بعد اجتماع الأمناء العامين وحوارات إسطنبول.. هل وصلنا للمرحلة النهائية من إتمام المصالحة؟

بعد اجتماع الأمناء العامين وحوارات إسطنبول.. هل وصلنا للمرحلة النهائية من إتمام المصالحة؟
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
تطورات عديدة، شهدتها الحالة السياسية الفلسطينية في الآونة الأخيرة، وخصوصاً على صعيد ملف إنهاء الانقسام، وتنفيذ المصالحة، بدءاً من اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، مروراً باجتماع قيادتي حركتي حماس وفتح في العاصمة التركية إسطنبول.

كل هذه الجولات والمباحثات، يبدو أنها مؤشر إيجابي للانتهاء من هذه الحقبة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، المتمثلة بالانقسام الذي دام 14 عاماً، ولكن السؤال بعد هذه الجولات والتحركات من قبل قيادتي حركتي فتح وحماس، هل نستطيع القول: إننا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة؛ لتنفيذ المصالحة على أرض الواقع؟

أكد الدكتور ناصر اليافاوي، المحلل السياسي لـ"دنيا الوطن"، أنه بحسب قراءة موضوعية للمشهد المحلي والدولي، فإن الفصائل الفلسطينية، وصلت للمحطة الأخيرة من رحلة المصالحة، لافتاً إلى أن التغيير في القادة، الذين يحملون ملف المصالحة، يزيد من اليقين باقتراب الفجر.

وقال اليافاوي: "المتابع لتصريحات قيادتي فتح وحماس، والاتصالات المتواصلة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تبشر بأن ثمرة المصالحة ليست بعيدة المنال، وأصبحت في متناول اليد، وما هو إلا صبر قليل، حتى يرى الناس الوحد على أرض الواقع".

وأضاف: "هناك من يرى النصف الفارغ من هذه التحركات، فيحول الأمل إلى يأس، وبعضهم يتحجج بعدم التقاء البرنامجين، ولكننا نقول بأن السبب في إتمام المصالحة، هو كبر حجم المؤامرات على الكل الفلسطيني، وبالتالي أصبح لا بد من الهجوم نحو المصالحة، ليس لإنهاء الاختلاف وتوحيد البرامج السياسية للفصائل، بل محاولة إيجاد وسيلة توافق على أسلوب التعايش الكريم على مبادئ العدالة الحرية، والشراكة بين المختلفين".

وأوضح المحلل السياسي، أن اجتماعات إسطنبول والدوحة ثم القاهرة، تصب في نجاح المبادرين الفلسطينيين أنفسهم، كون أن الخطوة كانت فلسطينية بحتة دون وسيط، لذا سيغمرها نجاح في إدارة الاختلاف، وتحويله من تحديات إلى فرص مثرية وفاعلة ومفعلة.

وفي السياق، قال اليافاوي: "سيترك الأمر للشعب؛ ليحكم بين الفصائل، وتحاكمهم في المحطات الانتخابات، وباعتقادنا فإن المصالحة أصبحت ملحة، وقد نضجت الآن كونها أصبحت رسالة الفلسطينيين الحضارية للعالم ولأنفسهم، كونهم وبعد التضحيات، يستحقون الحرية".

وأضاف: "نرى أن المصالحة الفلسطينية، رسالة الفصائل الواضحة للمتآمرين المتماهين مع المنظومة الصهيوأمريكية والمطبعين، أن فرحتهم بالانقسام قد ولت، وإن صبح المصالحة قريب، لكنه بحاجة إلى أن نسير إليها دون التفات لماض مخذل ومحبط، وربما تكون هناك آلام وجراح أثناء المسير، ولكن لابد منها نحو الفجر".

بدوره، أكد الدكتور ناجي الظاظا، المحلل السياسي، لـ"دنيا الوطن"، أنه لا يمكن التفاؤل كثيراً في موضوع المصالحة الفلسطينية، لافتاً إلى أنه لا يمكن الحكم بأن الجميع وصل إلى نهاية الانقسام من خلال لقاء أو لقاءين، ولكن بالرغم من ذلك فإن المصالحة تسير بخطوات إيجابية ومهمة، بعد سنوات طويلة من الانقسام.

وأوضح الظاظا، أن مخرجات لقاء حركتي فتح وحماس في العاصمة التركية إسطنبول، ستعرض على المجلس المركزي لمنظمة التحرير، والذي سيعقد في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، لإقراره وطنياً، وعندئذ يمكن الحديث ما إذا تم الوصول إلى المرحلة الأخيرة من تنفيذ المصالحة التي ينتظرها الكل الفلسطيني، والتي ستقوم على البرنامج السياسي المشترك.

من جانبه، أكد أسعد العويوي، المحلل السياسي لـ "دنيا الوطن"، أن الخطوات التي تم اتخاذها منذ اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، ثم اللقاء في إسطنبول ومخرجاته، هي في المحصلة إيجابية، ولكن يجب ترجمتها على الأرض من خلال تشكيل برنامج وطني موحد، تجمع عليه كل الفصائل، ويتناسب مع المرحلة، كما يجب تحويل شعار الشراكة إلى أرض الواقع، كي يتم نقل المواطن من حالة الإحباط الى حالة التفاؤل.

وقال العويوي: "المواطن ينتظر الفعل على الأرض، وبالتالي لكي يتفاعل المواطن والمجتمع، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو في كل مكان مع قيادته، يجب تنفيذ الخطوات على الأرض ويلمسها".

التعليقات