المطران حنا: سنبقى حاملين لرسالة المحبة والاخوة الانسانية مدافعين عن تاريخنا وتراثنا

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا لم نكن في يوم من الايام تابعين لاية جهة سياسية او حزب او فصيل بل انتماءنا هو اولا وقبل كل شيء لكنيستنا ولايماننا ولتراثنا المسيحي المشرقي العريق وانطلاقا من ايماننا المسيحي القويم نحن ننتمي الى هذا الوطن والى هذا الشعب وندافع عن قضية هذا الشعب العادلة التي يستهدفها جبابرة هذا العالم ويتآمرون عليها بهدف تصفيتها .

لم تكن في يوم من الايام دوافعنا سياسية ولم نسمح في اي يوم من الايام لاحد بأن يملي علينا ماذا يجب ان نقول وماذا يجب ان نفعل ومع من يجب ان نلتقي ومع من لا يجوز ان نلتقي كما اننا لا نتلقى اي دعم من اية جهة في هذا العالم ولا نعمل على الرموت كونترول من اي جهة سياسية وان كنا حريصين على ان نحافظ على علاقة طيبة ومتوازنة مع كافة التيارات والاحزاب الوطنية .

لم نعادي احدا في يوم من الايام ولم نكره احدا في يوم من الايام ونعبر عن مواقفنا دوما بطريقة سلمية حضارية حتى وان قبلها البعض او اغضبت البعض الاخر ، لانه ما يهمنا اولا مرضاة الله وليس مرضاة اية جهة سياسية ايا كانت .

من واجبنا جميعا ان ندافع عن وجودنا المسيحي في هذه الارض المقدسة هذا الحضور الذي يستهدفه الاحتلال وعملاءه ومرتزقته بكافة مسمياتهم واوصافهم ، وما اكثر اولئك الذين يخدمون اجندات الاحتلال وسياساته ويقدمون خدمات مجانية او غير مجانية للاحتلال .

نحن واعون لكل ما يحاك ضدنا وبات واضحا من هو صديقنا ومن هو عدونا ونحن قادرون على التمييز ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود ولكننا نقول ونؤكد مجددا بأن رسالتنا في هذه الارض المقدسة ستبقى رسالة معلمنا الاول ومخلصنا وفادينا الذي علمنا ان نحب بلا حدود وان نتعاطى مع اي انسان بالمحبة والاخوة الانسانية فلا مكان للحقد والكراهية في قلب اي انسان مؤمن .

ان المسامحة في المسيحية لا تعني على الاطلاق القبول بالظلم والممارسات التي تتنافى وقيمنا وتاريخنا وتراثنا .

لقد تعرضنا في الاونة الاخيرة لحملة تحريض لم تنتهي بعد بسبب موقفنا من كنيسة اجيا صوفيا ولاولئك المحرضين اقول بأن موقفنا من هذه المسألة هو موقف ثابت لم ولن يتغير وبدلا من لجوء البعض للغة التحريض والشتائم ندعوهم للغة الحوار الحضاري الاخوي.

نحن لا نخاف من احد وايماننا بالله قوي راسخ فهو الذي يحمينا ويحفظنا ويعضدنا ولن نتخلى عن قيم ايماننا ومبادئنا وحقنا في ان ندافع عن تراثنا وتاريخنا وعراقة وجودنا.

لا نقبل أن يفرض علينا احد اجندته ونحن بدورنا لا نفرض على احد موقفنا والاختلافات في وجهات النظر وفي تحليل المواقف والامور هنا وفي اكثر من مكان لا يجوز ان تتحول الى حائل وحاجز يفصلنا عن بعضنا البعض .

لا نضمر الشر لاحد ولا نكره احد حتى اولئك الذين شتمونا وحرضوا علينا نحن نصلي من اجلهم فهذا ما يعلمنا اياه مخلصنا عندما كان معلقا على الصليب حيث قال " يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون " .

لسنا اهل ذمة كما يظن البعض ولسنا اقلية او جالية في وطننا ولسنا ضيوفا عند احد فهذا الوطن هو وطننا وهذا الارض هي ارضنا وهذه القضية هي قضيتنا كما هي قضية كل شعبنا الفلسطيني .

القضية الفلسطينية هي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية كل ابناء شعبنا الفلسطيني وكافة الاحرار من ابناء امتنا العربية والعالم بأسره .

وسنبقى ندافع عن هذه القضية ولن تنحرف بوصلتنا رغما عن وجود الكثيرين من المنحرفين الذين انحرفت بوصلتهم منذ زمن بعيد وهم يظنون انهم قادرون على ان يعملوا على انحراف البوصلة عند الاخرين.

ايماننا المسيحي يعلمنا ان ندافع عن المظلومين وان نكون لسان حال كل انسان معذب ومظلوم في هذا العالم وانطلاقا من قيمنا الايمانية سنبقى ندافع عن الشعب الفلسطيني وسنبقى ندافع عن القدس ومقدساتها واوقافها ولن تؤثر علينا اية شتائم او اي تحريض هدفه حرف البوصلة باتجاهات غير صحيحة .

ندرك جيدا بأننا اصحاب رسالة في هذه الارض المقدسة ولن نتخلى عن هذه الرسالة وسنبقى حاملين لقيم ايماننا ومدافعين عن مقدساتنا ونذكر من يحتاجون الى تذكير بأن اوقافنا الارثوذكسية في باب الخليل مستهدفة اليوم اكثر من اي وقت مضى كما هو حال كل المقدسات والاوقاف في مدينتنا المقدسة .