جامعة بيرزيت تنشئ مكتب أمين المظالم لتعزيز العدالة في مجتمع الجامعة

جامعة بيرزيت تنشئ مكتب أمين المظالم لتعزيز العدالة في مجتمع الجامعة
رام الله - دنيا الوطن
أنشأت جامعة بيرزيت مكتب أمين المظالم عام 2014، بهدف تعزيز العدالة في مجتمع الجامعة وتطوير بيئة عمل مناسبة مبنية على مبادئ العدالة والإنصاف. 

ويقوم عمل أمين المظالم على مساعدة الجامعة في حماية حقوق أعضاء هيئتها الأكاديمية والإدارية، وتعزيز العدالة في مجتمع الجامعة وتسوية التظلمات بطريقة منصفة في قضايا الموظفين التي تكون الإدارة طرفاً فيها، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل حالة عن طريق الموازنة ما بين القوانين والتشريعات ومواءمتها لمنظومة حقوق وحريات الموظفين.

وتعد الجامعة مؤسسة كبيرة ويحتاج إنفاذ القوانين فيها إلى الأخذ بالاعتبار الخصوصية لبعض الحالات، وإزالة الظلم الذي قد يقع على الموظفين نتيجة للتطبيق الحرفي للقوانين والإجراءات. 

ويُبيّن أمين المظالم سامي شعث بأنه "من المهم التمييز بين القضايا الفردية والنقابية الجماعية. وظيفتي كأمين مظالم هي حل قضايا الأفراد المظلومين بالتواصل المباشر مع رئيس الجامعة، بعد التحقق والتواصل مع الجهات المعنية للحصول على المعلومات، وذلك لتسهيل الحكم والبت في موضوع التظلم مع الأخذ بعين الاعتبار قوانين الجامعة وأنظمتها، وخصوصية الحالات، والرأي المحايد للدوائر ذات العلاقة في القرار".

وأضاف شعث: " مكتب أمين المظالم في جامعة بيرزيت فضاء حقوقي ينصف الموظفين، فما يزيد عن 80% من القضايا التي تم التظلّم بها، جرى معالجتها بما يرضي المتظلم، ويعود ذلك إلى تفهم رئيس الجامعة واهتمامه بإنصاف العاملين، وتحديداً المتظلمين منهم، ضمن القوانين والأنظمة السارية في الجامعة.

أما النسبة الباقية، فهي حالات تتعارض مع القوانين والأنظمة المعمول بها، لذا تم اقناع المتظلّم بالجانب القانوني حول التعليمات المرتبطة بقضية موضوع التظلم".

وهنا تأتي أهمية الحياد والشفافية في الحكم على القضايا، حيث يقول شعث: "أسعى دوماً إلى أن أكون حيادياً.. وإن لم أكن كذلك، فهذا يعني أنني لم أنجح في أداء مسؤولياتي كأمين مظالم".

ويحافظ أمين المظالم أولاً على سرية المعلومات، وبعد دراسة القضية واقتناعه بضرورة تدخله لرفع الظلم عن الشخص المتظلم، يقوم برفع توصية إلى رئيس الجامعة لاتخاذ القرار المناسب، وأما في حال عدم اقتناع أمين المظالم بوجود ظلم، فيقوم بإخبار وإقناع المتظلم بأسباب ذلك ويحتفظ بتفاصيل الملف لمكتبه.

ويضيف أن هناك ثمة آلية غير رسمية لتسوية المنازعات والخلافات، هدفها السعي إلى التسوية من خلال الحوار والنقاش والتفاوض، لتفادي نزاعات العمل أو التقاضي وغيرها.

ويبيّن شعث بأنه يحاول دوماً حل القضايا وديّاً، أي بين الموظف والمدير المباشر، أو حتى من خلال التحاور مع نواب الرئيس قبل الوصول إلى رئيس الجامعة.

ويعمل على خلق أجواء غير رسمية وودية من حيث الاستماع للمتظلم وتبادل النقاش والبحث في أفضل السبل لإيجاد الحلول المناسبة. ويأتي ذلك انسجاماً مع رؤية ورسالة الجامعة التي تؤكد ضرورة ضمان أمن موظفيها وحريتهم في التعبير، في بيئة يسودها التسامح والديمقراطية واحترام الكرامة وصون الحقوق.

ويشير شعث إلى "أن أفضل ما يميز عملي في هذه الوظيفة هو شعور الموظف بالراحة والطمأنينة للتعبير عما يشعر به"، فمن صلاحيات أمين المظالم التحدث بطرق غير رسمية مع الموظفين، فعندما يساور العاملين قلق يتعلق بوضعهم الوظيفي والمهني ويحتاجون إلى من يتحدثون إليه، يكون أمين المظالم هو المكان المناسب.

من ناحية أخرى، يبين أن من أهم التحديات التي تواجه أمين المظالم لقلة اطلاع العاملين على القوانين لمعرفة حقوقهم وواجباتهم، وهنا يأتي دور المكتب في شرح سياسات الجامعة في القضايا المختلفة، وتحديد القضايا النمطية التي قد يتأثر بها مجتمع الجامعة.

وتسعى جامعة بيرزيت من خلال تعدد أجسامها لدعم عملية التعليم والتعلم في بيئة مريحة وعادلة، يسودها جو الديمقراطية والعدالة واحترام الرأي والرأي الآخر، والتكامل الذي يحققه مكتب أمين المظالم، والإدارة، مع الهيئة الإدارية والأكاديمية، يُسهم في تحقيق بيئة أكثر عدلاً وشفافية، وبالتالي بيئة مشجعة أكثر على الإبداع والتميز والريادة.