محللون: (لبنان) أيام "سوداء" قادمة ما بين رحيل الحكومة أو نزع سلاح (حزب الله)

محللون: (لبنان) أيام "سوداء" قادمة ما بين رحيل الحكومة أو نزع سلاح (حزب الله)
جانب من تفجير ميناء لبنان
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
يعيش لبنان اليوم حداداً وطنياً على أرواح 100 قتيل، وقعوا في انفجار طن من (نترات الأمونيوم) كانت مخزنة في مستودعات ميناء بيروت منذ ست سنوات، دون إجراءات السلامة، أمس الثلاثاء، عدا عن إصابة قرابة أربعة آلاف شخص في الحادث المريع، ويبقى السؤال الآن.. لبنان إلى أين؟

الحكومة اللبنانية سترحل

قال الكاتب والمحلل السياسي، حمادة فراعنة: لا شك بأن هذا التفجير مأساة كبيرة على لبنان، لعدة أسباب أولها: عدد الخسائر البشرية من شهداء وجرحى، بالإضافة لحجم الخسائر المادية، وأخيراً من ناحية التوقيت، فالانفجار جاء في هذه المرحلة العصيبة سياسياً واقتصاديا في لبنان.

وأضاف فراعنة لـ "دنيا الوطن": "لا شك بأن ما حدث مصيبة كبيرة ومركبة، قد يكون لها تأثير كبير وقد يكون لها تداعيات على الوضع اللبناني، فهناك مناشدات من قبل رئيس الوزراء اللبناني للحصول على دعم من الأشقاء والأصدقاء، وأيضاً هناك قرار حازم بأن من يتحمل مسؤولية هذا الانفجار سواء أكان بسبب تقصير أو كان عملاً تخريبياً، سيكون هناك حسابات مترتبة على هذا العمل".

وتوقع أن يفاقم الانفجار من مشاكل ومتاعب الشعب اللبناني، فأكثر من 50% من الأسر اللبنانية، تحت حد الفقر، وهنالك حصارات سياسية واقتصادية مفروضة على لبنان، بالإضافة إلى أنه يدفع ثمن القرار التعسفي بشأن سوريا (عقوبات قيصر)، وهذا كله يؤدي إلى حالة من التداعيات.

وأكمل: قد يكون أيضاً هناك تداعيات داخلية، فيما يتعلق بالائتلاف الذي تتشكل منه الحكومة، الخلفية البرلمانية لهذه الحكومة، قد تكون هناك تداعيات في كيفية معالجة هذا الوضع، وأيضاً معالجة معظم الوضع السياسي، وهناك مطالبات للضغط على (حزب الله) بأن يكون حزباً مدنياً وليس مسلحاً، والحزب يرفض، فلا شك أن كل تلك الأمور ربما ستؤدي إلى تفكفك هذه الحكومة ورحيلها.

الكل سيخضع لمصلحة لبنان العليا

قال المحلل السياسي المصري سامح عسكر: المكان الذي استُهدف تم اختياره بشكل مُحدد، فبيروت هي أكبر مدينة في العالم تحوي على نسب متساوية من المجتمع السُني والمجتمع الشيعي والمجتمع المسيحي، وأرى أنه ليس حادثاً عرضياً، لكنه استهداف، والدليل بأن السفارة الكندية، قالت إن الحادث نتيجة قنبلة هجومية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد على ذلك الأمر.

وأضاف عسكر لـ"دنيا الوطن": "عشرات الفيديوهات التي صورت الحدث، أظهرت صواريخ أو طائرات مسيرة أو شيء من هذا القبيل، هو الذي تسبب بالانفجارات، هذا بالإضافة إلى مئات التحليلات حول العالم تقول: إن الحادث مُدبر".

وأوضح المحلل عسكر، أن إسرائيل كانت تُهدد بضرب البنية التحتية اللبنانية منذ عدة أيام، فربما إسرائيل قد استشعرت الخطر عند رد (حزب الله) على أحد جنودها منذ عدة أيام، فقررت أن تضرب ضربة استباقية.

واستردك قائلاً: وجود آلاف الأطنان من مادة متفجرة في مكان مدني منذ ست سنوات، يعني بكل وضوح وجود فساد في الدولة اللبنانية، متمماً: "نحن نقول إن الحادث هجومي، ولكن وجود فساد في الدولة اللبنانية، أدى إلى نجاح هذا الهجوم".

وحول لبنان ما بعد التفجير، رأى أن جميع القوى اللبنانية، ليست بالقوى التي ترغب في فرض هيمنتها على البقية، فالكل سيخضع إلى مصلحة لبنان العليا، سواء حزب الله أو تيار المستقبل أو الأحزاب المسيحية الأخرى، فكل تلك الأحزاب استنفدت قواها في الصراعات الدامية الماضية، ولم يعد هناك تدخل إقليمي أو دولي قوي كما كان منذ 10 سنوات.

وختم: التدخل الإقليمي الآن ضعيف جداً، يكاد ينحصر الآن في الدولة الإيرانية، وصراعها مع إسرائيل، وهناك ترقب لرد (حزب الله) وهذا الترقب يُضعف الداخل الإسرائيلي، ويضعف حكومة نتنياهو.

أيام سوداء على بيروت

وقال المحلل اللبناني، حسام عرار: هذا الحادث أثبت اهتراء الدولة اللبنانية ونظامها، فهذا الإهمال الموجود في ميناء بيروت هو ما أدى للانفجار، ولولا لطف الله أن المرفئ كان على الشاطئ اللبناني، فضغط الانفجار كان بنسبة 60% ناحية الماء، و30% إلى 40% جاء على اليابسة، وكانت النتيجة 100 شهيد وأربع آلاف جريح وخسائر بالمليارات.

وأضاف عرار لـ"دنيا الوطن": " اليوم الشعب اللبناني أوعى من حكومته، وأوعى من إدارته، فكان هناك تعاضض من قبل الشعب مع بعضه البعض، وفتح الجميع في الشمال والجنوب منازلهم للمنكوبين، وفي النهاية المسؤول الأول والأخير هو من أدخل هذه المواد على البلد".

وأوضح، أن الدولة قد أخذت قراراً خلال الأسابيع القادمة بأن لبنان سيكون في حالة (طوارئ)، وبالتالي ستحكم قيادة الجيش البلد، وأعطيت قيادة الجيش مهلة لـخمسة أيام، يتم خلالها التحقيق ومحاكمة المسؤول عن ذلك الانفجار.

وتوقع أن تُقبل لبنان على عبء اقتصادي جديد، رغم الاقتصاد الصعب الذي يعيشه البلد، مشيراً إلى أن تلك الضربة قد ضربت الاقتصاد لسنوات مقبلة.

وأكمل: الأيام المقبلة، ستكون أياماً صعبة وسوداء، غير صعوبات الأيام الطبيعية التي يعشيها لبنان بسبب العقوبات الأمريكية، وبعض الدول العربية عليها، ورب ضارة نافعة، فممكن أن يؤدي هذا الحادث إلى كسر العقوبات الأمريكية، ومن الممكن لبعض الدول الأوروبية والعربية، أن تتجرأ وتقدم المساعدة للبنان.

التعليقات