مؤتمر طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية يواصل أعماله عن بُعد

رام الله - دنيا الوطن
يتواصل انعقاد جلسات مؤتمر "طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية" عن بُعد، من خلال تقنيات الاتصال المرئي والبث المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وقد انطلقت أعمال اليوم الثاني من المؤتمر يوم الإثنين 10 آب/ أغسطس 2020، عبر تطبيق زوم؛ وذلك في مسارين هما مسار "دراسات النزاع ما بعد النزاع" و"الاقتصاد والمالية". استعرض ننار هواش ورقته بعنوان "إعادة النظر في استراتيجيات القدرة على الصمود: دراسة لقدرة النظام والميليشيات التابعة على الصمود في الحرب الأهلية السوريَة"، حيث بحث في وظيفة الدولة والميليشيا التابعة لها واحتكارها للعنف في حالة الحرب الأهلية في سورية، مشيرًا إلى حساسية تسليم الميليشيات المساندة بالقوّة والعنف الملازمين تقليديًا لوظيفة الدولة وسيادتها؛ وذلك بالاستعانة بإطار نظرّي يشمل مساهمات كل من شليخت وفوكو وفيبر وايزنشتادت. وضمن نفس المسار، قدمّ صلاح شريف ورقته بعنوان "نزع الصفة الانسانية عن حرب الطائرات دون طيار"، والتي تناول من خلالها مساهمة التكنولوجيا، مختزلة في حرب الطائرات المسيّرة بدون طيار (درونز) في تحويل الحرب من شكل النزاع المحدود بمدة زمنية ومواقع جغرافية معيّنة، إلى نزاع ممتدّ عبر مناطق واسعة ونطاق زماني غير معروف أجله، باستخدام هذه الطائرات التي تمتلك خصائص قتالية قادرة على تحديد هويّة العدوّ على نحوٍ يؤدي إلى خلقِ تجريد إنساني جزئي؛ أي حجب الإنسانية عن المقاتل. ويعني هذا انخفاض مقاومة القتل، ووجود استعداد أكبر للانخراط في عمليات عسكرية. وفي مسار "الاقتصاد والمالية"، عرض مصطفى نور اللّه ورقته بعنوان "فهم ثقة الشباب الفورية بالعملة الرقمية غير السيادية"، والتي بيّن فيها إمكانية تطبيق "النظرية الموحدة" و"النظرية المالية السلوكية" في تحليل العوامل ونمذجة المعادلة الهيكلية لاختبار الفرضيات مسلطًا الضوء على العلاقات بين العوامل المدروسة والآثار.

وتابع مسار "الاقتصاد والمالية" أعماله في اليوم الثالث من المؤتمر (الثلاثاء 11 آب/ أغسطس) مع الباحث محمد الأسدي بورقة عنوانها "تمويل إعادة الإعمار في البلدان المتضررة من النزاعات"، حيث استعرض أهمية بناء المؤسسات والسعي إلى توفير تسوية سلمية في بلدان النزاع للحصول على اقتصاد مستدام يؤدي إلى استقرار مالي. وناقشت أمينة إدريسي شواهدي ورقتها بعنوان "شروط تطبيق معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام: دراسة مقارنة بين المغرب وبلجيكا"، حيث ناقشت مفهوم المحاسبة المالية ودور المنظمات في تطبيق قواعد الشفافية والفاعلية والجودة، مشيرة إلى أهمية توظيف السياق الجغرافي والسياسي في هذه العملية. واختتم الباحث أنس فسيح المسار بورقته "سياسات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: مقارنة بين المغرب والإمارات"، قارن من خلالها بين طرق توجّه السياسات الصينية والألمانية في الطاقة المستدامة لصوغ سياسات تحويل الطاقة في كلا البلدين، معتمدًا على المنهج المقارن في التحليل الاقتصادي.

وفي مسار "النظرية السياسية" تناولت الباحثة ندى برادة "كفاح الشباب للبقاء: تأطير الممارسات اليومية المؤثرة للشباب المغربي"، حيث بينت فيها تأثير الخطاب الإعلامي والسياسي الغربي في شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد عام 2011.

احتوى اليوم الرابع من المؤتمر (الأربعاء 12 آب/ أغسطس 2020) على مسارين، جاء الأول بعنوان "دراسات فلسطين"، قدم من خلاله خالد عنبتاوي ورقته "الفضاء الطائفي: تمثيلاته وتصوراته وجدلية الاستعمار الاستيطاني في فلسطين المحتلة عام 1948". وركز على فهم البناء السوسيولوجي للفضاء الطائفي داخل البلدات والقرى الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية عام 1948 في سياق البحث في تمثّلات وتمظهرات الطائفية داخل البلدات على مستويات التنظيم السياسي المحلي، والفضاء السياسي والمكاني المحلي. وتتبع في ورقته التمظهرات الطائفية ضمن الحيّز المكاني الذي يقطنه، في سبيل فهم السياق السياسي للمجتمع الفلسطيني في الداخل بوصفه واقعًا استعماريًا - استيطانيًا يقوم على المحو.

وناقش سعيد الغازي اليملاحي ورقته بعنوان "السياسة الدينية لنظام الحماية الإسبانية في شمال المغرب"، ضمن أعمال مسار "التاريخ". وركز على دراسة بنية الدولة الكاثوليكية الإسبانية وكيف أنها استطاعت في ظروف تاريخية معيّنة حُكم إقليم غالبية سكانه من المسلمين بأسلوب حكم لا يعارض معتقداتهم الروحية ومؤسساتهم الدينية. وتنتمي هذه الدراسة إلى الأنثروبولوجيا التاريخية؛ إذ تحاول تحديد طبيعة نظام الحماية الاستعماري من جهة، ومراكز النفوذ الديني في المجتمع المغربي من جهة أخرى، وتفسير كيفية تمكّن الخطاب الأيديولوجي من تدجين المؤسسات الدينية سياسيًا واجتماعيًا في تلك الأقاليم بمدة وجيزة.

وفي إطار تفاعلي عبر منصات التواصل الاجتماعي ومنصات النفاذ الرقمي، يواصل المركز العربي أعمال المؤتمر خلال الأيام القادمة لاستكمال عرض أوراق الطلاب المشاركين ونقاشها مع نخبة أكاديمية من أساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وباحثي المركز العربي.