حدث بمثل هذا اليوم..اغتيال بشير الجميّل رئيس الجمهورية اللبنانية المنتخب قبل تسلمه لمهامه

حدث بمثل هذا اليوم..اغتيال بشير الجميّل رئيس الجمهورية اللبنانية المنتخب قبل تسلمه لمهامه
بشير الجميّل رئيس الجمهورية اللبنانية
ولد بشير الجميل في 10 تشرين الثاني / نوفمبر 1947 هو الابن الأصغر للزعيم المسيحي بيار الجميل مؤسس ورئيس حزب الكتائب اللبنانية وشقيق رئيس الجمهورية أمين الجميل.

تلقى دروسه الجامعية بكلية الحقوق في جامعة القديس يوسف، ونال في عام 1971 شهادتين في الحقوق والعلوم السياسية.

وفي عام 1972 سافر إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته، إلا إنه قطعها وعاد في أيلول / سبتمبر من العام نفسه وفتح مكتبًا للمحاماة، إلا إنه أقفل المكتب مع بداية الحرب الأهلية وتفرغ للعمل العسكري.

تدرج في حزب الكتائب حتى أصبح قائده العسكري، ومن ثم أسس القوات اللبنانية وتولى قيادتها والتي كانت من أهم الأطراف المتناحرة في الحرب الأهلية اللبنانية.

في عام 1975 وفي بداية الحرب الأهلية اتهم بأنه المسؤول عن حادثة عين الرمانة.

في 7 حزيران / يونيو 1978 وعلى إثر مقتل العضو في الكتائب "جود البايع" على يد قوات المردة قام بإرسال قواته لمدينة إهدن لاختطاف قائد مليشيا المردة طوني فرنجية ابن الرئيس سليمان فرنجية وذلك لإجباره على تسليم المسؤولين عن مقتل العضو الكتائبي، إلا أن العملية انتهت بمقتل طوني وعائلته والمقاتلين التابعين له، وهي الواقعة التي سميت فيما بعد بمجزرة إهدن، وقد أنهى الرئيس سليمان فرنجية ارتباط المردة بالجبهة اللبنانية بعد مقتل ابنه.

ما بين تموز / يوليو وتشرين الأول / أكتوبر من عام 1978 قام الجيش السوري بمحاصرة بيروت الشرقية معقل القوات اللبنانية فيما سمي بحرب المئة يوم، وحدث خلال تلك الفترة قصف شديد لبيروت الشرقية ومنطقة الأشرفية، ولم تنته الاشتباكات إلا بعد وساطة عربية أدت إلى وقف إطلاق النار، وخرج بشير الجميل من تلك الحرب وهو يعتبر نفسه منتصر.

في عام 1980 أرسل قواته إلى الصفرة لقتال قائد ميليشيا نمور الأحرار الجناح العسكري لحزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، وتم القضاء تمامًا على ميليشيا النمور فيما عرف باسم مجزرة الصفرا، وقد نجا داني وذهب ليعيش في بيروت الغربية التي كانت ذات أغلبية مسلمة، بينما أصبح هو بعد ذلك المسيطر الأوحد على القوات اللبنانية.

في عام 1981 تصادمت سوريا مرة أخرى مع القوات اللبنانية التي يقودها بعد سيطرتها على مدينة زحلة، في تلك المعركة.

في 1982، غزت قوات العدو الصهيوني لبنان وكان وزير الدفاع الصهيوني أرييل شارون قد اجتمع ببشير قبل الغزو بشهور وأخبره بأن الجيش الصهيوني سيغزو لبنان لاجتثاث منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وطردها إلى خارج البلاد، وأدى دعم العدو الصهيوني للكتائب اللبنانية عسكريًا وسياسيًا، إلى غضب المسلمين و الكثير من المسيحيين المناؤين للكتائب وحلفائها..

اجتمع بشير بهاني الحسن (ممثل منظمة التحرير الفلسطينية) وأخبره بأن العدو الصهيوني سيغزو لبنان من أجل أن تبيدهم ونصحهم أن يتركوا لبنان ويغادروا بسلام قبل فوات الأوان. غير أن هاني الحسن لم يرد على بشير.

اجتاح الجيش الصهيوني لبنان في حزيران / يونيو 1982 وقام بطرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.

في 25 تموز / يوليو 1982 رشح بشير الجميل نفسه لمنصب الرئاسة ودعمته الولايات المتحدة التي أرسلت قوات حفظ السلام للإشراف على انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. غير أن بشير طلب منهم البقاء لفترة أطول لحفظ الأمن في لبنان وإبقاءه مستقرًا حتى يمكن إعادة توحيده. غير أن طلبه رفض.

في 23 آب /أغسطس 1982، وبسبب كونه المرشح الوحيد لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية، تم انتخاب الجميل رئيساً.

في 1 أيلول/سبتمبر، 1982، قبل اغتياله بأسبوعين، وبعد انتخابه كرئيس بأسبوع، قابل الجميل رئيس الوزراء الصهيوني مناحيم بيغن في نهاريا. أثناء الاجتماع، شكر بشير الصهاينة على دعمهم للقوات اللبنانية ووعدهم بتوقيع معاهدة سلام معهم فور تسلمه لمنصبه كرئيس. كما قيل لبشير أن قوات الدفاع الصهيونية ستبقى في جنوب لبنان إذا لم توقع معاهدة السلام غير أن بشير غضب وقال: "نحن لم نكافح لمدة سبع سنوات ونخسر الآلاف من جنودنا لتخليص لبنان من الجيش السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل أن تأخذوا مكانهم". انتهت مسألة التوقيع على معاهدة سلام بغضب كلا الجانبين بعد أن قال الجميل أنه لا يستطيع توقيع الاتفاقية إلا بإجماع وطني.

في 12 أيلول/سبتمبر، وفي محاولة لتصليح العلاقات، اجتمع أرييل شارون بالجميل سرًا في بكفيا. أثناء الاجتماع، وافق شارون على إعطاء الجميل وقتًا قبل التوقيع على معاهدة السلام. كما قرروا أن يشنوا هجومًا ضد القوات السورية في لبنان خلال 48 ساعة. قام الجيش اللبناني الموالي للجميل بتنفيذ الهجوم مدعوما من قوات العدو الصهيوني.

أما بالنسبة لموضوع انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، فقد وعد شارون الجميل أنهم سينسحبون وقتما يريد.

خلال فترة حكمه القصيرة استطاع الجميل أن يرتب الوضع الداخلي اللبناني ففي:

30 آب/أغسطس: ياسر عرفات يترك بيروت ويتجه إلى أثينا.

2 أيلول/سبتمبر: بشير الجميّل وإلياس سركيس يجتمعون مع وزير الدفاع الأمريكي كاسبر وينبيرغر.

2 أيلول/سبتمبر: افتتاح طريق سوديكو الذي كان يعتبر الخط الفاصل بين شرق وغرب بيروت.

4 أيلول/سبتمبر: الجيش اللبناني يدخل غرب بيروت للمرة الأولى منذ 1973.

9 أيلول/سبتمبر: الجيش اللبناني يدخل برج البراجنه وهو معسكر فلسطيني حظر منذ اتفاقية اتفاق القاهرة 1969 .

10 أيلول / سبتمبر: قوات حفظ السلام الدولية تغادر لبنان بعد اكتمال مهمتها.

11 أيلول/سبتمبر: سوق بيروت الاقتصادية تستأنف نشاطاتها. بشير يلتقي برئيس الوزراء اللبناني الأسبق صائب سلام.

13 أيلول/سبتمبر: ميناء بيروت يستأنف نشاطه.

أثناء هذه ال21 يومًا، منع مقاتلو القوات اللبنانية من لبس ملابس جيشهم وأيضا من حمل السلاح في الشوارع حيث كان الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الشارع.

في 14 سبتمبر/أيلول، 1982، وبينما كان بشير يخطب في زملائه أعضاء الكتائب، انفجرت قنبلة في الساعة 4:10م مما أدى إلى مقتل بشير و26 سياسيًا آخر من الكتائب.

في الصباح التالي، وعلى الرغم من انتشار إشاعات تفيد بنجاة بشير من الاغتيال، أكد رئيس الوزراء اللبناني شفيق الوزان أن بشير الجميّل قد قتل.

اتهم بالاغتيال حبيب الشرتوني وهو مسيحي ماروني وعضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي وقد تم اعتقاله بتهمة اغتيال الجميّل.

استطاع الشرتوني تنفيذ عملية الاغتيال بسبب وجود شقة شقيقته في أعلى شقة بشير. وقبل اغتيال بشير بيوم، زار شقيقته وزرع القنبلة في شقتها ثم دعاها في اليوم التالي للخروج من الشقة. وعندما خرجت، قام بتفجير القنبلة على بعد بضعة أميال من البناية. وعندما عاد للاطمئنان على شقيقته، تم اعتقاله على الفور.

لاحقًا، اعترف الشرتوني بأنه نفذ عملية الاغتيال لأن بشير الجميّل "باع لبنان إلى إسرائيل". مما جعله بطلًا في أعين بعض اللبنانيين. تم سجن الشرتوني ل8 سنوات قبل أن تسيطر القوات السورية على لبنان في نهاية الحرب الأهلية وتحرره في 13 أكتوبر/تشرين الأول 1990.

ظهرت نظريات مختلفة في قضية اغتيال الجميّل. الكثير من أصابع الاتهام كانت قد أشارت إلى النظام السوري والرئيس السوري حافظ الأسد. 

غير أن هناك من يتهم العدو الصهيوني بأنها هي من طلبت تنفيذ عميلة الاغتيال سرًا بعد أن أحسوا بأن بشير الجميّل كان سيؤخر عملية السلام بين لبنان و الكيان الصهيوني بسبب طلبه إجماع اللبنانيين والعرب على اتفاقية السلام.

التعليقات