تونس: اختتام ملتقى "صفقة القرن وضرورة التصدي"

تونس: اختتام ملتقى "صفقة القرن وضرورة التصدي"
رام الله - دنيا الوطن
على نهج " الوحدة الوطنية" ، نظم مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس وبمشاركة ممثلين عن كل الأطر الفلسطينية بتونس الديبلوماسية والتنظيمية والنقابية ملتقى فكريا بعنوان " صفقة القرن : المخطط وضرورة التصدي "، وعلى ذات النهج فقد أدار اللقاء الأخ محمد الخلفي ، بدأ بكلمة الترحيب التي ألقاها السيد منير اللومي رئيس بلدية مدينة صفاقس والتي جمعت بين العقل والنفس والروح ، ما أعطى روحا خاصة تعطرها روح الوحدة لفلسطين ومن اجلها وروح الوحدة لتونس ومن اجلها وروح الوحدة للأمة العربية والإسلامية ومن أجلها ، وهي روح التصدى التي دون البدء بها فلا أساس حقيقي لمجابهة الأجندات والخطط التي تستهدف النيل من الحق الفلسطيني وهي المخططات والأجندات التي لا تستهدف في مضمونها وأبعادها ذاتها فلسطين فحسب ، بل بنفس القدر وأكثر تستهدف الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء والدول العربية جمعاء بما فيها تونس وعلى ذات المنوال نسج رئيس مركز الفنون الدرامية والركحية الأستاذ " حاتم الحشيشة " مؤكدا من خلال كلمته الترحيبية على ذات القيم ، ما يؤكد على أنها قيم جمعية وجامعة لكل الهوية والشخصية التونسية الفلسطينية العربية والإسلامية والإنسانية وهي قيم الحق والعدل ، التي تمثلها فلسطين والانتماء لها، بكل معانيها ، فمن لا فلسطين له وجهة وبوصلة فلن يعرف أبدا معنى الحق والعدل وقيمه بوصلة له.

تلا ذلك كلمة سعادة سفير دولة فلسطين بتونس وبقية المشاركين ، فشكر كل منهم تونس بكل مكوناتها قيادة وشعبا على مواقفها الثابتة في مساندة قضايا العدل والحق وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، مشددين دون استثناء على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية لاستنهاض إستراتيجية الرد الموحد على كل محاولات تصفية القضية.

فأكد سفير دولة الأخ هايل الفاهوم في كلمته على " وحدة الشعب الفلسطيني وإيمانه بأن الوحدة الوطنية قدرا وليست مجرد اتفاق أو قرار ، وقدرة شعبنا على مقاومة كل الخطط والمؤامرات في هذا الوقت، كما أفشل كل محاولات إقصائه وإزالته من الوجود الجغرافي والديمغرافي سابقا وفرض وجوده وإرادته ، كما أكد على ضرورة الانتقال من مربع ردات الفعل إلى الفعل طريقا لاسترجاع الحق الفلسطيني المطلق ، وأن هذا الاسترجاع للحق الفلسطيني وفلسطين هي الحل وليست المشكلة لسلام واستقرار المنطقة والعالم كله ، مؤكدا على أن كل من تجرأ ويجرؤ أو يسمح بتصفية هذا الحق والمس به ،تحت أي فعل أو مسمى ،إنما يقر ويشارك في استباحة كل الحقوق الإنسانية في العالم أجمع ، إن مقاومة الشعب الفلسطيني ، إنما هي مقاومة لخطة كونية مركبة تقودها مكونات الصهيونية العالمية لاستباحة الآخر واستباحة الحق والعدل في العالم أجمع ".

من جانبه، شدد عضو إقليم حركة فتح بتونس محمد مناد على أن القضية الفلسطينية هي آخر ساحات المعارك بين النظام الرأسمالي الامبريالي وبين قيم العدالة والتحرر والانعتاق، وفلسطين هي رأس الحربة في هذه المعركة، والصراع ليس بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني الغاصب فقط، بل هو بين قوى التحرر والكرامة والانعتاق وبين قوى الهيمنة والاستغلال والسيطرة على مقدرات الشعوب وثرواته".

أما رئيس اتحاد طلبة فلسطين بتونس احمد سحويل فقد قال "أن وطننا يتعرض إلى الخيانة وتتعرض قرانا إلى السلب والنهب في هذه اللحظات"، مضيفا انه رغم كل المؤامرات والانتهاكات والخيانات فإن رسالتنا للشباب التونسي أننا ما زلنا واقفين على أقدامنا، وصامدين، وندعوكم إلى الثبات تجاه هذه المؤامرات.

ثم أحيلت الكلمة للأخ "معتصم أبو راس أمين سر الاتحاد العام الحقوقيين الفلسطينيين لإدارة كلمات المشاركين : وفي كلمته قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمكلف بملف المصالحة اللواء جبريل الرجوب " إن قدرنا في فلسطين أن نكون على قلب رجل واحد، وفوق أي خلافات، وننتظر أن يكون لقاؤنا معكم انطلاقة باتجاه مسار يحقق الوحدة الوطنية، ويشكل ردا ملائما على كل المخططات التي تستهدف إنكار الحق الفلسطيني والهيمنة على المنطقة، مبرزا الملامح الرئيسية لمضمون الاتفاق الأخير بين فتح وحماس ، معتبرا أن مجرد التوصل لهذا الاتفاق ، إنما يسقط جانبا أساسيا من مخططات صفقة القرن ، وذلك بتأكيد فتح وحماس على وحدانية الولاية القانونية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الأرض والشعب الفلسطيني ، بقيادة الرئيس محمود عباس ، على اعتبار أن جانبا من تلك المخططات تستهدف فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية من خلال عدة مشاريع ، كما شدد على اتفاق حركة فتح وحركة حماس على الصيغة التي تتولى من خلالها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إدارة العمل النضالي في إطار المشروع الوطني دبلوماسيا وسياسيا وقانونية ، بما في ذلك ما تقرره الشرعية الدولية من مقاومة الاحتلال بكل الوسائل ، والاتفاق على اختيار قيادة م ت ف ، الوسيلة الأحسن طبقا للظروف ، من قرار المقاومة الشعبية القائم وصولا لإمكانية تقرير قيادة م ت ف كافة أشكال المقاومة الأخرى بما فيها المقاومة المسلحة طبقا للشرعية الدولية ، وشدد على أن الشعب الفلسطيني كله اليوم موحد في التصدي لخطط تصفية حقوقه المقررة في الشرعية الدولية وبوحدته سيسقط كل هذه الخطط كما أسقطها من قبل" .

وفي كلمته شدد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مسؤول العلاقات العربية عباس زكي " على أن ما نراه من مخططات هو حلقة من المشروع الصهيوني، لما يسمى بـ"صفة القرن " ، التي لا تستهدف تصفية الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف فحسب وإنما تستهدف فلسطين و الأمة و الوطن العربي من المحيط إلى الخليج و يمكن العودة على الأقل إلى تقرير مؤتمر كامبل بنرمان عام 1907 الذي انعقد برعاية بريطانية، الذي يبين ذلك بوضوح ضرورة إقامة جسم غريب يفصل المشرق عن المغرب ومن خلاله تدار كل التناقضات المدمرة للمنطقة بما يضمن استمرارية حماية المصالح الاستعمارية، فكان هذا الجسم الذي أعد لاصطناعه هو دولة الكيان الصهيوني. 

كما شدد على أن فلسطين هي القضية المركزية ، وان صفقة القرن وأي تطبيع إنما هو إنهاء لمبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002 ، كما أكد على أنه وبعد صفقة القرن و إعلان سياسة الضم و قوانين الكنيست خاصة منها قانون يهودية الدولة و بعد اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة الكيان ،فإن أي ذهاب للتطبيع مع دولة الكيان ، يصبح إعلان حرب على الفلسطينيين و التخلص من الواجبات الدينية و القومية خاصة و أن قرارات القمة العربية عام 1980 في عمان و 1990 في بغداد تنص على عدم اعتراف أي دولة عربيه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

و حول موضوع المصالحة قال إن الأخ الرئيس أبو مازن سيعقد قريبا اجتماع مع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بما فيهم حماس و الجهاد و غيرهم و ذلك من اجل ترتيب البيت الفلسطيني ووضع استراتيجيه جديدة من اجل مواجهة التحديات مع الكيان و الإدارة الأمريكية ووضع خطط نضالية مشتركة في مواجهة ذلك ،
مشددا على ضرورة أن تعود العلاقات الفلسطينية الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل الانقسام والتخندق صفا واحد في الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني .

وفي كلمته أكد الأخ سامي أبو زهري القيادي والناطق الإعلامي في حركة حماس" على أن هناك حالة تآمر على القضية الفلسطينية تهدف لتصفيتها يقودها الاحتلال وتدعمه الإدارة الأمريكية وأن الشعب الفلسطيني صامد ولن يسمح بمرور هذه المخططات ، صفقة القرن هي مخطط يشمل عدة مخططات الهدف منها تصفية الحقوق التاريخية الفلسطينية خاصة منها حق العودة والقدس والأسرى ، نهب الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية لتصبح ذات سيادة إسرائيلية وتحويل أهلها إلى جالية يسهُل طردها في أي وقت.

ولاحظ أن صفقة القرن تتزامن مع التطبيع والحكومات العربية تتجه للتطبيع السريع والعلني بدلا من مواجهة مخططات الاحتلال، مؤكدا إن تطبيع دولة الإمارات يشكل طعنة كبيرة في ظهر الشعب الفلسطيني وهو ما يعكس محاولة بعض الأطراف تحقيق مصالحها على حساب القضية الفلسطينية وهو أمر لا يُمكن القبول به.

وشدد على أن أهمية هذه الندوة يكمن في ضرورة إيصال رسالة أن فلسطين في خطر وهي مسؤولية لا تقع على كاهل الفلسطينيين فقط بل كُل الأمة العربية والإسلامية. فالشعب الفلسطيني صامد في أرضه وسيسقط كل المؤامرات عليه والسبيل إلى ذلك وحدته والإنقسام ليس قدر شعبنا الفلسطيني ،أؤكد أن الموقف الفلسطيني بكل فصائله، بفتحه وحماسه موحّد ضد خطط صفقة القرن وكل متعلقاتها وما يرتبط بها ومنها خطة الضم وموحد ضد الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الأمريكي ، موحدون على توحيد موقفنا وقد اتخذنا خطوات عديدة ،مؤتمرات فلسطينية مشتركة ،لقاءات عديدة ،كلها اتفقت على تجنب الخلافات والتفرغ لحماية القضية هناك مساعٍ لعقد لقاء قيادي جامع لكل الأمناء العامين للفصائل قريبا .ولا بد من الاصطفاف العربي والإسلامي إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة كل الخطط التي تستهدف الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية .

واعتبر الرفيق إسماعيل جنيد ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتونس" أن ما تمر به القضية المركزية للأمة العربية فلسطين من مؤامرات لإنهائها لفائدة الكيان الصهيوني ماهو إلا تنفيذا لحلقة جديدة من نهج الحركة الصهيونية و كيانها، لفرض الرواية الصهيونية انطلاقا من الأرض الفلسطينية التي تقول (أرض الميعاد لعودة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ) وهي المقولة القائمة على إنكار الحقيقة الفلسطينية التاريخية والطبيعية والقانونية و التي لا جدال فيها "من أن ارض فلسطين هي للشعب الفلسطيني الذي تواجد على هذه الأرض منذ الأزل.

وهو النهج الذي بدأت هذه الحركة بتنفيذه على مراحل منذ القرن التاسع عشر على الأقل وفي سياق مخططات عديدة شكلت مدخلا لتجميع اليهود من أوروبا خصوصا ومن أصقاع العالم في فلسطين وخاصة في أعقاب الحربين العالميتين ، خدمة لمشروع استعماري متكامل وهو ما أدى إلى مقاومة الشعب الفلسطيني لهذا المشروع من خلال النضالات المختلفة والمتعاقبة ضد هذا الكيان الغاصب منذ صدور وعد بلفور بتاريخ 2/11/2017 والى الآن .
ويأتي عقد هذا الملتقى الآن بعد الإعلان عن اتفاقية العار الثلاثية بين دولة الكيان الصهيوني وأمريكا ودولة الإمارات العربية المتحدة ، في هذا التوقيت لعدة أسباب ، والتي دعت إلى التطبيع مع هذا الكيان وتبنى روايته على حساب الحقيقة الفلسطينية ، وهو الكيان الذي أعاد اعتبار أرض فلسطين أرضا إسرائيلية خاصة بالقومية اليهودية حسب قانون القومية المقر لسنة 2018 من قبل ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي التي انطلقت على أساسه ما يسمى بصفقة القرن والاعتراف الأمريكي بان القدس هي العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني ويعني ذلك محاولة لقبر القضية الفلسطينية وطمسا لحقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين والتسليم بهيمنة الكيان الصهيوني على الأماكن المقدسة الإسلامية و المسيحية مقابل حق زيارتها فقط للمسلمين والمسيحيين

ولاحظ أن الشعب الفلسطيني لم يفاجأ بهذا الاتفاق الثلاثي إذ أن التطبيع مع الكيان الصهيوني ودولة الإمارات سبق هذا الاتفاق وإن الجديد هو الإعلان عنه الآن بهذا الشكل السافر ، لأسباب عديدة .

وأكد على أن الشعب الفلسطيني الذي تصدى طيلة أكثر من قرن لهذا المشروع ونهجه هو قادر على التصدي لهذه المؤامرة الجديدة بوحدته الوطنية كما يحدث الآن وكما كان يحدث دائما في المحطات التاريخية الهادفة إلى تصفية قضيته الوطنية ، وقادر على تجاوز خلافاته الداخلية متسلحا بعمقه العربي الجماهيري بعيدا عن تلك الأنظمة العربية الرجعية التي ترتبط وتتواطأ بتحالفها مع الإمبريالية والصهيونية.

من جهته فقد شدد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الأخ احمد مجدلاني على" أن التطبيع خيانة للحقوق والثوابت الفلسطينية وخروج على الإجماع العربي ويصب في مصلحة العدو الصهيوني وخططه وخاصة ما يسمى بصفقة القرن . وشدد على أن من يوقع اتفاق سلام مع دولة الاحتلال ويدعمها هو عمليا يدعم ضم القدس والاستيطان، و يتخلى عن حق العودة . وأكد على أن خطورة الموقف الإماراتي بالتطبيع تكمن في إحداثه لإنقسام جديد في الموقف الرسمي العربي وفرز يستهدف من بين ما يستهدف بناء تحالف جديد يصب في مصلحة الخطط الأمريكية في إطار هذه الصفقة . ولاحظ أن التأجيل الأمريكي المتواصل لإعلان الصفقة، كان يستهدف محاولة فرض الخطط الأمريكية الإسرائيلية فعليا وعمليا على الأرض و خلق مناخ لإطار إقليمي جديد للتسوية أساسه التطبيع . يقوم على ضرب وإنهاء صيغة النظام الرسمي العربي التي كانت مبنية على الإجماع على قرارات القمة العربية .وشدد على أن المطلوب اليوم وعلى المستوى الوطني العام بناء إستراتيجية وطنية موحدة وتجميع كل قوى وطاقات شعبنا وتجنيب الخلافات الداخلية جانباً وإنهاء كل مظاهر الانقسام والتوحد في معركة الدفاع عن المصير المشترك والتفرغ بشكل جدي لتصعيد المقاومة الشعبية وتحشيد الشارع الفلسطيني في كل مكان ووضع خطة للاشتباك السياسي مع الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال والضغط على المجتمع الدولي لرفض الهيمنة الأمريكية والتحرك على المستوى العربي والدولي لتشكيل جبهة فلسطينية عربية دولية للتحرك في مواجهة صفقة القرن وإسقاطها والعمل على عقد مؤتمر دولي للسلام يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين .وأختتم بالتحية إلى الجمهورية التونسية وشعب تونس والذي يأتي تأكيداً للمواقف التاريخية المبدئية والثابتة والمتقدمة التي تمثلها تونس في مساندتها للقضية الفلسطينية "

تلا ذلك تأثيث المحاضرين للندوة ، فقد أثرى رئيس الجالية الفلسطينية الأخ سيف الدين الدريني من خلال مداخلته " التطبيع : الأبعاد والمخاطر " للمعادلة بين تجربة التطبيع التي وقعت وبين المشروع الصهيونية ، ليخلص إلا أن التطبيع قد اضر بالحق الفلسطيني والعربي واضر بالدولة المطبعة ولم يوقف المشروع الصهيوني ، لان المشروع ذاته يقوم على إنكار الحق وإنكار الآخر ".

أما الأستاذ والمحامى محمود يعقوب مسؤول الدراسات في الإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين بتونس فقد أثرى فكرة نهج الحركة الصهيونية بين إنكار الحق الفلسطيني واصطناع شرعية لدولة الكيان الصهيوني وبين وصولها اليوم عبر ما سمي بصفقة القرن لتسويق فكرة دولة وهم للشعب الفلسطيني ، أشبه بالأرخبيل متقطع الأوصال وبلا سيادة على الإقليم البري والبحري والجوي ، يسبقها التطبيع مع الدول العربية ، مقابل النظر في مبدأ قبول التفاوض مع قيادة م ت ف بعد موافقة هذه القيادة لسبعة شروط أبرزها الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل ، وبالقدس عاصمة لها وبضم أجزاء من الضفة للسيادة الإسرائيلية ... لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يقبل بهذا الوهم بديلا عن حقه الكامل بفلسطين .
، قال رئيس اتحاد الحقوقيين الفلسطينيين بتونس إبراهيم الرفاعي إن ما يسمى"صفقة القرن" عبارة عن مجموعة مخططات، تدار وتنفذ في المنطقة ولا تنحصر بالإنكار التام للحق الفلسطيني ولا بفرض السيادة على الضفة الغربية،وفصل غزة بكانتون بل بفرض نظام سياسي واقتصادي وأمني وعسكري إقليمي متصهين مؤلف من مجموعة محميات فاقدة للسيادة ، يتكرس من خلاله عدو وهمي جديد ألا وهو إيران وتركيا . وهو نظام يستهدف أيضا إيجاد حاجز لكبح جماع القوة الصينية ومن معها الساعية لإعادة إحياء طريق الحرير وإنجاز مشروع الحزام والطريق لربط الصين بالمنطقة والعالم ...الصفقة تؤمن للكيان الصهيوني وجودا في اليمن وفي ليبيا وفي مناطق أخرى في العالم العربي ، كما تؤمن حضورا له من خلال هذا النظام في الصراع على الثروة في شرق المتوسط ، وهو تأمين ليس لحضور هذا الكيان سياسيا واقتصاديا بل أيضا حضورا استخباريا ولوجستيا وعسكريا ... إن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي المبتدأ والخبر في التصدي لهذه الخطط ، كما أن مسؤولية التصدي لا تنحصر التصدي الشعب الفلسطيني بل هي أيضا مسؤولية شاملة للأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء.

أدار الأخ محمد الخلفي النقاش الذي كان ثريا بعد المحاضرات ، و أكد جميع المتدخلين فيه على ضرورة استمرارية التصدي لكافة خطط تصفية الحق الفلسطيني بكل الوسائل الشرعية ، وبحتمية الوحدة الوطنية الفلسطينية، على قلب رجل واحد طريقا لتحقيق الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية ،والتصدي الشامل لإحباط كل خطط إخضاع المنطقة للهيمنة الصهيونية.

وختم الخلفي الملتقى بقوله" لستم انتم فقط بل نحنا كلنا فلسطينيون وهنا نحن نقف مع أنفسنا في التصدي لهذا المخطط ".

وفي نهاية الملتقى قدم شيخ مدينة صفاقس ورئيس مركز الفنون الدرامية المحاضرين بهدية رمزيه من المركز وشهادة شكر وتقدير ، وبدوره قام رئيس اتحاد الحقوقيين الفلسطينيين بتونس بتكريم كل من رئيس المركز وشيخ المدينة.