الاحتلال يُحدد موعد العملية العسكرية على قطاع غزة.. فهل ينفذها؟

الاحتلال يُحدد موعد العملية العسكرية على قطاع غزة.. فهل ينفذها؟
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
يبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عاد ليطلق التهديدات بشن عملية عسكرية على قطاع غزة، وذلك بعدما أعلن أنه مستعد لشن هذه العملية نهاية الشهر المقبل، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لإبرام اتفاقات السلام مع الدول العربية.

فهل تنفذ قوات الاحتلال الإسرائيلي، تهديداتها هذه المرة، مع المتغيرات الجديدة على المشهد الفلسطيني؟

أكد الدكتور هاني العقاد، المحلل السياسي، لـ "دنيا الوطن"، أنه لم يتغير شيء منذ التصعيد الأخير بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، ولم تتحسن الظروف المعيشية للمواطن الغزي أو حتى بعض الأزمات كالكهرباء والمياه، ولم تف إسرائيل بشيء من تلك التفاهمات، ولم تحسن التفاهمات التي أعلن العمادي التوصل إليها نهاية الشهر الماضي، من حياة الغزيين بشكل ملموس.

وقال العقاد: "لم يتغير جدول الكهرباء، ولم تسمح إسرائيل بانطلاق المشاريع في غزة، ولم تبدأ خطط ربط محطة الكهرباء بالغاز، ولم تسمح إسرائيل للآلاف من العمال للعمل في إسرائيل، في المقابل ضربت جائحة (كورونا) المجتمع الغزي، ومنعت إسرائيل دخول المسحات والأدوية من جديد إلى قطاع غزة".

وأشار العقاد إلى أنه يبدو بأن إسرائيل تريد تجريب سياسة الابتزاز من جديد مع غزة، أكثر من أي عملية عسكرية جديدة، لأنها لو أرادت شن عملية عسكرية كبيرة، لفعلت في التصعيد الأخير، موضحاً أنه ليس من صالحها اليوم فعل ذلك، وخاصة أن المستوى السياسي، يوقع اتفاق تطبيع بعد الآخر مع العرب، ويحتاج للهدوء أكثر من أي وقت مضى.

وبين المحلل السياسي، أن الأمور يمكن أن تبقى في إطار المناوشات، والرد على البالونات الحارقة من جديد، بقصف بعض المواقع هنا وهناك، وليس عملية عسكرية، منوهاً إلى أنه إذا اضطر الاحتلال للعملية العسكرية، فلن تكون كبيرة بقدر اللجوء إليها، لتحسين عوامل الردع للمقاومة في غزة، والحصول على تنازلات من قبل المقاومة في موضوع جثث جنود الاحتلال والمفقودين.

وقال: "المقاومة تدرك بأن كل ما توصل إليه العمادي أصبح في مهب الريح، ولم تلتزم حتى الآن سوى بإدخال الأموال القطرية، التي سمحت بها، واليوم ينتهي الشهر الأول دون تحقيق شيء من التفاهمات السابقة"، مضيفاً: "لا أستبعد أن تلجأ المقاومة لبعض أعمال المقاومة الناعمة، وبعض الصواريخ المحدودة؛ للضغط على المستوى السياسي الإسرائيلي، وبالتالي للسماح لبعض المشاريع التنمية في غزة بالانطلاق، بالإضافة إلى العودة لمفاوضات صفقة التبادل، التي وصلت لتقدم ما، وأوقفها المستوى السياسي الإسرائيلي، لأنه يرفض أن تشمل الصفقة خروج المئات من الأسرى القدامى، وأصحاب المؤبدات والأمناء العامين، وهذا ما قد لا تقبله إسرائيل، التي سوف تستخدم القصف المحدود على كل مواقع المقاومة".

وأوضح، أن المستوى العسكري الإسرائيلي، يعرف أن الطريق أمام رفع الحصار عن غزة، مغلق، ولم يحدث شيء منذ التفاهمات القطرية الأخيرة، وهذا ما دفع الجيش الإسرائيلي لنشر تقديرات مفادها أن الجيش يتوقع تصعيداً جديداً بين إسرائيل وغزة نهاية الشهر المقبل.

بدوره، أكد حسام الدجني، المحلل السياسي، لـ"دنيا الوطن"، أن إسرائيل تعيش حالة حرب مع الفلسطينيين، بغض النظر عن شكلها، فالحصار هو أحد أشكال الحرب، لافتاً إلى أنه إن كانت إسرائيل تقصد شن عدوان عسكري على قطاع غزة نهاية الشهر المقبل، فإن هذا التهديد يجب أن يؤخذ على محمل الجد.

وقال: "من يريد أن يشن حرباً لا يعلن عنها، وبالتالي لا أظن أن إسرائيل، ستستفيد من هذه الحرب على قطاع غزة، إلا إذا حدث ما يدفعها لأن تضطر إلى الدخول بهذه المواجهة، كذلك الحال عند المقاومة الفلسطينية".

وأضاف الدجني: "أي حرب لها هدف، فما هو الهدف من هذه الحرب في هذا التوقيت، هل هو إسقاط حكم حماس مثلاً؟ وبالتالي فلا أعتقد أن تتجه إسرائيل لتنفيذ هذا التهديد، ولكن لا يعني ذلك أن ننفي هذا التهديد نفياً قاطعاً، فمن الممكن أن تذهب إسرائيل إليه، خصوصاً أنه كان ضمن متطلبات (صفقة القرن)، بإرجاع قطاع غزة".

من جانبه، أكد تيسير محيسن، المحلل السياسي، لـ "دنيا الوطن"، أن هذه التهديدات ليست جديدة، فالاحتلال لم يتوقف عن إطلاق التهديدات بشن عملية عسكرية على قطاع غزة، ولكن يبدو أنه في الظرف الحالي، فإن هذا التهديد جدي، ويعكس حالة القلق التي يعيشها الاحتلال، من بعض الوقائع التي باتت موجودة في المشهد الفلسطيني، مثل المصالحة.

وقال: "من المتوقع أن تتحول الوقائع والمشاهد إلى تغيير الحالة الفلسطينية، التي طالما عمل الاحتلال على بقاء حالة التفكك بين الفلسطينيين".

وأضاف محيسن: "الوحدة الفلسطينية، أهم تهديد استراتيجي للاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي يجد نفسه أمام واقع يعمل على عرقلته، لذلك تأتي عملية التهديد والتخويف لقطاع غزة، وهذا يدخل في تحقيق أهداف عديدة منها دفع قطاع غزة والفصائل الفلسطينية، للتراجع عن مسارها، خصوصاً أن الأيام الماضية شهدت نوعاً من تسخين الأجواء بعد عودة جزئية للبالونات الحارقة.

وقال: "هناك ملف هو الأهم، والذي لا زال عالقاً وغير مفكك من الاحتلال الإسرائيلي، وهو ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث يشهد هذا الملف تعثراً في مسار الوصول إلى اتفاق لإنهائه، أمام الاشتراطات التي تقدمها المقاومة الفلسطينية لإنجاز هذا الملف".

وأشار إلى أن هذه التهديدات، لا يمكن أن تحمل على محمل الجد بقدر ما إنها محاولة لعرقلة المسار السياسي، والحالة التي يشهدها الواقع الفلسطيني.

التعليقات