أسيراتنا.. قهرن السجان

أسيراتنا.. قهرن السجان
أسيراتنا.. قهرن السجان
الكاتب الصحفى جلال نشوان

شلال من التضحيات والعذابات التى تعرضت لها الأسيرة الفلسطينية من سجانى المحتل الإسرائيلى الذين لا يعرفون الإنسانية، والرحمة

قلوب تكاد قسوتها تفوق الصخر فى قوته وجبروته ورغم كل ذلك انتصرن عليهم وضربن اروع نماذج الصمود والتحدي وحولن السجون إلى مدارس ثقافية وتنظيمية وفكرية ....

لنحلق فى فضاءات الانتماء للوطن ونقترب بشموخ وغبطة واعتزاز لنشاهد أسمى ما عرفت الإنسانية من ابداع وتفان وإخلاص

تجارب رائدة ،أسيراتنا المناضلات اللائي اصبحن جزء من الصراع المرير مع المحتل، وقاتلن جنبا إلى جنب مع ابطالنا الاسرى عمالقة النضال ...تلك التجارب التي أضحت تجارب عظيمة ونبراسا للجميع ...

لم تردعها التقاليد الاجتماعية ولم تثنها أساليب الجلاد اللاإنسانية والقمعية ،بل انطلقت بعزيمتها وصلابة إرادتها لتضيف بصماتها على جبين الوطن واضعة باعتبارها انه لا حياة الأ بك يافلسطين ...وعلى الغرباء العودة من حيث أتوا...

عشرات الأسيرات يقبعن فى ظروف قاسية ومريرة ويتعرض لانتهاكات صارخة كالعزل الانفرادى والإهمال الطبى والعديد من الممارسات التى تتنافى مع أبسط المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية

لقد تعرضن الماجدات الأسيرات لأساليب لشتى أصناف التعذيب الجسدى والنفسى بهدف تركيعهن واستسلامهن وتحويلهن إلى نساء محطمات وضعيفات أثناء الاعتقال على يد المجرمين السجانين والسجانات ،إلا انهن خرجن بعزيمة اقوى وبتجارب نضالية أضافت الكثير للحركة الوطنية الفلسطينية ،

إحدى وأربعون أسيرة مازلن معتقلات حتى يومنا هذا ،ثماني اسيرات محكومات بأحكام عالية يتراوح الحكم ما بين عشرة سنوات وأكثر

لقد أكدت تجربة الأسيرات المناضلات عمق وكثافة هذه التجربة التى خاضتها الأسيرة لكل مكوناتها النفسية لتحافظ على كرامتها وهويتها ونضالاتها،لتضيف للإنسانية جمعاء إرثا وطنيا عظيما تدرسه الأجيال

لقد تجلت كل معانى البطولة والفداء وهى تقف شامخة ،قائدة، تدافع عن الوطن بكل كبرياء وشموخ،منطلقة من قناعتها الراسخة بأن الوطن يحتاج نضالاتها جنبا إلى جنب مع زوجها واخيها وابنها الرجل، فأسقطت كل نظريات المحتلين الغزاة الذين استخدموها المجرمين الذين مارسوا الاضطهاد المنظم وأساليب التركيع ،فغدت شجاعة مقاتلة ،عظيمة نالت احترام كل الاحرار والشرفاء فى العالم

ان هذا الزخم من العطاء والصمود يجعلنا نفكر كثيرا لكى نرتقى بها ونحفظ حقوقها لتشارك فى معركة التحرير والبناء

وهذه مسؤولية وطنية على الجميع ان يضع الخطط الوطنية لتشريع القوانين التي تجعلها مواطنة لها حقوق وعليها واجبات ..

التعليقات