المطران حنا: نرفض استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث سموم الفتنة والكراهية والطائفية

المطران حنا: نرفض استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث سموم الفتنة والكراهية والطائفية
المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نشهد ازديادا وانتشارا في وسائل التواصل الاجتماعي والتي اضحت ساحة مفتوحة على مصراعيها ومنبرا لكل من يريد ان يكون له منبر.

وأكد المطران حنا، أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن ان يكون لها دور ايجابي في التوعية والتوجيه السليم ولكننا نلحظ ويا للاسف ان هنالك بعضا من هذه الوسائل التي اصبحت منصات للتحريض والاساءة واثارة النعرات الطائفية والكراهية وسموم الفتنة والتشرذم في مجتمعنا وفي مشرقنا.

وأضاف: كم هائل من المغالطات والمعلومات الغير دقيقة والغير صحيحة حيث يجد المرء نفسه عاجزا امام متابعة كل شيء والرد على كل شيء مع ان هنالك منصات مشبوهة يقف خلفها طابور خامس لا تستحق ان يرد عليها .. ما اود ان اقوله بصفتي اسقفا في اعرق كنيسة مسيحية في هذا العالم بأن المسيحيين ليسوا مشركين او كفارا او عبدة للاصنام كما يظن البعض".

وذكر: "ديننا هو دين المحبة والرحمة والتسامح ونحن لا نضمر الشر لاحد حتى لاولئك الذين يسيئون الينا اما عن جهل واما لانهم مدفوعين من جهات اخرى مشبوهة.. لا نكره احدا لان الكراهية ليست موجودة في قاموسنا كمسيحيين ولكننا في نفس الوقت لن نكون مكتوفي الايدي امام اي تطاول على قيم ايماننا وتاريخنا وتراثنا وعقيدتنا المسيحية القويمة".

وتابع حنا: "نحن موجودون هنا قبل الاسلام وبعد مجيء الاسلام تفاعلنا مع الحضارة الاسلامية وعملنا معا وسويا في اوطاننا وفي مشرقنا خدمة للانسان وخدمة للاوطان وخدمة لقضايا العدالة لا بل ان نموذج العيش المشترك في بلادنا وفي مشرقنا يعتبر نموذجا نتميز به ويجب ان نحافظ عليه وان نرفض اي خطاب يؤجج الفتن والكراهية والتعصب والطائفية وعدم قبول الاخر في مجتمعنا".

وأضاف: من واجبنا جميعا ان نرفض اي خطاب تكفيري اقصائي ايا كان شكله وايا كان مصدره فالقدس هي مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ولا يحق لاحد ان ينكر وجود الاخر ، وان يدعي ان القدس له وليست لسواه ، فالقدس فيها كنيسة القيامة والتي تعتبر القبلة الاولى والوحيدة لكافة المسيحيين في عالمنا وفيها المسجد الاقصى ناهيك عن تاريخها وتراثها وهويتها الروحية والحضارية والوطنية باعتبارها عاصمة روحية ووطنية لشعبنا الفلسطيني.

واوضح ما يهمنا في القدس هو الانسان فما قيمة المقدسات بدون الانسان الذي يحافظ على هذه المدينة المقدسة ومقدساتها وهويتها.. علينا ان نحافظ على الانسان لكي يبقى منتميا لمدينته ووطنه ولكي يكون على قدر كبير من الوعي والرصانة والحكمة والمسؤولية لكي نتمكن معا وسويا مسيحيين ومسلمين من ان ندافع عن مدينتنا ومقدساتنا التي تستهدفها العواصف والمؤامرات والمشاريع المشبوهة من كل حدب وصوب.