المطران حنا: المسيحيون الفلسطينيون مكون أساسي من شعبنا الفلسطيني

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا لكي نتمكن من تحرير الارض يجب اولا ان نحرر العقول من الافكار المتشنجة المتطرفة التي لا تقبل الاخر .

بلادنا ارض مقدسة وهي ارض السلام والمحبة ولن تقوم لنا قائمة في بلادنا الا من خلال الخطاب الذي يوحد ولا يفرق ومن خلال خطاب المحبة والاخوة الانسانية .

يزعجنا ويؤلمنا ان نسمع اصواتا تثير الفتن في مجتمعنا وتحرض على الطائفية واعتقد جازما بأن هؤلاء هم الوجه الاخر للصهيونية ، وهم يخدمون اجندة الاحتلال بممارساتهم وخطاباتهم وتحريضهم وتكفيرهم للاخرين .

قضية القدس هي قضيتنا جميعا كمسيحيين ومسلمين دون ان ننكر اهميتها في كافة الديانات التوحيدية الثلاث ولا يجوز لنا كفلسطينيين ان نقبل بأي خطاب تحريضي تكفيري طائفي ايا كان شكله وايا كان لونه ، فهذه الارض لن تحرر الا من خلال وحدتنا واخوتنا وتضامننا ولحمتنا وحكمتنا واستقامتنا وصدق انتماءنا لهذا الوطن وقضيته العادلة .

هنالك من يتاجرون بالدين لاغراض لا دينية وهنالك من يستغلون المنابر الدينية لكي يبثوا سمومهم وهي سموم الحقد والكراهية والتطرف وهؤلاء يجب ان نلفظهم وان نرفضهم لانهم يقفون حائلا امام تقدمنا الى الامام وامام نضالنا وكفاحنا من اجل الحرية واستعادة الحقوق السليبة .

ان دور العبادة هي صروح لتكريس ثقافة المحبة والاخوة الانسانية والوحدة الوطنية بين ابناء شعبنا ولا يجوز ان تستغل ساحاتها من اجل التحريض على الكراهية والطائفية والغاء وجود الاخر .
نحن المسيحيون الفلسطينيون لم ولن نقبل بأن يشطب احد وجودنا فنحن موجودون وسنبقى ونحن مكون اساسي من مكونات شعبنا حتى وان كنا قلة في عددنا الا اننا لسنا اقلية فانتماءنا كان وسيبقى لهذا الوطن ولهذه القضية العادلة .

لن تقوم لنا قائمة في هذه الارض الا من خلال الوحدة والاخوة والتضامن ونبذ الفرقة والفتن وثقافة الكراهية والطائفية والتكفير .
فإذا ما كانت ظاهرة التطبيع خطيرة ومشاريع تصفية القضية اخطر فإن الخطاب الذي يبث سموم الكراهية والاقصاء في مجتمعنا انما هو اخطر من هذا وذاك .

ومن يريد ان يهاجم التطبيع وان ينتقد مشاريع تصفية القضية يحق له ان يفعل ذلك لا بل من واجبنا جميعا ان ننادي بذلك ولكن دون اللجوء الى خطاب الاقصاء والتكفير والتحريض الغير مقبول والذي لا يسنجم وثقافتنا الوطنية العربية الفلسطينية .