المطران حنا: نرفض سياسة العقاب الجماعي فيما يتعلق بالكورونا

المطران حنا: نرفض سياسة العقاب الجماعي فيما يتعلق بالكورونا
رام الله - دنيا الوطن
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم: "إننا لم ننكر في يوم من الايام وجود فيروس الكورونا وكنا وما زلنا ندعو الى احترام جميع الاجراءات الاحترازية والوقائية والصحية ولكننا نتسائل لماذا فرض الاغلاق الشامل على المواطنين او ليست هذه عقوبات جماعية ؟ تريدون القضاء على الفيروس ولا تفكرون بأحوال الناس النفسية وحاجتهم للخروج لاستنشاق بعض الاكسجين".

وتساءل حنا لماذا يعاقب كل المواطنين على ذنب لم يقترفوه واذا ما كان هنالك مستهترون او اعراس او تجمعات عامة زادت من حالة انتشار هذا الوباء فلماذا سياسة العقاب الجماعي وادخال الناس جميعا في حالة من الخوف والتوتر .

وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي فحدث ولا حرج فأخبار متناقضة ومعلومات غير دقيقة ومحاولة لترويع الناس وتخويفهم وادخالهم في اجواء نفسية متوترة واعتقد بأن هذا اخطر من الفيروس نفسه.

وأكد على أن الكثيرون أصيبوا بهذا الفيروس وخرجوا منتصرين عليه فهذا فيروس موجود ليس قاتلا وليس مميتا ويمكن الانتصار عليه بالوسائل الوقائية والصحية المطلوبة وقد يؤثر على بعض المرضى الذين عندهم امراض مزمنة .

لماذا هذا العقاب الجماعي ونشهد اليوم في باب الخليل في مدينة القدس حضورا غير مسبوق للشرطة وكأننا امام جبهة حرب ويستعدون لاغلاق بوابات القدس وشوارعها ويهددون ويتوعدون كل من يخرج اكثر من 500 متر خارج منزله .

وقال: "لا يمكنني ان استوعب هذا الاجراء مع انني ارفض الاستهتار وارفض عدم احترام الاجراءات الوقائية والصحية وهذا يحتاج الى توعية وتثقيف بدءا من المنازل ووسائل الاعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية".

أما ان يعاقب كل الناس وان يُحجروا في منازلهم فهذا امر غير مقبول وغير مبرر وسيفاقم من الاوضاع المعيشية والنفسية الصعبة التي يعاني منها المواطنون وخاصة شريحة الاطفال والطلاب الذين يطلب منهم ان يتابعوا دروسهم من البيت .

وأشار حنا إلى أنه لا يمكن ان يكون الحاسوب بديلا عن الحضور الشخصي للمدرسة ولا يمكن ان نقبل بأن يتحول التعلم عن بعد الى نهج وان يتم تهميش حضور المدرسة في حياة الطلاب وهي حاملة للرسالة الانسانية والروحية والوطنية.

ما هو مطلوب من المواطنين الاهتمام بصحتهم ورفع مناعتهم واخذ ما هو لازم من الفيتامينات والحفاظ على كل الاجراءات الوقائية والصحية ، أما سياسة العقاب الجماعي فلن تساعد في منع تفشي الوباء ، بل ستؤدي الى مزيد من التوتر والخوف والتحديات الاجتماعية والحياتية لدى المواطنين .

الوباء لا يواجه بسياسة العقاب الجماعي بل بالتوعية الصحيحة والوقاية والاهتمام بالامور الصحية .

وتمنى حنا الشفاء لكل المصابين والمحجورين والذين هم ملزمون مع هذه الاجراءات الجديدة بان يبقوا في حالة الحجر حتى بعد انتصارهم على هذا الوباء.

أعان الله ابناءنا وشعبنا في هذه الظروف التي فُرضت علينا بسبب الوباء ولربما لاسباب اخرى لا يمكن ان نتكهن بها وان نعرفها .
وان غدا لناظره قريب.