مجلس الإفتاء الأعلى يُحذر من استسهال التفريط بفلسطين ومقدساتها

مجلس الإفتاء الأعلى يُحذر من استسهال التفريط بفلسطين ومقدساتها
رام الله - دنيا الوطن
حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، من التساوق مع الإدارة الأمريكية، ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، في محاولة يائسة لإجباره على تقديم تنازلات عن حقوقه المشروعة وعن أرضه ومقدساته، والتوافق مع صفقة العصر المشبوهة والمنحازة.

وأكد المجلس أن هذه الإدارة- وللأسف الشديد- استطاعت حرف بوصلة بعض العرب والمسلمين عن العمل لصالح القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة، من خلال ما يسمى بالتطبيع والسلام، مؤكداً على أن هدف الإدارة الأمريكية الصهيونية، هو قبول العالمين العربي والإسلامي بالاحتلال الإسرائيلي، على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، التي تقرها الشرعية الدولية، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني وقيادته، لن يتنازلوا عن حقوقهم الوطنية المشروعة، مهما تعاظمت مكائد السلطات الأمريكية والصهيونية، ومن تنطلي عليهم الحيل. 

ودعا المجلس المطبعين إلى التراجع عن قرارهم المشؤوم، مثنياً على مواقف الرافضين من أمتنا وأحرار العالم للتهديدات والابتزازات لإجبارهم على التطبيع، مؤكداً على أن التاريخ لن يسامح كل من باع وخان قضية فلسطين، التي هي قضية العرب والمسلمين الأولى، كما كانت وستبقى بإذن الله تعالى.

وأكد المجلس على الفتوى الصادرة عن محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، التي تحرم الزيارات التطبيعية مع المحتل الإسرائيلي، لما تشتمل عليه هذه الزيارات من طعن للفلسطيني وأرضه ومقدساته، وخذلان ممن يجب عليهم النصرة والمؤازرة. 

من جانب آخر؛ دان المجلس ابتزاز الإدارة الأمريكية العنصرية لبعض الدول لنقل سفاراتها إلى القدس، منافية بذلك القوانين الدولية، التي تعتبر القدس أرضاً محتلة، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى تنفيذ تعهداتها، ومقاطعة الدولة التي تنقل سفارتها إلى القدس، وطالب منظمة التعاون الإسلامي بمقاطعة الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس.

ودان المجلس اقتحامات قطعان المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى المبارك والمستفزة، ودان كذلك إغلاق سلطات الاحتلال للمسجد الإبراهيمي في الخليل بحجج واهية، مطالباً المواطنين بضرورة الحرص على التواجد الدائم فيهما لتفويت الفرصة على الاحتلال ومستوطنيه، الذين يعملون على فرض سياسة الأمر الواقع، مستغلين ما يسمى بتداعيات التعاطي مع صفقة القرن لتنفيذ مخططاتهم، والتي يحاولون من خلالها أن يجعلوا في المسجد الأقصى المبارك حقاً لغير المسلمين، مؤكداً على أن المسجد الأقصى المبارك هو للمسلمين وحدهم، لا يشاركهم فيه أحد مهما حاول الاحتلال وأعوانه تغيير هذا الواقع.

وحيا المجلس صمود الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، داعياً الهيئات الدولية والشعب الفلسطيني إلى مساندتهم، وخاصة الأسرى المضربين عن الطعام ومنهم ماهر الأخرس، محملاً سلطات الاحتلال عواقب رفضها تحسين أوضاع الأسرى الإنسانية، وعواقب غطرستها في التعامل مع الأسرى.

وعلى صعيد آخر؛ دعا المجلس الفصائل الفلسطينية للاستمرار في بذل جهود المصالحة لإنهاء الانقسام الأسود في تاريخ الشعب الفلسطيني، وإعادة اللحمة بين شطري الوطن، وقلبه النابض القدس التي سوف تتكسر عليها المؤامرات جميعها.

جاء ذلك، خلال الجلسة السابعة والثمانين بعد المائة من جلسات مجلس الإفتاء الأعلى برئاسة محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس المجلس، الذي ناقش فيها العديد من الموضوعات الفقهية والشرعية.

التعليقات