما ذكر أعلاه يمكن الاستنتاج وبكل سهولة بأن المعلومات الموجودة على الويب العميق هي غير مخصصة للعامة وبالتالي أصحاب هذه المعلومات يبذلون جهودا كبيرة من أجل إخفائها وجعل الوصول إليها صعبا للغاية. بطبيعة الحال ليس كل النشاطات التي تتم على الويب العميق قانونية فهناك الكثير من النشاطات غير القانونية التي تجري هناك ولكنها بنسبة أقل بكثير من تلك التي تجري في الويب المظلم . 

الويب المظلم أو الإنترنت الأسود 

كما تشي التسمية هو الجزء المظلم من الإنترنت وهناك تجري النشاطات غير القانونية. المحتوى في الويب المظلم مخفي بشكل متعمد والدخول إليه يتطلب براعة ودهاء ومعرفة معمقة بالإنترنت وهناك قائمة من الخطوات التي يجب اتخاذها ليست فقط من أجل الدخول إلى هذا العالم بل من أجل الحفاظ على أقصى درجات الخصوصية.

من أجل الحفاظ على الخصوصية فإن الذين يستخدمون الويب المظلم يستخدمون برمجيات خاصة مثل «تور» من أجل حجب هويتهم الحقيقة أو أي برنامج آخر يعتمد برمجيات مشابهة. عادة عند الدخول إلى أي موقع في الويب المرئي يتم تتبع المستخدم من خلال بروتوكول الإنترنت الخاص به أو «الأ بي أدريس» ولكن الصورة مختلفة كلياً في الويب المظلم، تصفح هذا العالم يتم من خلال إخفاء بروتوكول الإنترنت، والكمبيوتر الخاص والموقع الجغرافي وغيرها من التفاصيل الأخرى.

يتكون الويب المظلم من شبكات صغيرة من نوع ند لند« اف تو اف» أو« بي تو بي»، بالإضافة الى شبكات مثل «تور» و«فرينت» و«أي بي بي». شبكة الويب المظلم مشفرة ويطلق عليها اسم «أنيون لاند» لكونها تنتهي بـ دوت أنيون. 

ما الذي يحتوي عليه الويب المظلم؟ 

لا يمكن الجزم وبشكل قاطع ما الذي يحتوي عليه الويب المظلم وذلك لأن طبيعة هذا العالم غامضة وصعوبة وتعقيدات الدخول إليه تجعله محصنا ضد العالم الخارجي وبالتالي هو عالم سري. ولكن المعلومات المتداولة حوله هو أنه مركز لكل الأعمال غير الشرعية، والسوق السوداء، وتجارة السلاح والمخدارت والمواد الإباحية غير القانونية. 

هناك غالباً ما يتم بيع أرقام بطاقات الائتمان المقرصنة، وجوازات سفر مزورة، بالإضافة إلى الحسابات المقرصنة أو المسروقة، وشهادات جامعية مزورة والمواد السامة كالزرنيخ والأكثر ترويعاً من كل هذا هو إمكانية استئجار أشخاص للقيام بعمليات قتل. كما أنه يمكن شراء المعلومات الحكومية أو الاستخباراتية المقرصنة والمسربة. 

الفئات التي تستخدم الويب المظلم لا تشكل ٣٪ من مستخدمي الانترنت المرئي والعميق وهم الفئات التي تمارس أعمالا غير قانونية كالتهريب والاتجار بالبشر والدعارة غير القانونية وغيرها. 

التعليقات