الرغبة والحظ والنجاح

الرغبة والحظ والنجاح
الرغبة والحظ والنجاح
د.يسر الغريسي حجازي

"الحظ هو نتاج أفكارنا، فكلما كانا أكثر تماسكًا وخيرًا  زادت فرصنا في تحقيق أهدافنا. كما يرسم الحظ الاهتزازات الإيجابية التي نتواصل معها، و كلما كانت قوىة كلما وصلنا إلى النجاح والامتنان."  

ما هو الحظ ومن هم المحظوظون و بماذا يتميزون؟ هل هناك رابط احتمالي بين الصدفة والإنجاز الناجح؟ غالبًا ما نتحدث من حولنا ان الحظ ابتسم لأشخاص معينين عندما تتكلل مشاريعهم بالنجاح. ويحدث ذلك في جميع الأعمار وفي مراحل مختلفة من الحياة، لدرجة أننا نعتقد أن فرصنا في النجاح في أي مجال من مجالات مرتبطة بالحظ الخالص مثل اليناصيب. وبصبح معتقد معتمد من الكبار والصغار ليمتد الي ثقافة سائدة تزرع الاحباط والحسد والغيرة. وذلك الشعور يتربي عليه الانسان من الطفولة ثم ينموا معنا ليتسلل في عقولنا. في كتابه عن حركة الفكر الجديد ، استخدم ويليام ووكر أتكينسون (1906) عبارة "اهتزاز الفكر أو قانون الجذب"، مشيرًا إلى أن "المماثل يجذب المتشابه". وبالتالي ، فإن الحظ هو مفهوم متعلق بقانون الجذب، الذي يعتمد الإيمان به على أفكار الناس. تحدد الأفكار الطاقة النقية، و التي تجذب طاقة مماثلة. وهذا يفسر لماذا من خلال التركيز على الأفكار الإيجابية ننتهي بنتائج إيجابية. خلاف ذلك، لن تنجح الأفكار السلبية لأنها ستجذب الطاقة السلبية إلينا. لذلك فنحن وحدنا المسؤولون عما يحدث لنا، وهذا يحدث وفقًا لحالة الادراك. في القوانين الروحية العالمية منذ القرن التاسع عشر، من الضروري حمل المعتقدات المزودة بالمنطق والتحليل الجيد، من أجل تنظيم أفكارنا وإعادة الصياغة المعرفية وفقًا للحجج الأصيلة.

نحن بحاجة إلى أن نكون التغيير الإيجابي، الذي نريد الحصول عليه لتحقيق اهدافنا والوصول الي الرضا. فقط ان لا نخلط بين المشاعر والحقائق الصعبة وان لا نقع في غيرة التقليد الاعمي، حتي لا نقع في شراك الصراع الداخلي وخيبة الامل. كما ان الاجرار الي مرارة الحياة والكرب، يبعد التركيز على الاشياء التي نحب القيام بها. ولا بدا من وضح النوايا الصادقة، وجعلها الهدف الذي نريد الوصول اليه. كما تنبعث هذه الاهتزازات من تدفق الطاقة لدينا، حتى نتمكن من تحقيق الحلم. من الضروري رسم خطة على قطعة من الورق، لرسم الاستعارة التي نريد تحقيقها حتى نصل إلى صورة مشابهة لواقع أهدافنا. على سبيل المثال، لا يمكننا اجتياز الاختبارات إذا لم نخصص وقتًا للتعلم، أو إذا لم نكن مقتنعين بالموضوعات التي نتعلمها. في قانون الجذب، هناك ضرورة لمواءمة الآمال مع الدوافع والتوقعات. ولكن أيضًا، الاتساق في التفكير ضروري. لأن التمييز بين ما هو موثوق به وما هو غير ذلك، يسمح لنا ببناء معتقدات قوية وذبذبات إيجابية تزيد من قدرتنا على النجاح. يمكننا أن نحلم ونتصور ونختار ونتقن هذه الحالة المجازية، لنصنع سعادتنا ونعيش مغامرات رائعة. ما نحتاج إلى فهمه، هو أن النوايا الحسنة هي جزء من النجاح لأن امتلاكها النوايا يسمح بالحصول على نظرة ثاقبة في جمع المعلومات. من المهم أن نؤمن بأهدافنا لتكون ناجحة. لكننا سنعرض الهدف للخطر، إذا كانت لدينا شكوك داخلية في تحقيقه. إذا كان هناك صوت داخلي يخبرك بهدوء أنك تسير في الطريق الخطأ، فتوقف فورًا عن اتباع هدفك لأنه لن ينجح. كما ان الاتصال بالهدف يساهم في عملية التركيز، و الاهتزازات النشطة والاستبصار في ما نريد تحقيقه. نتعلم أن نكون محظوظين، مثلما اقنعونا أننا غير محظوظين وأن مصيرنا هو الفقر والفشل والامراض النفسية. من خلق هذا الاعتقاد؟ هم الذين سرقوا كل الفرص وأحلام الآخرين، وكل الاحتمالات الرياضية والطريقة التي يكون بها المرء في المجتمع. أولئك الذين تسببوا بزرع سوء الحظ، جعلوا سعادتهم و من هم من حولهم هدف حياتهم. إنه الاحتمال الوحيد الذي يمكن أن يوضح، أنه لو كنا نعيش في عالم يسوده العدل، كانت ستكون النتائج غير تلك التي نشاهدها في العالم العربي من الغناء الفاحش الي الفقر المدقع. فسيكون هناك خبز للجميع وفرص متساوية لجميع. ان سوء الحظ في الواقع هو حرمانك من هذه الحقوق، و هذه الأحلام ومن قطعة الخبز المقدسة.

التعليقات