إسرائيل توظف كورونا والوقت للضغط على حماس

إسرائيل توظف كورونا والوقت للضغط على حماس
 إسرائيل توظف كورونا  والوقت للضغط على حماس

د. هاني العقاد

 اكثر من ثلاث اسابيع والتوتر في غزة على حالة  , قصف اسرائيلي شديد بالليل وبالونات حارقة ومفخخة فلسطينية  تتطاير علي مستوطنات غلاف غزة لتوصيل رسائل بان غزة ترفض قبول سياسة اسرائيل تجاه غزة والتي تراجعت فيها عن التفاهمات السابقة 2018 بالسماح بتنفيذ مشاريع تنموية تساهم في تخفيف  أزمات غزة الكبيرة , تهديد اسرائيلي من اكثر من مستوي باغتيالات وحرب ساحقة لتدفيع غزة ثمن كبير هذه المرة  , تعثر في المباحثات التي يجريها الوسطاء لاستعادة الهدوء من جديد بسبب رفض اسرائيل تقديم تنازلات لغزة تمكنها من العيش كباقي البشر دون ثمن كبير. في خضم المباحثات  جاءت كورونا الي بغزة في ظل سياسة خنق اسرائيلي خطيرة وقاسية تكاد تكون هي الاقسي منذ اربع عشر عاما حتى الان في محاولة لتركيع غزة وحصول إسرائيل على هدنة بلا ثمن كبير تطالب به حماس .  يبدو ان اسرائيل لا تريد الاقتناع بأن شيئا ما تغير في غزة وما عادت معادلة الهدوء مقابل الهدوء صالحة للعمل  ولا  اي من الحلول الترقيعية ولا حتي أموال قطر التي تدفعها  نيابة عن إسرائيل لشراء الهدوء , ولا تريد اسرائيل ان تفهم ان الكورونا عامل اصرار إضافي لحماس لتواصل الثبات عند مطالبها برفع الحصار كاملاً عن غزة وليس العكس . 

محادثات التوصل لتهدئة قبل كورونا كانت شيء وفي ظل كورونا اصبحت شيئا آخر مستجدات الجائحة التي ضربت غزة وفرضت نفسها علي أي تفاهمات قد يتوصل اليها الوسطاء بين حماس واسرائيل لذلك كانت محادثات الوفد المصري صعبة ولم تحقق اي اختراق لاستعادة الهدوء بين الطرفين حتي بدا ان المصريين تنحوا جانبا لبعض الوقت لفتح الطريق امام العمادي ليجرب محاولاته مع غزة مستخدما ملايين الدولارات .  لم يستطع العمادي الوصول اختراق إيجابي لاتفاق تهدئة جديد بين غزة واسرائيل , المفاوضات مازالت تجري والقطاع يعيش حالة من الطوارئ ومنع تجول وشح في المستلزمات الطبية والعلاجات للكورونا وغيرها وانقطاع شبه تام للكهرباء  .كان العمادي يامل ان توافق حماس علي مقترحات قطرية إسرائيلية بتمديد المنحة لعام وإعادة إدخال الوقود لمحطة الكهرباء وفتح معبر كرم ابو سالم أمام مواد البناء والسلع الاخري التي منعتها إسرائيل مؤخرا علي خلفية البالونات المفخخة . اعتقد ان العمادي لا يملك ان يرفع حصار ولا يمتلك اكثر من مفاوضات برؤيا اسرائيلية لا اكثر ولا اقل وهو لم ياتي لصالح المقاومة ولا من اجل الوقوف مع اهل غزة في ظل جائحة الكورونا لذا غضب من طلبات حماس  برفع الحصار كاملا واعتبر ان سقف مطالب حماس مرتفع  .  اعتقد ان العمادي جاء للحصول علي هدوء بثمن ترفضه الفصائل الفلسطينية الان وهو ثمن قديم , اكثر ما يملكه  هذا الرجل  المنحة القطرية . موقف حماس الان بات أكثر اصراراً على تحقيق رفع  الحصار لتتمكن غزة من العيش ووقف الانهيار الشامل اقتصاديا واجتماعيا وصحيا في ظل تفشي فيروس كورونا  وخضوع المجتمع لاغلاق طويل , الكورونا كانت دافع لان تثبت حماس عند طلباتها القديمة بالاضافة لادخال اجهزة تنفس اصطناعي وكافة المستلزمات الطبية لمعالجة مصابي الكورونا  الا ان اسرائيل باتت توظف الكورونا كعامل ضاغط علي حماس  الي جانب باقي العوامل كاغلاق معبر كرم ابو سالم والبحر لتقبل حماس ببعض التسهيلات ليس اكثر مقابل فرض حالة هدوء علي حدود غزة .

ان الرسائل الاخيرة التي ارسلتها اسرائيل للمقاومة بغزة  بشرط وقف البلونات الحارقة وتحقيق معادلة الهدوء مقابل الهدوء لتوافق اسرائيل علي مساعدة غزة للتغلب علي تفشي فيروس كورونا  والعودة للتفاهمات السابقة هي شروط تعقد المشهد وتدلل ان اسرائيل لا تنوي بالمطلق الاستجابة  لطلبات المقاومة ورفع الحصار وحل مشاكل غزة  حتي لو ادي ذلك لجولة مواجه جديدة  . لهذا فان تعثر المباحثات قد يؤدي لنفاذ صبر المقاومة التي لا نتوقع ان تخفض سقف طلباتها امام تعنت اسرائيل وتهديداتها بالحرب. في اسرائيل يعتبروا ان المباحثات لم تصل لطريق مسدود مع انها لم تنجح حتي الان  وبات واضحا ان  إسرائيلتستخدم   الكورونا والوقت للضغط علي حماس لتقبل بالهدوء مقابل الهدوء مع الاستمرار في الاستعداد لسيناريو اللجوء لضربة عسكرية  قصيرة وقاسية ومحسوبة بدقة تخطط لها اسرائيل قد تندلع علي اثر تنفيذ اسرائيل  لاغتيال كبير تريد من خلاله ردع حماس وتخفيض سقف طلباتها حسب رؤية المستوى السياسي الإسرائيلي ومن ثم الإيعاز  للوسطاء من جديد  للبدء بمحادثات جديدة تبدأ بوقف اطلاق النار  وتجديد تفاهمات التهدئة لفترة من الزمن  . وهنا علينا ان نأخذ بالحسبان ان تفشي الوباء لا يمكن ان يعيق اقدام اسرائيل علي تنفيذ سيناريوهات عسكرية محدودة  تقايض فيها غزة بكل شيء مقابل ان توظف المقاومة كل ما لديها لحالة هدوء علي الحدود ... انها معادلة مرفوضة  لن يقبل بها احد وستكسرها المقاومة , الباب  لم يغلق امام الوسطاء جميعا سواء المصريين او القطرين او ميلادينوف الا ان التدخل للوسطاء سيشهد كثافة اذا ما حدثت المواجهة العسكرية في غزة  واعتقد ان المقاومة لن ـابه للتهديد وشروط اسرائيل  وتوقف التنغيص على الاحتلال بالبالونات الحارقة والمفخخة   اولا ً وسوف تستمر المقاومة الشعبية علي الحدود  وبكثافة وان تطلب الامر اكثر على المقاومة ان لا تفعل لان القادم لغزة في ظل كورونا صعب يتطلب كسر معادلات إسرائيل البالية  .

[email protected]

التعليقات