هل أحدثت مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال اختراقاً جديداً؟

هل أحدثت مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال اختراقاً جديداً؟
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
يبدو أن هناك اختراقاً جديداً حدث في ملف صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد جهود بذلها الوفد الأمني المصري مؤخراً، خلال تواجده في قطاع غزة، وتبعه ملادينوف، مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط.

وأكدت صحيفة (العربي الجديد)، أن هناك موافقة إسرائيلية على الإفراج عن الأسرى كبار السن والمرضى والنساء، مقابل أن تدلي حركة (حماس) عن معلومات حول الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها في قطاع غزة.

في المقابل، وبحسب الصحيفة، فإن حركة (حماس) أبدت موافقة على ذلك، ولكن على أن يكون المفرج عنهم من كبار السن والمرضى والنساء، الذين تم اعتقالهم في صفقة شاليط فقط، ولكن السؤال ما السبب في الاقتصار على من أعيد اعتقالهم في هذه الصفقة؟

أكد خالد منصور، المختص في شؤون الأسرى، لـ"دنيا الوطن"، أنه لا يجب اقتصار صفقة التبادل القادمة فقط على من أعيد اعتقالهم في صفقة شاليط، وإنما يجب أن تشمل على جميع من تم إعادة اعتقالهم في هذه الصفقة.

وقال منصور: "لماذا كان الحديث في السابق عن الجميع، وأصبح الآن الأمر مقتصراً على كبار السين والمرضى والنساء، وبالتالي يجب الإفراج عن الجميع".

وأضاف: "إذا لما تستطع حركة حماس الإفراج عن جميع الأسرى والمرضى والأطفال والنساء وكبار السن من السجون الإسرائيلية، فلتطالب بالإفراج عن جميع من تم إعادة اعتقالهم في صفقة شاليط وليس فقط على هذه الفئات".

وأشار المختص في شؤون الأسرى، أن المطلوب من حركة حماس الآن، هو المطالبة بالإفراج عن جميع الأسرى المرضى كبار السن والنساء، سواء تم إعادة اعتقالهم أو ما قبل الصفقة.

بدوره، أكد الدكتور رفيق أبو هاني، المختص في الشأن الأمني، لـ "دنيا الوطن"، أن الحديث عن صفقة تبادل أسرى، يعتبر قديماً حديثاً، حيث دائماً ما يطرح على الطاولة.

وأوضح أبو هاني، أن ملف الأسرى، يعتبر مبدأ واستراتيجية وعقيدة سياسية وعسكرية لدى حركة حماس، وليست عبارة عن تكتيك، وبالتالي ترى أنه يجب تحرير الأسرى والحفاظ على هذا المبدأ.

وقال أبو هاني: "إسرائيل فقدت الأمل في الحصول على معلومات حول أسراها لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بطريقة أمنية ملتوية، أو حتى عبر نظام (السايبر) للتنصت"، مشيراً إلى أنه بعد اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين من جهة، والاحتلال الإسرائيلي من جهة، فقد اعتبر نتنياهو، أنه حقق إنجازاً سياسياً، وبالتالي لجأ إلى المطالبة بعقد صفقة تبادل أسرى.

وتوقع أبو هاني، أن سيناريو أي صفقة تبادل أسرى مقبلة، ستكون نفس سيناريو صفقة وفاء الأحرار الأولى، لأنه الأمور تسير على بنفس الوتيرة والخطوات.

وفي السياق، قال أبو هاني: "حماس منذ البداية وهي تتمسك بالإفراج عن محرري صفقة شاليط، وأصبح لديها مبدأ لا يمكن التنازل عنه، وإسرائيل بدأت تترنح في هذا الإطار، حيث وافقت على مطالب حماس مقابل الإفراج عن معلومات عن الأسرى".

وأضاف: "أصبح لدى حماس ومفاوضيها الخبرة الكاملة فيما يتعلق بتحرير الأسرى والعمل ضمن خطوات مدروسة مع الاحتلال، الذي يحاول المراوغة، حيث إن إسرائيل منذ ست سنوات، فشلت في تحرير أسراها أو حتى قصف جنودها عندما تم أسرهم من قبل المقاومة"، متوقعاً أن يشهد هذا الملف انفراجات خلال الأيام المقبلة.

وحول الاقتصار على الموافقة بتحرير الأسرى كبار السن والمرضى والنساء من صفقة شاليط فقط، أكد أبو هاني، أن المفاوضات تسير على شكل تكتيكي، أي أن هناك حد أدنى وحد أقصى، كما أنه قد يكون هناك مطالبات صعبة ومستحيلة، وأخرى ممكنة، وذلك حسب سياسات المفاوضات الموجودة.

من جانبه، أكد عاهد فروانة، المختص في الشأن الإسرائيلي، لـ"دنيا الوطن"، أن الاختراق الذي حدث في ملف صفقة التبادل، مهم جداً، خصوصاً أن الاحتلال كان دوماً ما يتعامل مع هذا الملف على أساس أن الجنديين هادار وشاؤول مقتولين، حتى يخفف أي ثمن ممكن يدفعه، بالإضافة أن السيد ومنغستو مختلين عقلياً، وأنهما ذهبا بنفسيهما لقطاع غزة، لكي لا يدفع الثمن الذي تحدده حركة حماس.

وقال فروانة: "كانت الانفراجة الحقيقية في هذا الملف، عندما أعلن يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، عن الصفقة الإنسانية، وأن يتم الإفراج عن معلومات حول الجنود الأسرى في غزة، مقابل الإفراج عمن أعيد اعتقالهم في صفقة شاليط، والأسرى كبار السن والنساء والأطفال والمرضى".

وأضاف: "وكان هناك مطالبات من داخل الاحتلال؛ للتجاوب مع هذه الصفقة، ولكن الآن وفي الآونة الأخيرة، بعد مجيء الوفد الأمني المصري، كانت مهمته إحداث اختراق في ملف الأسرى".

وأشار إلى أن قدوم الوفد المصري، يدل على أن هناك جدية في هذا الملف، لافتاً إلى أنه فيما يتلعق بمحرري صفقة شاليط، الذين تم إعادة اعتقالهم، فهناك بعض الصعوبات، خصوصاً ان محاكم الاحتلال، أعادت محاكمة بعضاً منهم وفق ما تم الإفراج عنهم قبل الصفقة، وعددهم ما يقارب 80 أسيراً، وحماس وضعتهم في الأولوية في أي صفقة مقبلة.

في السياق، أوضح فروانة، أن حركة حماس، كانت تقول بأن أي مفاوضات بهذا الشأن، تتم من خلال الإفراج عن محرري صفقة شاليط، وهي اعتبرت أن الاحتلال يحاول ابتزازها بهذا الملف من خلال إعادة اعتقالهم، وبالتالي فإن الحركة، اعتبرت أن إعادة اعتقالهم هو عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل صفقة شاليط.

وقال: "جعلت حماس أي تقدم في ملف صفقة التبادل، هو الإفراج عن أسرى صفقة تبادل الأسرى، وبالتالي هذا الملف أصبح شيئاً أساسياً لدى حركة حماس"، متوقعاً أن هذا يعتبر مهمة كبيرة بالنسبة للوفد الأمني المصري.

التعليقات