رشماوي :السياحة المجتمعية نجحت في محاربة الرواية الاحتلالية ونقل واقع فلسطين

رشماوي :السياحة المجتمعية نجحت في محاربة الرواية الاحتلالية ونقل واقع فلسطين
رام الله - دنيا الوطن
قال جورج رشماوي مدير مسار ابراهيم الخليل للسياحة المجتمعية والبيئية في فلسطين: "إن المسار غير مرتبط بأي مسارات في الشرق الأوسط، كما يحاول البعض الإدعاء، مشددا على أن المسار هو فكرة فلسطينية خالصة تعمل على إيجاد شكل جديد من أشكال السياحة في فلسطين ونجح في نقل الصورة والحياة الفلسطينية الى جانب إسهامه بتعزيز الإقتصاد المجتمعي المحلي".

وأكد رشماوي أن فكرة مسار ابراهيم الخليل فكرة موجودة منذ عشر سنوات حيث استطاع المسار تقديم صورة اخرى في الغرب عن الشعب الفلسطيني من خلال حسن الضيافة والكرم الفلسطيني الى جانب تقديمه اداة مهمة للرواية الفلسطينية في مواجهة رواية الاحتلال العنصرية.

وأشار إلى أن المسار ساهم في تعزيز الرواية الفلسطينية وفتح المجال امام السياح الراغبين بزيارة فلسطين والتعرف على تاريخها وتنوعها الحيوي الالتقاء بالشعب الفلسطيني عبر بيوت الضيافة الممتدة والمنتشرة والتي تمثل مؤسسات مجتمعية ومجالس بلدية والادلاء الفلسطينين الذين يقدمون رواية عن الارتباط بالارض والموروث الثقافي والوطني الذي عايشته فلسطين.

وتم تقديم حقيقة القضية الفلسطينية ومعايشتهم للمعاناة اليومية مثل المستوطنات قضايبا المياه والحواجز والمخيمات للاجئين لان كل زائر يمشي بالمسار ويستطيع ملامسة الظلم الواقع على شعبنا بفعل سياسات الاحتلال.

وأوضح أن الفكرة الاساسية كيف بالامكان تقديم فلسطين من خلال برنامج ومنتوج سياسي فلسطيني الى العالم الى جانب السعي لايجاد نوع من التنمية المستدامة من خلال برامج تتعلق بالسياحة المجتمعية والبيئية والدينية والتاريخية حيث نحج المسار في استقطاب أناس كثيرون من مختلف انحاء العالم الذين تعرفوا وعايشوا الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني التي تعاني حيث لا يوجد بيت فلسطيني يخلو من اسير او شهيد او جريح او لاجئ او ارضه مصادرة حيث يتعرف المشاركون في المسار على مدار سنوات عمله على الواقع الفلسطيني.

وأشار إلى أن اسرائيل أسست مسار أسمته درب اسرائيل لمنافسة المسار الفلسطيني مسار ابراهيم الخليل حيث ان هناك تنافس عالي جدا من خلال التنافس الشعبي الفلسطيني الذي يسعى لتقديم نموذج وحسن ضيافة فلسطينية أثبت أنه لا يوجد مثيل له في العالم وبشهادة خبراء دوليين وهو أمر مهم حيث يؤكد هذا التنافس اهمية العمل في هذا المجال لفضح ممارسات الاحتلال ونقل الواقع الفلسطيني والرواية الفلسطينية.

وأكد من بين الامور المهمة في التنافس السياسي مع المسار الاحتلالي هو التاكيد على ان المسار في فلسطين وفي اراضي محتلة كما ان السياح يقضون وقتهم في الاراضي الفلسطينية ولا يبيتون عند الاحتلال الاسرائيلي هذا الى جانب ان المسار يفند روايات وادعاءات الاحتلال ورواياته الصهيونية في حقهم بارض فلسطين حيث سعى المسار وشركاءه لتقديم الرواية الفلسطينية ببعد وطني وثقافي وانساني فلسطيني حيث كانت كل هذه الامور عوامل نجاح تميز فيها الفلسطيني بقدرته على تقديم صورة ورواية وحسن ضيافة وبلاد جميلة غنية بالتاريخ تعطي السائح الفرصة للعيش بفلسطين.

وعلى صعيد آخر اكد رشماوي ان المسار اعطى فرصة للسياحة الداخلية الفلسطينية وللاجيال الفلسطينية الشابة للتعرف على فلسطين ومناطقها كما ان الخروج الى المسارات تشكل نوعا من انواع المقاومة للهجمة الاستيطانية التي تتعرض اليها فلسطين من خلال التواجد بالأرض.

وأضاف أن ملكية المسار كدرب هي للمجتمع الفلسطيني المحلي حيث جرى العمل منذ سنوات بالتعاون مع الجهات المختلفة من أجل أن يتعرف الناس في المجتمع المحلي على الاستفادة من موارده وكيفية التخلي عن مؤسسة تعمل بشكل مركزي من اجل تطوير الدرب لكنها في الوقت ذاته عملت وتعمل على نقل ملكية كل ما يوجد فيه الى المجتمع المحلي الفلسطيني وقد نصل الى حل او عدم وجود المؤسسة بحيث سيكون كل مقطع من المسار للبلدة التي يتبع لها حيث يجري العمل في هذا الاطار.

كما أشار إلى أن جزء كبير من المناطق التي يعمل بها المسار او درب فلسطين هي معرضة للهدم والمصادرة من قبل الاحتلال ولكن هناك اصرار للاستثمار بهذه المناطق لدعم صمود الناس الى جانب جلب حركة سياحية اجنبية للفت الانظار لهذه المناطق واحراج الاحتلال مثل مناطق جبل البابا والعوجا ومسار سطح البحر حيث تشكل الحركة السياحية هناك احراج وتحدي للاحتلال.

وعلى صعيد جائحة (كورونا) قال مدير عام مسار ابراهيم الخليل: "ان جائحة (كورونا) اثرت بشكل كبير على الحركة السياحية بشكل عام والسياحة المجتمعية مشيرا الى جمود الحركة السياحية سواء كادلاء او بيوت ضيافة حيث وصلت النسبة الى صفر سياحة مما الحق بهذا القطاع خسائر كبيرة مشيرا الى ان المسار عمل بالتعاون مع وزارة الصحة لوضع اليات الالتزام بالاجراءات والبروتكول الصحي خلال الجائحة في المسار وفي بيوت الضيافة كما تم العمل على وضع احصائيات تظهر تاثر قطاع السياحة المجتمعية وخسائرها نتيجة الجائحة".

وأوضح ان المسار يجري العمل على وضع تصورات لمبادرات تساهم بالتشغيل واسناد المجتمع المحلي من خلال تحريك السياحة الداخلية مما سيساهم بتحسين ظروف الادلاء وبيوت الضيافة وكل المناطق التي تستفيد من المسار على الرغم من صعوبة الاوضاع الاقتصادية وقلة الموارد لكننا نحاول العمل لاعادة العجلة الاقتصادية.

وحول جهوده للتطوير والارتقاء بمسار ابراهيم السياحي او درب فلسطين قال: "إنه تم تدريب دفعات من الادلاء السياحيين بالتعاون مع جامعة بيت لحم وتم ترخيصهم من وزارة السياحة حيث يقوم هؤلاء الادلاء بمبادرات مهمة جدا ولديهم مجموعات تقوم بالسير والزيارات كما يجري العمل على اعداد مجموعة من الافلام الترويجية للترويج لفلسطين وأن العمل ما يزال مستمرا حيث تم دعم بعض بيوت الضيافة كما تم ادخال مواقع على المسار ببضع كيلو مترات اضافة الى ادخال مدينة القدس للدرب الفلسطيني".

وأشار إلى أنه ادخال مدينة القدس في اكثر من مجال وبعد مما ساهم بتعزيز الحضور السياحي الفلسطيني في القدس وتعزيز التنمية الاقتصادية لمدينة القدس واهلها كعاصمة لفلسطين رغم كل اجراءات الاحتلال معربا عن الامل ان يساعد المسار ومشاريعه باسناد اهالي القدس وباقي المناطق الفلسطينية.

وأكد أن السياحة في القدس هي سياحة دينية ولا يوجد اي سياحة ثقافية فلسطينية حيث يعمل المسار على جولات ثقافية تظهر الهوية الفلسطينية كما انها تعطي وتعزيز الحضور للهوية الفلسطينية بالقدس حيث يجري العمل بصعوبة بالغة في ظل اجراءات الاحتلال التي تمنع اي برامج فلسطينية سياحية وغير سياحية مشيرا الى ان العمل يجري بالتعاون مع تجمع السياحة المقدسي في القدس حيث تتم الجولات بصعوبة بالغة .

ووتابع، إن المسار سيطلق في القريب العاجل جولات جرى العمل على اعدادها من اجل تعريف الحركة السياحية بالقدس من كافة جوانبها وعدم الابقاء على السياحة الدينية لوحدها في القدس كما كشف ان العمل يجري ايضا على تجهيز بيوت ضيافة في مدينة القدس للمساهمة في تقديم هوية القدس الفلسطينية .

وثمن رشماوي جهود وتعاون وزارة السياحة التي عملت على تشكيل فريق وطني يعمل على انقاذ السياحة والعمل على احصاء قطاعات السياحة مشيرا الى اننا نحتاج لعمل دقيق لمعرفة مدى وحجم الخسائر بشكل دقيق وافضل حيث تم وضع تصورات وبروتوكولات للعمل والخروج بالواقع الحقيقي كما ثمن اهتمام الوزارة بادراج ودمج شبكة المنظمات للسياحة الرديفة كما عملت الوزارة مع منظمة السياحة العربية لتطوير القطاع ورفع الكفاءات من خلا لدورات متواصلة عبر الانترنت من اجل عدم توقف تقدم السياحة.

وأشار إلى أن الخسائر في السياحة ليست مالية فقط بل بالكوادر والموارد البشرية التي بدات تتوجه لقطاعات اخرى بفعل الاثر للجائحة وبالتالي لا بد من مواصلة العمل على الحفاظ على هذه الموارد.

وأكد أن الرسالة للمسار للشعب الفلسطيني واضحة وبسيطة على الرغم من خطورة المرحلة التي نشهد فيها ازدياد التطبيع حيث تقول هذه الرسالة انه حتى نحافظ على انفسنا من خلال الحفاظ على الرواية الفلسطينية الوطنية والانسانية والحضارية والتراثية التي تعكس من نحن كما ان الخطر المحدق بنا في ظل (كورونا) يحتم علينا الوصول الى كل قرية ومنطقة وخربة للحفاظ عليها لمواجهة قطعان المستوطنين من خلال تعرفنا على بلدنا ومناطقنا والحفاظ عليها وعلى الهوية الوطنية وتوريثها للاجيال المقبلة للحفاظ على هوية الارض لاننا نحن من نورثها ونحن من نقدمها.