ما العمل؟ المشروع الوطني التحرري والرواية التاريخية

ما العمل؟ المشروع الوطني التحرري والرواية التاريخية
ما العمل؟ المشروع الوطني التحرري والرواية التاريخية

فيحاء عبد الهادي

تواصل النقاش حول سؤال: ما العمل؟ في محاولة للإجابة عن الأسئلة التي أثارها الموضوعان الحيويان: «الشباب وسؤال الديمقراطية»، و»رؤية شبابية أم رؤى»، ليشترك في الحوار بعض المهتمين/ات في قضية الديمقراطية بشكل عام، وبالوضع الفلسطيني بشكل خاص. أستضيف بعض هذه المشاركات، مع الاختصار، ضمن مساحة للحوار.
أكَّد المعقبون/ات على أهمية وجود الشباب في مواقع صنع القرار، وأكّدوا أهمية التنشئة منذ الطفولة على مبادئ العمل الديمقراطي.
وربط بعض المعقبين/ات موضوع تفعيل دور الشباب، بالتوافق على البرنامج السياسي والإستراتيجي للشعب الفلسطيني، ووجود الأطر الجماهيرية الجامعة.
وقدَّمت واحدة من الرسائل تصوراً لكيفية المزاوجة بين خبرات الفئات العمرية المختلفة للشعب الفلسطيني، في تطبيق خلاّق لمبدأ المشاركة، الذي هو جوهر العملية الديمقراطية.
وبيَّنت رسالة أخرى أهمية العمل على توثيق الرواية التاريخية الفلسطينية، والاستفادة من المنصات الإعلامية الجديدة؛ مثل «البودكاست» (Podcast) للتأكيد على عدالة القضية الفلسطينية.
*****
«الشباب هم المستقبل بالفعل، آمل أن يأخذوا حقهم في القيادة، ولكن علينا مسؤولية إعطائهم فرصاً للتعلم من تجاربهم، وتجارب من سبقوهم، في إطار نظرة ومفاهيم سياسية متكاملة».           نجلاء نصير بشور/ بيروت

*****
«الحديث يطول عن دور الشباب، وغيابهم عن مراكز صنع القرار، ولن تنهض أمة شبابها مغيّب.
المشكلة الأهم هي ضعف انخراطهم بالعمل السياسي أو الجماهيري بشكل عام، وليس بالمواقع القيادية فقط، والسؤال الأهم: أين هي الأطر الجماهيرية الجامعة؟ وأين هي القيادة الوطنية الموحدة؟ وأين هو البرنامج السياسي والإستراتيجي الموحّد للشعب الفلسطيني؟
كيف سيصل الشباب إلى مراكز صنع القرار، من دون أن يمارسوا العمل الوطني والجماهيري، ويشاركوا في وضع البرامج النضالية، ضمن أطر جماهيرية منظمة جامعة؛ ليرتقوا إلى مواقعها القيادية؟!
هناك مبادرات شبابية فردية وجماعية كثيرة وناجحة في المجال الثقافي، بكل مكوناته، والمجال الاجتماعي والإعلامي، وفعالياتها لها حضور كبير ونوعي، خاصة من جمهور الشباب. وحتى على الصعيد النضالي هناك الكثير منهم يندفع للمواجهة، من دون تخطيط أو إستراتيجية وطنية موحدة، ما يؤدي إلى استشهاده من دون ثمن؛ لذلك تبقى كل هذه الجهود مبعثرة ومحدودة التأثير.
الشباب بحاجة لإطلاق حريتهم بالتفكير؛ ليعملوا، ويبدعوا، ويمسكوا زمام الأمور، ضمن رؤيتهم وأساليبهم التي تختلف عن أساليبنا؛ حتى نستطيع الوصول إلى رؤية وطنية موحّدة وجامعة».    
هناء الموسى/ الشارقة

*****
«دور الشباب مهم، ولديهم مبادرات، لكن أغلبهم غير موجودين داخل الأحزاب، أو مؤسسات مجتمعية. يشكلون حراكات، وفي الغالب لا تستمرّ، وحتى الآن لم تبرز قيادات، قادرة على استقطاب آخرين، وقد يكون ذلك ناتجاً من تعامل الأحزاب مع الشباب، وعدم إعطائهم الفرصة لممارسة مهام رئيسة داخل الحزب.
قد تكون هناك حاجة للاستماع أكثر للشباب في الأحزاب المختلفة، والمجموعات الشبابية: كيف يرون دورهم المستقبلي في العمل السياسي؟ ولماذا لم يلتحقوا بالأحزاب؟ وكيف يرون مستقبلهم السياسي؟ لإلقاء الضوء على كيفية بناء برامج تستوعب طاقتهم، وتعطي فرصة لبلورة قيادات شبابية؟
أؤمن بضرورة أن تكون نسبة الشباب أقل من 35 سنة ٢٥٪، ونسبة ما هم بين 35-45 سنة 25٪، ومن هم ما بين 45-55 سنة 25٪، وما فوق 55 سنة 25٪، بهذه الطريقة يكون هناك توزيع عادل يتوافق والنسبة العمرية للسكان، ونزاوج ما بين الخبرات».                                                         زهيرة كمال / القدس

*****
«المهم إتاحة الفرصة للشباب ذكوراً وإناثاً بالتساوي، والخروج من تكلس الحياة السياسية، بما يلزم نظام التمثيل النسبي».                                                                                 لبنى عبد الهادي/ رام الله

*****
«أكيد أن الشباب ليسوا كتلة واحدة، إنما ميزة الشباب في طرحهم لأفكار جديدة خارج الصندوق. معك في ضرورة نقاش المفاهيم الديمقراطية وترسيخها في وعي الشعب الفلسطيني، وعلى مؤسساتنا الوطنية تطبيق الديمقراطية، وعدم تفسير نتائجها على أهوائهم، وعلينا أيضاً قبول نتائجها، والشعب قادر أن يغيّر إذا وجد أن اختياراته غير صحيحة».                     آمال الأغا/ القاهرة    

*****
«أكيد أن الشباب يحملون رؤى سياسية متعددة، ربما لديهم هموم معيشية مشتركة، ولكن سنجد أن كلاً لديه وجهة نظر مختلفة حول الحلول. التوعية الفكرية والسياسية ضرورية جداً، وهذا يقع على كاهل النخب السياسية والأحزاب والجمعيات».                                                          مازن الصالح/ عمّان – الأردن

*****
«أؤمن أنه حان دورنا للعمل والمبادرة، وفي بعض الأحيان أشعر بالإحباط الشديد من واقعنا، لكن لم أفقد الأمل أبداً. الأمل هو الذي يدفعني لأن أبحث عن كل ما يوثّق حقنا التاريخي بهذه الأرض، السعادة المطلقة هي اللحظات التي أستقبل فيها الرسائل من أشخاص حول العالم، يعبّرون عن دعمهم وإيمانهم بعدالة قضيتنا. فالقصص الصوتية التي أنتجها تكون بمثابة إحياء لقصص توثق فترات تاريخية مهمة، وأشخاصاً منسيّين؛ لعبوا دوراً مهماً في القضية الفلسطينية.
أؤمن بأهمية الرواية التاريخية وقدرتها على التأثير والتغيير، حتى لو على المدى البعيد، لكنها مسؤوليتنا كشباب أن نستفيد من المنصات الجديدة، وأن نواكب الوسائل الإعلامية الجديدة « كالبودكاست» مثلاً، لتوظيفها بما يخدم قضيتنا».                شهد بني عودة/ دبي

*****
يتواصل الحوار ويمتد، وهناك أهمية قصوى لفتح المزيد من المنابر؛ للاستماع لآراء متعددة من الفلسطينيين، وكل من يهتم بالشأن الفلسطيني.
أؤمن أن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أساس ديمقراطي، سوف يخلق التواصل المطلوب بين أبناء الشعب الفلسطيني، في الوطن والشتات، كما أن تحقيق مبدأ الشراكة، ليس بين فصائل العمل الوطني فحسب، بل بين أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا، سوف يساهم في الخروج من تكلس الحياة السياسية، ويعزِّز الصمود الفلسطيني.
وعلى الرغم من أهمية إجراء الانتخابات، إلاّ أن إجراءها، دون إنهاء الانقسام بشكل فعلي، ودون تحقيق الفصل المطلوب بين منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية الفلسطينية، ودون الاتفاق على برنامج سياسي كفاحي، سوف يعيد إنتاج الواقع المتردّي، وإن بدا أنه يغيِّر هذا الواقع.
لا بديل عن الشراكة بمفهومها العميق، حيث يساهم الكل الفلسطيني في رسم إستراتيجة العمل الفلسطيني، وفي التصدي للمخططات التصفوية المتلاحقة على الصعيدَين العربي والدولي، وللاحتلال الاستعماري الاستيطاني، عبر مشروع تحرري نقيض؛ لتحقيق أهداف شعبنا بالحرية والعودة وتقرير المصير.

[email protected]

التعليقات