المطران حنا: على المسيحيين الباقين في هذا المشرق ألا يتركوا أوطانهم رغما عن الظروف

المطران حنا: على المسيحيين الباقين في هذا المشرق ألا يتركوا أوطانهم رغما عن الظروف
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم: "أن المسيحيين في بلادنا وفي مشرقنا ومنذ عدة سنوات يتعرضون لحملات هادفة الى اقتلاعهم من جذورهم الروحية والوطنية واصالتهم وعراقة جذورهم في هذا المشرق".

وأضاف حنا أنه مخطط إسرائيلي ماسوني أمريكي هدفه افراغ المنطقة العربية من المسيحيين وتهميش من بقي منهم ويساعدهم في ذلك الظاهرة الداعشية الدموية اللانسانية واللاخلاقية بكافة مسمياتها والقابها، وأن هنالك تراجع دراماتيكي في اعداد المسيحيين في هذا المشرق وكذلك في فلسطين التي هي مهد المسيحية.

وتابع أنه عندما نتحدث عن مدينة القدس التي تعتبر القبلة الاولى والوحيدة للمسيحيين في عالمنا فإن المسيحيين الباقين في هذه المدينة لا يتجاوز عددهم الخمسة آلاف، وهنالك من يريدوننا ان نتحول الى اقليات وجاليات في اوطاننا وهنالك من يريدون ان يكون المسيحي في حالة خوف ورعب وترقب حول مستقبل مجهول وهنالك من يتمنون بأن يحزم المسيحيون حقائبهم ويغادروا اوطانهم فهذا هو الشرق الاوسط الجديد الذي بشرتنا به الادارة الامريكية في وقت من الاوقات.

وشدد على المسيحيين الباقين في هذا المشرق ألا يتركوا أوطانهم رغما عن كل الظروف والصعاب التي يمرون بها وقال للمسيحيين الفلسطينيين بشكل خاص: "تشبثوا بمسيحيتكم النقية التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة وتمسكوا بانتماءكم الوطني ولا تقبلوا بأن تتغلغل اليكم ثقافة التقوقع والتفكير كأقلية وجالية مستهدفة ومستباحة".

وأكد على أننا لسنا غرباء في هذه الارض المقدسة ولسنا بضاعة مستوردة من هنا او من هناك ولسنا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض ، فهنا ارض الميلاد والقيامة والنور وهنا البقعة المقدسة من العالم والتي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر.

وتابع أننا نرفض التعامل مع المسيحيين كأقلية وان كنا لا ننكر اننا قلة في عددنا بسبب ما ألم بنا وبكافة ابناء شعبنا، ونحن مسيحيون ونفتخر بذلك ولن نتخلى عن ايماننا وانجيلنا ولكننا ايضا فلسطينيون ومشرقيون لن نتخلى عن انتماءنا الوطني وهويتنا الوطنية وانتماءنا النقي لهذا المشرق وهويته الحضارية والانسانية والروحية.

وأضاف أنه يؤسفني أن الاحظ أن هنالك بعضا من المسيحيين في بلادنا ( وهم قلة في عددهم) الذين فقدوا بوصلتهم وتأثروا بالدماغوغية الصهيونية وبعضهم ينظر الى اسرائيل على انها حامية المسيحيين ، ويتجاهلون بأن كل ما حل بنا من نكبات ونكسات منذ وعد بلفور وحتى اليوم انما سببه اسرائيل وسياساتها الظالمة.

وأكد على أن التيارات الداعشية بمسمياتها المختلفة فكلنا نعرف من يدعمها ومن يوجهها ومن يمولها ومن هو المستفيد منها، والمطلوب منا كمسيحيين فلسطينيين ومشرقيين بشكل عام في هذه الاوقات التي نمر بها ان نكون على قدر كبير من الحكمة والمسؤولية والوعي فلن يحمينا سوى التمسك بإيماننا وتاريخنا وتراثنا وانتماءنا الوطني النقي بعيدا عن التجاذبات والمحاور والانقسامات.

وقال حنا: "نحن اصيلون في انتماءنا لهذه الارض المقدسة هكذا كنا وهكذا سنبقى ومن وحي ايماننا وانجيلنا نحب هذه الارض ونحب اخينا الانسان وندافع عن المظلومين وننحاز الى كل قضية عادلة لا سيما القضية الفلسطينية التي هي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية اخوتنا المسلمين وقضية كافة الاحرار في مشرقنا وفي عالمنا".

وأضاف بأنني أتمنى من مسيحيي بلادنا ان يكونوا على قدر كبير من الوعي في هذه الظروف التي نمر بها ونعلم جيدا ان هنالك ضخا اعلاميا غير مسبوق يستهدفنا كمسيحيين بهدف النيل من هويتنا واصالتنا ووطنيتنا النقية وجذورنا العميقة في تربة هذه الارض المقدسة.

وتابع، نحن مسيحيون ونحن فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى ونرفض محاولات تشويه الهوية وادخال المسيحيين في دوامة ضياع وتيه لا يستفيد منها الا اعداءنا الذين لا يريدون الخير لنا ولشعبنا.