الثمن الذي سيدفعه الأردن!

الثمن الذي سيدفعه الأردن!
سميح المعايطة

أمس تم الإعلان في البيت الأبيض ان دولة إسلامية هي كوسوفو قررت إقامة علاقات مع إسرائيل وإقامة سفارتها في القدس، ومع تزايد احتمالات نجاح كيان الاحتلال في اقامة مزيد من العلاقات مع مزيد من الدول العربية والإسلامية على قاعدة السلام مقابل السلام تتحدث اوساط اعلامية وسياسية خارجية عن ان الاردن هو الخاسر الاكبر من هذا الاختراق الصهيوني للمحيط العربي، وان ما يجري فيه اضعاف لدور الاردن في القضية الفلسطينية.

ولعل من يتحدثون يتجاوزون الحديث عن الشعب الفلسطيني وخسارته، رغم انه الخاسر الاكبر من اي علاقات اسرائيلية عربية لا تكون بوابة للضغط على اسرائيل لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم.

واذا كان هناك ثمن يدفعه الاردن فهو ان النجاح الذي يحققه نتنياهو يزيد من تجاهله لعملية سلام حقيقية لمصلحة الحق الفلسطيني  ، والاردن في هذا المجال يدفع ثمنا  وهو لا يخص الأردن بشكل خاص بل الحالة العربية وهو ضعف أدوات الضغط السياسي على كيان الاحتلال ،لكن خصوصية الأردن أنه ومنذ توقيع معاهدة السلام جعلها مرتبطة تماما بما يجري في الملف الفلسطيني ،ولهذا وصلت علاقاته السياسية مع اسرائيل الى ادنى مستوياتها ،بسبب الندية والموقف القوي الذي اتخذه الاردن تجاه سياسات اسرائيل بما في ذلك قضية الضم وقبلها ملف القدس والباقورة ....

لكن الدور الاردني الذي يتحدثون عنه وانه سيضعف مع توسع علاقات اسرائيل العربية فهذا أمر مختلف، فالأردن لم يكن وسيطا بين العرب واسرائيل بل كان طرفا قويا في مواجهه السياسات الاسرائيلية، والاردن اقام علاقاته السياسية مع اسرائيل على اساس حفظ مصالحه ومساندة الفلسطينيين ولم يقدم نفسه بوابة لتوسيع نفوذ وعلاقات الاحتلال في الاقليم، ولم يضغط يوما على السلطة الفلسطينية لمصلحة اسرائيل بل كان المساند للسلطة.

لكن ما يجب الانتباه اليه ان الاردن الذي يرتبط بحدود طولية مع فلسطين تصل الى مئات الكيلو مترات بكل ما يعنيه هذا من ابعاد امنية وعسكرية ليست اهميته الاقليمية مثل اي دولة عربية في افريقيا او اسيا تبعد الاف الكيلومترات عن فلسطين، والدور الاردني في القضية الفلسطينية تفرضه الجغرافيا وتركيبته السكانية وحدوده، وبخاصة في ظل التصاعد السريع للعداء للاحتلال نتيجة سياساته تجاه الاردن وفلسطين.

القيمة الاستراتيجية للأردن في الملف الفلسطيني لا تضعفها علاقات تجارية او سياسية او امنية بين اسرائيل واي دولة عربية، صحيح ان هذه العلاقات تزيد من صلف الاحتلال تجاه الحق الفلسطيني لكنها لا تضعف مكانة الفلسطينيين او الاردن، فما يجري يضعف ادوات الفلسطينيين ومن يساندهم لكن الحقائق الكبرى لا تتغير في جوهرها.

التعليقات