جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تشارك بمحاضرة علمية نظّمتها مؤسسة القدس الدولية

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تشارك بمحاضرة علمية نظّمتها مؤسسة القدس الدولية
رام الله - دنيا الوطن
شارك وفد من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بقيادة الرفيق ابو عرب مسؤول العلاقات في الساحة السورية والرفيقة الاعلامية عائدة عّم علي بمحاضرة علمية.

ونظّمتها مؤسسة القدس الدولية (سورية) في يوم القدس الثقافي لشهر أيلول، و ألقاها الأستاذ علي بدوان، كاتب فلسطيني وعضو اتحاد الكتّاب العرب، تحت عنوان: ("المجتمع الإسرائيلي" بين التعددية والتناقض)، وذلك صباح اليوم الأربعاء 30/9/2020م في المركز الثقافي العربي أبو رمانة، بحضور الدكتور خلف المفتاح المدير العام للمؤسسة، والدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، ورباب الأحمد مديرة المركز الثقافي، و ممثلي الفصائل الفلسطينية، وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية.

وافتتحت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت، إكراماً لأرواح شهداء الأمة، ثم تبعها النشيدان العربيان، السوري والفلسطيني.

وأدار المحاضرة الدكتور يوسف الأسعد، عضو مجلس إدارة المؤسسة مبتدئاً بالترحيب بالحضور الكريم، ومؤكداً على أنّ "مخطط الاعتراف باليهود، بوصفهم قومية جديدة متميزة لغوياً وثقافياً عن بقية السكان فشل، فهو أكذوبة كبرى كما أنّه أمر مناف للمنطق والعقل، فاليهودية في نهاية المطاف دين، وليست قومية فالمنتج الطبيعي لمنظومة مجتمعية لـ"إسرائيل" ما هو إلا كيان يعاني من أزمة هوية شاملة تتصل بطبيعة تكوينه، خليط عرقي اثني متعدد سيصل بها إلى الهاوية هذا ما سيبينه الكاتب الفلسطيني علي بدوان في محاضرة اليوم.

ولفت د. بدوان إلى أن "ما يجري داخل الخارطة السياسية لكيان الاحتلال يدل على أن هناك إعادة تشكيل بطيئة، لكنّها واضحة داخل الكيان العبري الاسرائيلي بين المجموعات اليهودية تبعاً لمواطنها الأصلية، واصطفافاها الحزبية، وهذه الحالة من الفعل لا تعني بأنَّ المجتمع الاستيطاني اليهودي سائر نحو أي من التفكك أو التماسك بشكلٍ فوري، إلا أنَّ الأمور تجري متدرجة ومتدحرجة بوتيرة ما، ففي هذه العملية نلمس الحجم الكبير من التناقضات والتداخلات.

وبين أن هناك "طيف واسع من التشكيلة الاجتماعية الاسرائيلية متجهة نحو تأكيد التشكيلات الإثنية والقومية الخاصة والاستيطانية، وجزء كبير من سكان كيان الاحتلال يقع على التعارض من عملية الأسرلة اليهودية الاسرائيلية، وبالمقابل هناك اصطفافات كبيرة تجنح داخل الكيان العبري نحو اليمين واليمين التوسعي التوراتي، فالتركيبة الإثنية والقومية ليهود الكيان الاسرائيليمتجهة نحو الانفكاك.

وأوضح الباحث بدوان أنه عقب قيام الكيان الاسرائيلي، بدت النظرة الأولى إلى الخريطة الحزبية، وخاصة أحزاب المتدينين في كيان الاحتلال تُظهر جمهوراً واحداً لا تمايز بين عناصره، لكنّ نظرةً أعمق تُبيّن وجود انقسامات قد يتعذّر حصرها، تصل إلى حدّ التكفير الديني. وقد تركّزت الكتل الحزبية من العام 1948م في مسارات وانشقاقات من دورة انتخابية لدورة تالية، وقسم المحاضر الخريطة الحزبية في واقعها الراهن وفق الآتي: قوى ليبرالية، قوى اليمين الفاشي المتطرف، الأحزاب المختلطة عرب ويهود، الأحزاب العربية الخالصة.

وأشار الأستاذ بدوان إلى أنّ مفهوم "ما بعد الصهيونية" ظهر بين أفراد الطبقات المتوسطة الصهيونية وفي الوسط الأكاديمي على وجه الخصوص، إذ يقترح تجنب رواية الميثولوجيا الصهيونية، ونبذ الأساطير التاريخية، وأبدى التزاماً بالحقوق المدنية أكثر من الالتزام العرقي أو الاثني.

وأوضح أنّ التيار إياه يمثل انقطاع عن الاسرائيلية وليس شكلاً معادياً تماماً لها، وهو يبحث عن مجتمع أكثر مساواة في "إسرائيل". ويعتقد أصحابه أن على كيان الاحتلال أن يطور نوعاً من الهوية المدنية، ويتجه نحو القيم الكونية للديمقراطية الليبرالية، ولا ينبغي أن تتميز فيها أية عرقية وجودياً أو سلوكياً، وهذا الادعاء يرفضه الصهاينة الذين يدعون إلى دولة يهودية عرقية، بينما الدولة متعددة الأعراق هي القاعدة وليست الاستثناء.

ولتأكيد ما سبق استعرض أ. بدوان عديداً من الأبحاث الاسرائيلية الأخيرة، التي تواتر صدورها عن مراكز البحث المختلفة، والتي أشارت إلى أنّ أعداد اليهود في العالم ستنخفض إلى النصف، استناداً في ذلك إلى المعطيات المتتالية التي يبثها ويقدمها مركز الكونغرس اليهودي العالمي.

ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة الزواج المختلط، والذوبان في المجتمعات الأصلية المحلية، ونسبة التراجع المتواصل بالشعور باليهودية أولاً، وبالانتماء إلى كيان الاحتلال ثانياً لدى الأجيال الناشئة يوماً بعد يوم. موضحاً ذلك من خلال ملاحظة عينات من بحث في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد بيّن تراجع الشعور بالانتماء والأهمية بالنسبة لـ"إسرائيل" بعامل السنّ، فلم ير 52% من العينة محل البحث أهمية لإمكانية إبادة "إسرائيل"، فيما عدَّ 48% من العينة تلك الإبادة بمثابة كارثة شخصية بالنسبة له، وكل ذلك يعد مؤشراً على تزايد الاختلاط وتفكك الغيتو اليهودي.

وأكد د. خلف المفتاح أن "إسرائيل" ذات التكوين القائم على صهر اليهود في منطقة واحدة تحت ما يسمى "القومية اليهودية" قد فشلت تماماً، وأن الاعتراف باليهود بوصفهم قومية جديدة متميزة فشلت أيضاً، وهذا التعدد الحزبي لا يعكس تعدداً سياسياً، وإنما تعدداً عرقياً وإثنيّاً وثقافياً  وشدد د. المفتاح على الموقف الثابت في رفض ما يسمى "التطبيع"، وكل ما يمس بالقضية الفلسطينية ويسهم في ضياعها، مبيناً أنّ المؤسسة مستمرة في عملها بما يخدم القدس والمقدسيين الرازحين تحت الاحتلال المتفنن بألوان الاغتصاب، مؤكداً على أهمية تفعيل الحضور والمشاركات بنشاطات المؤسسة وفعالياتها.

التعليقات