هل ستهرب لبنان من نار الفساد الحكومي إلى أحضان الانتداب الفرنسي؟

هل ستهرب لبنان من نار الفساد الحكومي إلى أحضان الانتداب الفرنسي؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
تسارعت الأحداث على الساحة اللبنانية، بعد تفجير مرفأ لبنان مطلع الأسبوع، من استقبال اللبنانيين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته لبيروت المنكوبة، استقبال البطل، مطالبينه بإنقاذهم من الفساد المنتشر والانهيار الاقتصادي، مروراً بدفع حكومة حسان دياب إلى الاستقالة، وليس إنتهاء بالنزول في مظاهرات في الشوارع ضد الفساد، ومطالبة بالانتخابات، فلبنان إلى أين؟

تدخل فرنسي قوي

رأت الكاتبة والمحللة السياسية، ريهام عودة، أن الأمور في لبنان متجهة إلى أزمة داخلية كبيرة، وربما إلى انهيار في النظام السياسي الموجود حالياً في لبنان، المظاهرات في شوارع بيروت ستستمر إلى أن يتم تغيير النظام السياسي بأكمله.

وقالت عودة خلال حديثها مع "دنيا الوطن": ما لم يتم الإعلان عن انتخابات جديدة، برلمانية ورئاسية، لن يكون هناك حل في لبنان، الحل الوحيد الآن أمام اللبنانيين، هو الإعلان عن انتخابات مبكرة، سواء على المستوى البرلماني أو الرئاسي، لأن هناك اتهامات تطال حتى رئيس الدولة، وأعضاء الحكومة.

وأشارت إلى أن الوضع متأزم جداً في لبنان، وهناك عدة احتمالات كبيرة لانهيار النظام السياسي بأكمله، وأن يتم الاستعداد لانتخابات جديدة.

وحول التدخل الفرنسي: قالت: التدخل الفرنسي سوف يكون قوياً، وخاصة عندما قال الرئيس الفرنسي ماكرون: إن هناك رغبة شعبية كبيرة من اللبنانيين لعودة التدخل الفرنسي بشكل قوي، وهي ظاهرة جديدة، فمن المستغرب أن تدعو دول إلى تدخل أجنبي، ولكن بسبب سوء الأوضاع في لبنان، وعدم ثقة المواطن بحكومته ورئاسته، جاء طلبهم بالتدخل الأجنبي في بلادهم.

وأضافت: "التدخل الفرنسي في لبنان، ربما يكون على المستوى الإنساني، كتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، وربما يكون أيضاً على المستوى السياسي من خلال محاولة فرض عقوبات على المسؤولين عن الفساد في لبنان، وربما تكون عقوبات دولية أو أوروبية، تتعلق بحرية السفر والحركة، أو تجميد أرصدة بنوك بعض السياسيين في البنوك الأوروبية".

لبنان واعٍ للمؤامرة

وقال الكاتب الأردني محمد الكيلاني: لبنان تذهب إلى المجهول بعد تفجير مرفاً لبنان، التفجير كان فوق المتوقع، ولكن الغريب في الموضوع، أن الجميع يحاول أن يُبرئ إسرائيل من هذا الأمر، سواء أكانت إسرائيل قد فعلتها أم لم تفعلها، يجب أن نقول إنها فعلتها، وللتصعيد الأخير في قطاع غزة علاقة في الموضوع، وربما تُصعد الأمور في لبنان، بعد أن رأتها تضعف داخلياً.

واستبعد الكيلاني خلال حديثه مع "دنيا الوطن" أن تذهب لبنان إلى حرب أهلية هذه الفترة، لأن الشعب واعٍ بشكل تام، ويعلم أن هناك مؤامرة خارجية في الموضوع، ولن ينجرَ إلى حرب أهلية، بل سيحارب الفساد بشكل منطقي، لأن الفساد أصبح أكبر من الحكومة.

وأشار إلى أن وقف الشعب اللبناني ضد الفساد، سيذهب بهم إلى حكومة جديدة، تُرضي جميع الأطراف اللبنانية.

ورأى أن التدخل الفرنسي في لبنان، يعني احتلالاً جديداً، ولن يكون له فعلياً تأثير كبير كما هو واضح، هناك بعض الأشخاص ينادون بهذا الأمر في لبنان، ولكن لا أتوقع أن يكون هناك استعمار جديد للبنان، فالشعب واعٍ، ويعرف إلى أن يذهب، وما الذي يريده. 

التدخل الفرنسي موافق عليه 

وقال الكاتب اللبناني، حسام عرار: الطرح الذي تقدم به الرئيس حسن دياب، في إعلانه عن فكرة انتخابات مبكرة، إلى أن القوى الأكثرية رفضت هذه الفكرة، ودعت إلى عقد جلسة نيابية وإسقاط الحكومة في مجلس النواب، إلا أنه كان أسرع منهم، وأعلن استقالته.

وأشار عرار خلال حديثه مع "دنيا الوطن" إلى أن الأمور في لبنان ذاهبه في اتجاه حكومة وحدة، وإذا لم تكن وحدة وطنية فربما تكون حكومة حيادية، مستدركاً: "إلا أنه بهذه الطريقة ستدخل لبنان إلى المجهول، وإلى مؤتمر تأسيسي وانتخابات نيابية مبكرة، ويحدث انفلات في الوضع، ولا يكون هناك سناريو واضح للرؤية".

وأكد على أن التدخل الفرنسي، جاء بموافقة الأغلبية اللبنانية، وبموافقة (حزب الله)، مشيراً إلى أن التدخل الفرنسي، سيكون ملموساً من الناحية الإنسانية، ومن ناحية مساعدة الجيش اللبناني، وبأمور تطلبها الدولة، متمماً: "إلا أن تجربة الأمريكان المارينز في بيروت، وخروجهم محملين، لا تشجع أي شخص بأن يأتي على بيروت كقوة متفق أو مرحب فيها في بيروت". 

التعليقات