فيروس كورونا يتفشّى في شمال غرب سوريا

فيروس كورونا يتفشّى في شمال غرب سوريا
رام الله - دنيا الوطن
وصلت الزّيادة في حالات الإصابة بفيروس(كوفيد-19) في شمال غرب سوريا إلى مستويات مثيرة للقلق – حيث يتم الإبلاغ عن 100 حالة جديدة كل يوم، بينما لا يزال 2.7 مليون شخص نازحين في المنطقة.

وحذّرت منظّمة الرّؤية العالميّة (وورلد فيجن) التي تُعنى بالأطفال من أنه ما لم يتلقَّ النّظام الصّحي الضعيف دعماً دوليّاً بشكل فوري، فإن الوضع سوف يصبح أكثر سوءاً بشكل كبير وسريع.

وقال مدير مكتب الإستجابة للأزمة السّورية في منظّمة الرّؤية العالميّة (وورلد فيجن)، يوهان مويج: "ازداد عدد الحالات 14 مرة منذ الشهر الماضي مع تسجيل أكثر من 1000 حالة إيجابية.

ويتعرّض الأطفال المتنقّلون من مكان إلى آخر لخطر أكبر من أي وقت مضى، إنّ النّظام الصّحي في شمال غرب سوريا غير قادر على التعامل مع هذه الأزمة، ونحن بحاجة ماسّة إلى الدّعم لتحسين قدرة الاختبار والمعدّات الوقائية وأنظمة المراقبة، فما لم يتم زيادة المساعدات الدّولية وتكثيفها، فإن معاناة الأطفال السّوريين وعائلاتهم، الذين أجبروا على ترك منازلهم وعانوا قرابة عشر سنوات من الصّراع ستزداد. 

وقُتل 218 طفلاً وتوفي 800 مدني آخر، ويعتبر فيروس (كوفيد-19) بمثابة أزمة داخل أزمة في شمال غرب سوريا، ولقد أُثبتت إصابة العديد من العاملين الصّحيين، الذين يتعرّضون بالأصل إلى ضغط كبير للقيام بعملهم في ظلّ نظام صحّي ضعيف، بفيروس (كوفيد-19) - مما يعرّض فرص الاحتواء الفعّال للفيروس والاستجابة له لخطر أكبر.

وقال السيد مويج: "بدأ عدد المصابين بهذا الفيروس في سوريا يتزايد ببطء في بداية شهر تموز يوليو، لكننا الآن نشهد زيادة كبيرة في الحالات الإيجابيّة، إننا نشعر بقلق بالغ حيال التّأثير الرّهيب الذي سيحدث على النّازحين في الجزء الشّمالي من البلاد، لقد تم تهجير هؤلاء الناس لسنوات طويلة، كما أن التّدهور الاقتصادي العميق في سوريا يجعل وضعهم أكثر صعوبة، والآن يتسبّب تهديد فيروس (كوفيد-19) في مزيد من التّوتر والخوف والاعتماد على المساعدات الخارجيّة.

نظراً للنّقص الحاد في قدرات الفحوصات في المنطقة وعدم تغطية أعداد الإصابات بشكل دقيق، تخشى وكالات الإغاثة في الميدان من أن العدد الفعلي للحالات الإيجابيّة أعلى بكثير في الواقع.

وذكرت تقارير صادرة عن الأمم المتّحدة أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض فيروس (كوفيد-19) لم يسعوا للعلاج، إما بسبب الخوف من الوصم أو الإصابة بالفيروس وهم في المرافق الطّبية.

وأضاف مويج قائلاً: "على الرغم من أن الأعداد تتزايد بمعدل ينذر بالخطر، إلا أن الأرقام الرّسمية الحاليّة لا تظهر الصّورة الحقيقيّة لخطورة هذا الوباء في المنطقة، نعتقد أن عدد الحالات المؤكّدة سيزداد بشكل كبير إذا أصبح الاختبار متاحاً بسهولة أكبر".

وتشعر منظّمة الرّؤية العالميّة (وورلد فيجن) بقلق بالغ على سلامة الأطفال النّازحين والضّعفاء، مات ما لا يقل عن 6 أطفال في الشّمال الغربي من البلاد في بداية هذا العام بسبب درجات الحرارة المنخفضة التي انخفضت إلى ما دون الصّفر، فإنه مع الوباء الحالي، ليس هناك شك في أن الشّتاء القادم سيكون قاسياً عليهم بشكل كبير، لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث مرة أخرى.

التعليقات