النقل: إعادة عمل الباصات الحمراء في العاصمة بغداد لخدمة المواطنين

النقل: إعادة عمل الباصات الحمراء في العاصمة بغداد لخدمة المواطنين
رام الله - دنيا الوطن
أعلنت الشركة العامة لنقل المسافرين مؤخرا مباشرة باصات النقل الداخلي بنقل المواطنين بين مناطق وأحياء العاصمة مع
الالتزام بتعليمات وشروط الصحة والسلامة من تعقيم الباصات بشكل مستمر والتثقيف بارتداء الكمامات والقفازات داخل الباصات.

وأوقفت الشركة عمل الباصات في شهر مارس الماضي وفقا لتعليمات السلطات الصحية المختصة، وحظر التجوال، بعد تفشي (كوفيد-19) في البلاد حفاظا على صحة وسلامة المواطنين.

وقررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية التي يرأسها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مؤخرا، السماح بإعادة افتتاح المطاعم مع مراعاة الشرورط الوقائية، واستئناف الدوام في مؤسسات الدولة بنسبة 50%، واستئناف الأنشطة الرياضية والشبابية، وفتح المنافذ الحدودية البرية أمام الحركة التجارية، والسماح للتنقل بين المحافظات، ورفع الحظر.

ودخلت أول دفعة من الباصات الحمراء للعراق نهاية عام 1951 مكونة من 100 باص وبدأت العمل في شوارع بغداد، وفي العام
نفسه وصلت مجموعة أخرى مكونة من 20 باصا بطابقين، ومنذ ذلك الوقت اعتاد البغداديون على هذه الباصات التي تتميز بلونها الأحمر والتي تعمل على خطوط منتظمة ومواعيد انطلاق ثابتة.

ويصف البغداديون توقف الباص الأحمر، الذي تنفرد مدينتهم به في العالم العربي، من المرور بشوارع بغداد خلال الأشهر
الستة الماضية بسبب تفشي جائحة (كورونا) بأنه توقف للحياة ودليل على شل الحركة في هذه المدينة التي يعيش فيها أكثر من 8 ملايين شخص.

ويؤكد العاملون في الباصات على تطبيق التعليمات والإجراءات الصحية المشددة من قبل الأشخاص الذين يستقلون الباصات،
للحفاظ على حياة المواطنين ومنع تفشي جائحة (كورونا).

وقال غسان كاظم موظف في الشركة العامة لنقل المسافرين لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نقوم بتعقيم الباصات قبل البدء
بالعمل، ولا نسمح لعدد كبير بالصعود في الباص، التزاما بالتباعد الاجتماعي".

وأضاف "نؤكد على الالتزام بارتداء الكمامات والكفوف، ونطلب من الركاب الالتزام بالتعليمات الصحية واستخدام المعقمات
والكفوف والكمامات".

وترجع وزارة الصحة الصحة العراقية أسباب تفشي (كوفيد-19) الذي ظهرت أول حالة إصابة به في 24 فبراير الماضي، إلى عدم التزام المواطنين بالتعليمات الصحية والتباعد الاجتماعي، وإقامة التجمعات والمناسبات التي تشهد حضورا كبيرا.

وحسب آخر إحصائية أعلنتها الوزارة يوم أمس (الثلاثاء) فقد بلغ إجمالي الإصابات ب (كوفيد-19) 387121 إصابة تماثل للشفاء
316371 منهم بما يشكل 81.7 بالمائة وتوفي 9531 شخصا، ولا يزال 61219 يتلقون العلاج في المستشفيات.

لدى خالد محيي البالغ من العمر (63 سنة) ذكريات جميلة مع الباص الأحمر، حيث كان يستخدمه للذهاب والتجول ويعود في آخر باص الذي ينطلق عند منتصف الليل من الساحة الرئيسية للباصات في منطقة الميدان وسط بغداد ليعود إلى منزله في منطقة البياع جنوب غربي بغداد.

وقال خالد محيي لـ ((شينخوا)) " بعد تفشي مرض (كورونا) في العراق، الناس بدأت تخشى استخدام الباصات، خوفا من الإصابة
بالمرض، فضلا عن قلة الدعم الحكومي لهذا القطاع"، مطالبا بدعم الحكومة لقطاع الباصات لتوفير المزيد من وسائل الراحة للركاب.

وأضاف "في السابق كانت الباصات تعمل في جميع أنحاء بغداد ولغاية الساعة 12 في منتصف الليل، أما الأن فانها تتوقف
عن العمل عند الساعة الثالثة بعد الظهر".

ودعا الرجل الستيني ذو الشعر الابيض إلى أن يعود عمل الباصات مثلما كان سابقا من الصباح الباكر وحتى بعد منتصف الليل.

وأشار إلى أن الباصات التي تعمل حاليا هي باصات نظيفة ومريحة وفيها تكييف جيد جدا والتعامل من قبل العاملين جيد جدا،
وأسعارها تتناسب مع الوضع الاقتصادي للطبقات الفقيرة مقارنة بسيارات الأجرة (التاكسي).

أما عبد الجبار كاظم (67 سنة) الذي كان واقفا في منطقة المنصور غربي بغداد والذي كان مبتسما عندما رأى الباص الأحمر قادما باتجاهه في الشارع، وكأنه يرى شيئا جميلا أعاد له الفرح والسرور والذكريات الجميلة.

وقال كاظم (طبيب متقاعد)"عودة (الأمانة) وهو الاسم القديم الذي كان يطلقه العراقيون على الباص الأحمر، للسير في شوارع بغداد دليل على تعافي دار السلام (أحد أسماء بغداد) وإشارة إلى أن الحياة بدأت تدب في هذه المدينة التي قدمت خلاصة فكرها وانجازاتها للعالم أجمع".

وأضاف "ما زلت أتذكر ذلك اليوم عندما قابلت زوجتي لأول مرة ، في الصباح الباكر عندما كنت متوجها إلى عملي، حيث وجدت إمرأة جميلة تجلس في الطابق العلوي بمفردها، فقد أدهشني جمالها ولم أكن اتوقع أنها ستكون زوجتي وحب حياتي ".

وتابع كاظم وهو يتذكر الأيام الخوالي عندما كان يصعد للطابق العلوي في الباص الأحمر للاستمتاع بالمناظر الرائعة لبغداد
"اتمنى الاهتمام بهذه الباصات الحمراء كون بغداد تنفرد بها عن بقية العواصم والمدن العربية،، وكلي أمل أن أراها تسير في كل شوارع بغداد، فقد كنا أيام الجامعة نصعد في الطابق العلوي للاستمتاع بمناظر بغداد الرائعة وحدائقها الجميلة، التي دمرت بسبب الاحتلال الأمريكي والعنف والفساد، والإهمال الحكومي.

التعليقات