إرتفاع مستويات التوتر لدى الأطفال النازحين بسبب جائحة (كورونا)

رام الله - دنيا الوطن
اظهر البحث الذي أجراه المجلس النرويجي للاجئين في كل من سوريا واليمن والعراق والأردن أن 88٪ من الأطفال النازحين واللاجئين يعانون من توتر ناجم عن جائحة فيروس كورونا و أن 75٪ من هؤلاء الاطفال يخشون الإصابة بالمرض. كما أن نسبة الخوف من إصابة شخص يحبونه بالمرض تقدر بـ 48 في المائة. كما توصل البحث أن أعلى نسبة إرتفاع لمستويات التوتر عند الأطفال النازحين كانت في اليمن بنسبة 65 بالمائة مقارنة بمستويات التوتر في فترة ماقبل إنتشار الوباء.

تقول مستشارة الدعم النفسي الاجتماعي للمجلس النرويجي للاجئين في الشرق الأوسط السيدة كاميلا لودي: "يُظهر البحث الذي نقدمه اليوم أن الأطفال الذين مروا بفترات مؤلمة للغاية وفروا من الحرب والاضطهاد و رؤية أقاربهم يُقتلون ، يمرون الآن بحادثة صادمة أخرى يمكن أن تؤدي إلى امراض ذهنيه و جسديه طويلة الأمد ما لم يتم معالجتها".

قد يكون التعرض المتكرر طويل الامد لمستويات عالية من التوتر ضارًا لاسيما بالنسبة للأطفال. تشير الدلائل أن المستويات العالية المستمرة من التوتر - والمعروفة أيضًا باسم الإجهاد المزمن أو السام - يمكن أن تعطل نمو الأعضاء والأجهزة الرئيسية في أجسام الأطفال وتؤدي إلى الأمراض المرتبطة بالتوتر والضعف الإدراكي.

يقول شاهر وهو طفل سوري في الـ 12 من العمر و مقبم في مخبم الزعتري للاجئين في الاردن: " أشعر بتوتر في جميع الاوقات مما يؤدى الي اصابتي بالآم ب في الرأس. نحن محاصرون في سجن مع الفيروس".

يجبر الوباء أيضًا معظم الأطفال على الإهتمام باشقائهم الاصغر سناً وتحمل مسؤوليات الكبار الأمر الذي يحرمهم من طفولتهم. عندما سُئل الأطفال عن الأنشطة التي يقومون بها لملئ أوقاتهم ، ذكر 42 % منهم انهم يعتنون باخوانهم و أخواتهم. و مع وجود العديد من العائلات النازحة التي تعيش في منازل مكونة من غرفة واحدة أو كرفانات أو خيام ، فإن هذا يؤدي إلى مزيد من التوتر بالنسبة للعديد من الأطفال.

تقول سلام البالغة من العمر 15 عامًا ، والتي هُجرت من سنجار في العراق على يد تنظيم الدولة: "عندما أشعر بالتوتر ، أبقى صامتةً و فاقدةً للحواس". و تضيف سلام: "الأمر صعب لأننا جميعًا في المنزل طوال الوقت. لدي شقيقتان وشقيقان و غالبًا ما نتجادل ونغضب من بعضنا البعض".

يذكر البروفيسور جون هاكون شولتز عالم النفس التربوي والخبير في علم نفس صدمات الأطفال من جامعة القطب الشمالي في النرويج: "الأطفال الذين عانوا سابقًا من أحداث مؤلمة هم أكثر عرضة للتوتر. يمكن أن يحاكي وضع جائحة كورونا الجديد التجارب الصادمة التي مر بها الأطفال سابقاً. إنها مشاعر تهديد الحياة والمشكلات الصحية الخطيرة المحتملة والموت والدمار. إن هذه المشاعر هي ذاتها التي عايشها الاطفال خلال التفجيرات وأثناء رحلات الهروب في أيام الحرب. إذا لم نتمكن من إعادة هؤلاء الأطفال إلى المدارس، فسوف يعانون بقية حياتهم".
بالرغم من الصورة القاتمة فإن وجود الصحة الذهنية والدعم النفسي والاجتماعي المناسبين يمَكن من مساعدة الأطفال على التكيف في هذه الأوقات العصيبة.

وفي هذا الشأن تقول السيدة لودي: "من خلال برامجنا التعليمية والنفسية الاجتماعية ، نرى كيف يُحدث الدعم فرقًا كبيرًا بالنسبة للأطفال النازحين و المتضررين. نحن بحاجة لإلتزام من قبل المانحين بتمويل طويل الأمد لصالح دعم الصحة الذهنية وإجراء مزيد من البحوث حتى نتمكن من الوصول إلى المزيد من الأطفال الذين أجبروا على الفرار من الصراع ومساعدتهم على التعامل مع التوتر الناجم عن الوباء العالمي".

حقائق و أرقام:

تم إجراء المسح في العراق وسوريا واليمن والأردن على 1599 طفل نازح تتراوح أعمارهم بين 6 و 17 عامًا ، في الفترة ما بين 28 حزيران و 9 تموز، 2020.

88 في المائة قالوا إنهم تعرضوا للتوتر بسبب جائحة فيروس كورونا
75 في المائة من الاطفال مصابين بالتوتر نتيجةً لوجود فيروس كورونا و يخشون الإصابة بالمرض

يقول 48 في المائة من الاطفال أنهم يخشون إصابة شخص يحبونه بالفيروس.

في المتوسط ، أبلغ الأطفال في المنطقة عن شعورهم بالتوتر بنسبة 45 في المائة أكثر مما كانوا عليه قبل انتشار الوباء.
ذكر غالبية الأطفال ، 42 بالمائة ، إنهم يقضون معظم وقتهم في رعاية الأشقاء.

من بين عينة الاستطلاع ، أبدى الأطفال الذين شاركوا في برنامج الدعم النفسي والاجتماعي (برنامج نحو تعلم أفضل) الذي يقوم به المجلس النرويجي للاجئين تفاؤلاً بالمستقبل أكثر بثلاث مرات من الفئة الغير مشاركة في البرنامج ، وكانوا أكثر قدرة على التركيز بنسبة أعلى بأربع مرات أولئك الذين لم يشاركوا في البرنامج.

التعليقات