توقع تزايد خطى التسريع والتحوّل في المملكة العربية السعودية (كوفيد-19)

توقع تزايد خطى التسريع والتحوّل في المملكة العربية السعودية (كوفيد-19)
رام الله - دنيا الوطن
أطلق الرئيس التنفيذي لشركة سيركو الشرق الأوسط، الشركة العالمية للخدمات العامّة، صفتي التسريع والتحوّل على الطريق الذي ينتظر المملكة وصولاً لتحقيق رؤية السعودية 2030.

وفي حلقة بودكاست خاصّة بثتها الشركة بعنوان: "الطريق الماثل أمام المملكة العربية السعودية"، تطرّق فيل مالم، الرئيس التنفيذي لشركة سيركو الشرق الأوسط؛ وخالد العمار، مدير المقاييس والمواصفات في مشروعات، البرنامج الوطني لدعم إدارة المشروعات والتشغيل والصيانة في الجهات العامة بالمملكة العربية السعودية، لهذا الموضوع وتحدّثا عن مسيرة التحوّل الرقمي والتعهيد والسعودة في مرحلة ما بعد تفشّي الوباء.

وفي وصفه لهذه المسيرة الواعدة نحو المستقبل، تحدّث فيل مالم عن خطى التسريع لتلبية الطموحات وصولاً لتحقيق رؤية السعودية 2030؛ وقال: "بمجرّد التفكير بالمشاريع العملاقة، وشركة البحر الأحمر للتطوير، والانطباعات الأولى عن نيوم، ينتابنا إحساس بالذهول من هذه الخطوات الاستثنائية والفريدة من نوعها على الصعيد العالمي".

وعلى الرغم من تأثيرات (كوفيد-19) التي طالت كافة الاقتصادات حول العالم، ما تزال العقود تُمنح في المملكة العربية السعودية، وما تزال فرص العمل والتوظيف موجودة. ومع توجّه المملكة بعيداً عن الاعتماد على عائداتها النفطية، يمكننا القول بأن التطور يسير بخطى سريعة وواعدة.

وننطلق من تخصصنا في الخدمات العامة لنقول بأن الوقت قد حان للوقوف والتعاون مع القطاع العام بطريقة لم يسبق لها مثيل. كما أنني من أشدّ مناصري قطاع التعهيد، الذي ستزداد أهميته وجاذبيته للحكومات؛ لأن استخدام الأشخاص الملائمين يمنح المرونة اللازمة في مواجهة الظروف المتغيّرة، ويضمن أفضل الممارسات العالمية.

وتخوض المملكة في هذه الفترة نقلة نوعية نحو التحول؛ تُعتبر فرصة يمكن للحكومات اغتنامها لتحقيق التغيير الحقيقي، وهنا يأتي الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه شركات مثل سيركو". 

ويتحقق هذا الدعم للقطاع العام بمعناه الحقيقي عبر الشراكة الموقّعة بين سيركو ومشروعات عام 2019، حيث تنص الشراكة على توفير خدمات الاستشارات الإدارية، وتستند إلى نطاق عمل معقّد ومهم للمملكة، يتمحور حول النهوض بأصول البنية التحتية وقطاع إدارة المرافق إلى مستويات عالمية، واعتماد أفضل الممارسات وتوحيد العمليات والإجراءات، وتسارعت هذه الشراكة بشكل حقيقي وملحوظ خلال (كوفيد-19). 

ومن جانبه، قال خالد العمار: "نحن نعمل معاً من أجل مساعدة وزارة الصحة، فعلى سبيل المثال، نقدم يد المساعدة في تحويل المباني التجارية والسكنية إلى مراكز حجر صحّي، بما يكفل توفير المرافق المناسبة لهؤلاء المرضى، ويمكنني أن أشاهد مزايا هذه الشراكة تتجسد على أرض الواقع، فيما يسرّع (كوفيد-19) هذه المساعي بشكل فعلي".

وتتخطى هذه المزايا حدود تحقيق نقلة نوعية، إذ نطمح لتمكين الجهات الحكومية من الحصول على أساس قوي تستطيع الاستفادة منه لتحقيق التميّز فيما يتعلق بالعمليات التشغيلية والأصول والصيانة.

ويدفعنا ذلك لتعزيز شراكتنا بما يكفل استعداد الحكومة وتمكينها للمستقبل، ونحن نتطلع إلى سد فجوة توحيد المعايير لضمان تقديم أفضل الممارسات على مختلف المستويات.

وتساعد تأثيرات (كوفيد) في تسريع العمل المستقبلي في المملكة، حيث يترافق التقدم السريع نحو التحوّل الرقمي بتسارع مماثل لتكيّف الكثير من القطاعات بما فيها قطاع الرعاية الصحية عن بُعد، وقطاعات التمويل وتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية. وأشار العمار إلى الإمكانات المحتملة لقطاع إدارة المرافق بعد (كوفيد-19)، مع وجود فرص أكيدة في مجال التعهيد.

وهو ما أكّد عليه فيل مالم بقوله: "يلعب التعهيد دوراً كبيراً في مسيرة التحوّل، حيث يسمح لشركات مثلنا بجلب وتقديم أفضل الممارسات العالمية، وحتى قبل تفشّي الوباء، إذا نظرنا إلى سوق المملكة المتحدة باعتبارها من أكثر الأسواق نضجاً في العالم في التعهيد، فإن هذا المجال يسهم بحوالي 35% من إجمالي إنفاق القطاع العام؛ بما يتيح تحقيق وفورات حقيقية تتراوح بحد أدنى بين 10-15%".

وفي ظل الجائحة والذروات المستقبلية، ستتحلى بالمرونة بفضل القدرة على تعيين أو رفض مزود التعهيد بدلاً من الاحتفاظ بجميع المصادر ضمن فريق خاص، ويحافظ العميل على تحكّمه بزمام الأمور نوعاً ما. لكن التعهيد يساعد في الحصول على العقد القائم على النتائج؛ فالأمر كله مرتبط بالتسليم، ويتعين على جهة التعهيد تحقيق ذلك.

ومن الواضح أن (كوفيد-19) قد غيّر ملامح الاستراتيجيات في معظم الشركات، وبالنسبة لسيركو الشرق الأوسط، لم يكن من الممكن القيام بالأعمال التجارية كما في السابق، وبينما لا يزال تركيز الشركة منصبّاً على عروضها الرئيسية في إدارة الأفراد والبيانات والأصول، ظهرت حاجة واضحة للتكيّف والديناميكية. 

وقدمت سيركو الدعم في الخطوط الأمامية للمستشفيات الميدانية ومراكز الاختبار؛ وما تزال طموحاتها وحماسها ثابتاً للفرص الواعدة التي تنتظر المملكة.

واختتم مالم حديثه بالقول: "نحن بالتأكيد نسارع الخطى باتجاه تحسين أوجه الكفاءة من ناحية التكاليف، ولكننا مسؤولون عن لعب دور رئيسي يتمثل في تسريع برنامج السعوَدة، ونريد بناء عمل تجاري في المملكة، ونودّ بناء قوة عاملة من المواطنين المتحمسين لشركة سيركو، ممن لديهم الشغف ويشعرون بالفخر بالعمل الذي نقوم به في المملكة".

وأطلقنا مؤخراً برنامجنا للخرّيجين والذي تقدّم إليه أكثر من 1000 شخص في المملكة العربية السعودية وحددنا مجموعة من الأفراد ممن لديهم موهبة حقيقية، حيث سينضمّون إلى العمل معنا في غضون أسابيع قليلة.

وقد رحّبت الحكومات بالتزامنا الراسخ ببرامج التوطين؛ وحصلنا على التصنيف البلاتيني في المملكة العربية السعودية بفضل ارتفاع نسبة السعوديين الذين يشغلون مناصب قيادية في شركتنا". فهذا جانب نحرص على الالتزام به، ومع اقترابنا من احتفالات اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، نؤكد على سعادتنا بالدور الذي سنلعبه لتسريع الخطى نحو مستقبل مشرق وواعد في المملكة".