ما مستقبل قطاع غزة حال أقدمت قطر على التطبيع مع دولة الاحتلال؟

ما مستقبل قطاع غزة حال أقدمت قطر على التطبيع مع دولة الاحتلال؟
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أجرت الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخراً، محادثات مع دولة قطر، في محاولة لإقناع الأخيرة على المضي قدماً في مسار التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، والسير على خطى دولة الإمارات والبحرين، اللتين وقعتا اتفاق تطبيع مع إسرائيل في واشنطن.

هناك تصريح لمسؤول أمريكي وصف بأنه رفيع المستوى، أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية، يمكن لها إقناع دولة قطر؛ للتوصل إلى اتفاق التطبيع مع دولة الاحتلال، ولكن لماذا جاءت في هذا الوقت بالذات، بعد التطبيع الأخير؟ وفي حال وافقت قطر على هذا الاتفاق، كيف سيكون وضع قطاع غزة، وموقف حركة (حماس) من الأموال القطرية؟ وكيف سيكون وضع قادة الحركة المتواجدين في قطر؟

أكد الدكتور علي الهيل، المحلل السياسي القطري، لـ "دنيا الوطن"، أن المحادثات الأمريكية القطرية، جاءت نتيجة للجهود التي تبذل، والتي لم يعلن عنها، حول حلحلة الأزمة الخليجية، في أعقاب التطبيع بين الإمارات والبحرين من جانب، وإسرائيل من جانب آخر.

وأوضح الهيل، أن قطر لا يمكن أن تطبع مع الاحتلال الإسرائيلي كما فعلت الإمارات والبحرين، مقابل لا شيء، لافتاً إلى أنه منذ صدور قرارات الشرعية الدولية، وهي تنادي بالحد الأدنى لحقوق الشعب الفلسطيني، الخاصة بعودة اللاجئين، وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، كاملة السيادة، فأقل من ذلك لا يمكن أن توقع قطر تطبيعاً مع إسرائيل.

وقال: "يجب الالتزام بالحد الأدني الذي يوافق عليه الفلسطينيون بشكل مرحلي، حيث إن ما حدث من توقع الإمارات والبحرين، ليس عبارة عن سلام ولا تطبيع، وإنما إنشاء علاقات دبلوماسية علينة".

وأضاف: "لماذا تتحدث الإمارات والبحرين باسم فلسطين، حيث إن لفلسطين أهلها، وبالتالي الذي يتحدث باسم فلسطين، هو السلطة الفلسطينية أو حماس أو الجهاد أو الجبهة الشعبية، ونحن يجب أن نكون دعماً للشعب والمفاوض الفلسطيني، فدولة قطر كررت أنه يجب تلبية الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، وهو تطبيق قرارات الشرعية الدولية".

وشدد المحلل السياسي القطري، على ضرورة إلغاء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، فإقامة المستوطنات، يجرمه القانون الدولي.

من جانبه، أكد مصطفى الصواف، المحلل السياسي، لـ "دنيا الوطن"، أن هناك بياناً أصدرت عن وزارة الخارجية القطرية، يؤكد تمسك قطر بحقوق الشعب الفلسطيني، والمبادرة العربية، وبأنها لن تطبع مع دولة الاحتلال، ما لم ينل الشعب الفلسطيني حقوقه.

وقال: "هذا ليس دفاعاً عن قطر، فهذه الدولة هي من الأوائل التي أقامت علاقات مع الاحتلال، ولكن هي كما كل الدول العربية، التي أقرت المبادرة العربية، وهي جزء منها، ولكن الاحتلال ينكر ذلك"، لافتاً إلى أن الذي جرى من الإمارات والبحرين، يختلف عما تقوم به دولة قطر، فهما طبعتا مع الاحتلال على قاعدة (صفقة ترامب)، ولكن دولة قطر، تؤكد على أن السلام مع الاحتلال ليس قبل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة.

وفيما يتعلق بوضع قطاع غزة، وموقف حركة حماس من الأموال القطرية، حال أقدمت دولة قطر على التوقيع على اتفاق التطبيع مع الاحتلال، تساءل المحلل السياسي، عما إذا كانت حركة حماس أو القوى الفلسطينية، سترفض أموالاً تتبرع بها الإدارة الأمريكية؟ لافتاً إلى أن الأموال القطرية لا ترتبط بأي اتفاق تطبيع، قد تقدم عليه قطر.

وقال: "كما هو واضح، أن قطر لا زالت تقول بأنها مازالت متمسكة بحقوق الشعب الفلسطيني"، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن العلاقات بين دولة قطر والاحتلال الإسرائيلي، جاءت من طرف السلطة الوطنية الفلسطينية، وهذه مسألة حقيقة واقعية.

من جانبه، قال هاني حبيب، المحلل السياسي، لـ"دنيا الوطن": "هل تدعم دولة قطر حركة حماس، دون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية؟ ألا يمكن القول بأن هناك موافقة أمريكية إسرائيلية على دعم قطاع غزة من خلال دولة قطر؟ وبالتالي لا أعتقد أن قطر بإمكانها أن تقوم بهذا الدور الكبير والواسع في قطاع غزة، دون موافقة، ولو ضمنية من أمريكا، خاصة أن هذا الدعم يأتي عن طريق إسرائيل".

وأضاف حبيب: "دولة قطر موافقة ومؤيدة للرؤية الأمريكي للحل وفق (صفقة القرن) أو خطة (أبرهام)، لكن قيادة دولة قطر ذكية قادرة على التلاعب بالكلمات، ووضع المبررات وتدوير الزوايا، وبالتالي لا أعتقد أن هناك تغيرات، ستنشأ وفق الرؤية الجديدة لدولة قطر".

وفي السياق، استبعد المحلل السياسي، أن تقدم دولة قطر على عملية التطبيع، مثلما قامت به الإمارات والبحرين، وإنما بطريقتها الخاصة، لافتاً إلى أن هناك تنسيقاً أمنياً، تقوم به قطر على مرآي ومسمع الجميع.

التعليقات