عرض للأثواب الفلكلورية الفلسطينية والبلغارية يقام في قصر فرانا

عرض للأثواب الفلكلورية الفلسطينية والبلغارية يقام في قصر فرانا
رام الله - دنيا الوطن
أقيم عرض للاثواب الفلكلورية يعتبر الاكبر والفريد من نوعه في بلغاريا، حيث شارك في العرض 15 دولة، فلسطين وبلغاريا وكوبا واذربيجان والمغرب واندونيسيا والمكسيك وجنوب السودان والهند واليابان وباكستان ورواندا واوغندا والكاميرون وبوروندي.

وقدمت المطربة الفلكلورية البلغارية بولي باسكوفا اغنية من التراث البلغاري، تلاها سماع للموسيقى البلغارية التي غزت الفضاء "انقلب الجبل" للمطربة الشهيرة ستيفكا سوبوتينوفا. ثم عرضت فرقة تشيناري الاثواب البلغارية التي مثلت ستة مناطق فلكلورية مختلفة في بلغاريا وذلك على ايقاع الموسيقى والرقص الفلكلوري البلغاري الذي مثل تلك المناطق.

وبدأ عرض الازياء الفلكلوري الفلسطيني الذي اقيم في حديقة القصر الاثري للملوك البلغار حيث تألقت عشرة اثواب فلسطينية مطرزة بألوانها ورسومها الزاهية المشعة بالحيوية والمعبرة عن عمق تاريخ شعبنا وتمسكه بأرضه وارض اجداده، وتحدث التطريز الفلسطيني ليعيد الذاكرة الى اجدادنا الكنعانيين الذين خاضوا البحار واستخرجوا اللون الارجواني من محار البحر ليزينوا به اثوابهم التي وصلتنا بحلتها الجميلة التي لا يضاهيما اي ثوب في العام، ثم تلا ذلك عرض للاثواب الكوبي رافقه رقص كوبي حماسي، ثم قدمت اندونيسيا عروض لعدد من اثوابهم الوطنية، تلاهم اذربيجان والمغرب وباقي الادول الاخرى المشاركة.

وألقى سفير فلسطين د. احمد المذبوح كلمة جاء فيها ان مشروع "الفن في سبيل الدبلوماسية" عنوان جميل جدا وهذا هو المطلوب حاليا في عالمنا المليئ بالاضطرابات والتناقضات، ونجد بأن هذا المشروع يدخل في صلب العمل الدبلوماسي الحديث، ويغير الانطباع السائد على الجمود في العمل الدبلوماسي واقتصاره على عناوين محددة، هذا عدا عن ان هذا الاسلوب يجعلنا اقرب الى بعضنا البعض كما ويقرب بين شعوبنا.

وتحدث السفير عن اوجه التشابه بين التطريز البلغاري والفلسطيني الذي يعود تاريخه الى اكثر من خمسة آلاف عام الى اجدادنا الكنعانيين الذي استعملوا بشكل رئيسي اللون الاحمر الذين كانوا يستخرجوه من محار البحر. وقال السفير ان هذا التشابه يحدث في كثير من الاحيان خاصة ة اذا كانت المناطق قريبة نسبيا من بعضها البعض وذلك كما هو الحال مع التطريز الفلسطيني والبلغاري.

وأضاف أن تحدث علميات سرقة للثوب كله ونسبه الى مجموعة عرقية اخرى فهذا امر لا يمكن ان يصدق، وهذا بالفعل ما حصل مع الثوب الفلسطيني المطرز الجميل عندما تعرض للسرقة من قبل المحتل لارضنا، حيث حاول هذا المحتل ان ينسب ثوبنا الى نفسه كثوب تراثي له، وذلك لعدم وجود ثوب تراثي لديهم، ووصل الامر بهم الى الزام مضيفات الطيران على لباسه، ولكن اصرار شعبنا وتمسكه بثوبه وتراثه كان اقوى من سلطة الاحتلال، الامر الذي ادى الى افشال مشروعهم، وبقي الثوب الفلسطيني فلسطينيا يعكس عمق تاريخ  شعبنا وتمسكه بأرضه وتراثه.

وأنهى السفير خطابه بأن الثقافة والتراث هي من الامور التي تميز كل واحد منا ولكنها بنفس الوقت تجمعنا في بعض فصولها وعلينا البحث عما يجمعنا وعن اوجه التشابه فيما بيننا، كما وعلينا نبذ التعصب والتمييز العنصري بشكل اشكاله، لان عالمنا صغير وعلينا ان نعيش فيه معا وان ثقافاتنا كلها تصب في حضارة واحدة يجب الحفاظ عليها نقية للاجيال القادمة.

وبدورها تحدثت بيتيا ايلييفا حيث عبرت عن سعادتها للتعاون مع سفارة فلسطين في انجاز هذا العرض وقالت ان الفن هو اقرب طريقة للتواصل بين الناس، امل ان تتذوقوا من خلال هذا العرض سحر الاختلاف والتنوع كي نتأكجد مرة اخرى ان عناصر التراث الثقافي هي جسور فيما بين الناس من مختلف انحاء العالم  

عرض الازياء الفلكلورية احتضنته حديقة القصر الأثري للملوك البلغار، وكان الحفل تحت رعاية جلال الملك سيميون العاهل البلغاري السابق مع قرينته الملكة مارغاريتا.

وحضر الحفل جمهور كبير من المشاهدين ضم عدداً من السفراء والدبلوماسيين، كما وحضر وفد كبير من وزارة الخارجية البلغارية ضم نائب وزير الخارجية السيد ميلين لوتسكانوف ورئيس مديرية العلاقات الثناية السيد خريستو بولينداكوف ومديرة البروتوكول السيدة بوريانا سيميونوفا، والسيدة تانيا ميخايلوفا رئيسة المعهد الدبلوماسي التابع لوزير الخارجية، بالاضافة الى عدد كبير من الصحافيين، والفنانين، ومن محبي الجمال ودعاة الصداقة والتفاهم بين الشعوب.  

ويذكر ان السفارة الفلسطينية شاركت مع الفنانية بيتيا ايلييفا في مشروعها الاول المتمثل في وضع ملصقات على صناديق الكهرباء وسط العاصمة صوفيا قسمت الى قسمين، النصف الاول احتوى على رسومات او صور لتراث البلغاري، اما النصف الثاني فكان من نصيب احدى الدول المشاركة. هذه الفعالية هي الثانية ضمن مشروع (الفن في سبيل الدبلوماسية) الذي يسعى إلى المزيد من التعارف بين الشعوب من خلال المقارنات بين منتجات تراثها وفنونها وقد اقيمت بالتعاون الكامل بين سفارة فلسطين والفنانة ايلييفا.

ويذكر ايضا ان طلاب الأكاديمية الوطنية لفنون المسرح والسينما قد شاركوا في تقديم الاثواب "ديفيليه" حيث أبدعوا في إظهار جمال الأزياء وإدراج الجمهور في الإحساس بوحدة منابع الحضارة الإنسانية على تنوع أشكالها وألوانهاـ كما ويذكر ايضا ان مقدمة الحفل كانت الممثلة البلغارية الشابة فلادينيلا تسارسكا.




التعليقات