رسالة من الرئيس لرئيس أساقفة اليونان حول مخاطر الاستيلاء على ممتلكات البطريركية الأرثوذكسية

رسالة من الرئيس لرئيس أساقفة اليونان حول مخاطر الاستيلاء على ممتلكات البطريركية الأرثوذكسية
رام الله - دنيا الوطن
سلّم سفير دولة فلسطين لدى اليونان، مروان طوباسي، رئيس أساقفة أثينا وعموم اليونان ييرونيموس الثاني، رسالة خطية من الرئيس محمود عباس، حول مخاطر استيلاء سلطات الاحتلال على أوقاف وممتلكات بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس الشرقية.

وقال السفير طوباسي: إنه طلب في رسالته من رئيس الأساقفة العمل والتدخل من أجل الحفاظ على هذه الممتلكات والأوقاف، إثر قرارات المحاكم الإسرائيلية ذات الغطاء السياسي بتسهيل استيلاء الجمعيات الاستيطانية اليهودية (عطيرت كوهانيم) على ممتلكات الكنيسة، وضرورة الحفاظ على هوية مدينة القدس، ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، والوجود التاريخي العربي الأصيل فيها، امام استمرار محاولات إسرائيل السيطرة على القدس، من خلال المستوطنين، والقرارات القضائية والسياسية للاحتلال، بما يخدم خطط ومحاولات دولة الاحتلال لتهويدها وتفريغها من اصحابها الأصليين، الأمر الذي يشكل جريمة وانتهاكا للقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة بمدينة القدس، باعتبارها مدينة محتلة.

كما نقل السفير طوباسي تحيات الرئيس، لرئيس الأساقفة وتمنياته بالصحة والازدهار للكنيسة، ولأبنائها في اليونان.

من جهته، وعد رئيس الأساقفة، أن يتابع موضوع الممتلكات والأوقاف التابعة للبطريركية الأرثوذكسية بالقدس مع جهات الاختصاص، ووزارة الخارجية اليونانية، مؤكداً حرصه الكبير على هوية المدينة المقدسة، والوجود المسيحي والكنسي فيها.

 كما أكد وقوفه إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني، من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي القائم منذ عام 67 وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس مبدأ حل الدولتين، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، وإشاعة السلام العادل لكل شعوب المنطقة، كما شكر الرئيس عباس على رسالته، وطلب نقل التحيات والأمنيات بالسلام له، ولكافة أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي سياق متصل، أطلع السفير طوباسي رئيس الأساقفة على عمل اللجنة الرئاسية الفلسطينية العليا لشؤون الكنائس، التي تعكس اهتمام مؤسسات دولة فلسطين الكبير لمساندة الكنائس كافة، والحضور المسيحي والاسلامي في فلسطين، وتحديدا بالقدس، ووضعه في صورة المقترح الفلسطيني بتشكيل لجنة لدراسة آفاق العمل المشترك القانوني والسياسي، وامكانيات التوجه إلى القضاء الدولي والأوروبي لمواجهة قرارات القضاء الإسرائيلي المنحاز للمستوطنين وسياسة الاحتلال.

وأطلع طوباسي رئيس أساقفة اليونان على آخر المستجدات السياسية في فلسطين، وسياسة الابتزاز والضغوطات الأميركية التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية، واستمرار تصعيد جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

كما عرض موقف القيادة الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني لرؤية السلام العادل، الذي يجب أن يقوم على أسس قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، والآليات التي من شأنها أن تدفع قدما بعملية سلام دولية برعاية الرباعية الدولية، بهدف استئناف مفاوضات جادة، تفضي الى انهاء الاحتلال والاستيطان، وإلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل 4 حزيران 1967، والوصول إلى السلام العادل، من خلال استرجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه الثابتة كافة غير القابلة للتصرف، استنادا للشرعية الدولية وقراراتها.

وشكر طوباسي رئيس الأساقفة على مواقفه الثابتة والدائمة من أجل تحقيق السلام العادل الذي يجب أن يقوم على الحق والعدل وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في وجه الظلم التاريخي الذي يتعرض له، كذلك دوره البارز من أجل إحلال السلام بالعالم لكافة الشعوب، خاصة في هذه الظروف المعقدة والمتغيرة التي تعيشها البشرية جمعاء.

التعليقات