اعترافات نادرة للسادات.. عمل شيالًا وجسد هارون الرشيد

كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات يحب السينما والفن، وكشف عن هذا في مقال نشر في جريدة "الجمهورية"، قال فيه كما نقلت "الدستور": إنه عندما كان في المرحلة الثانوية تكونت في المدرسة فرقة تمثيلية كان هو ضمن أفرادها، وشارك في مسرحيتين إحداهما فكاهية.

حصل "السادات" على دورين إحداهما في الدراما وكان اسمه فيه "جيروم"، والآخر كوميدي وأدى فيه دور مأذون اسمه الشيخ "عزيز"، واحتفظ الرئيس الراحل لسنوات طويلة بصور إعلانات المسرحيتين عليهما صورته.

وأضاف "السادات" في مقاله، أنه أقلع عن هواية التمثيل بعد دخوله الكلية الحربية، لكنه طرد من الجيش بعد 4 سنوات، ودخل المعتقل لأكثر من سنتين، متابعا: "ومن هنا كان على أن أمثل فعلًا أدوارا حقيقية على مسرح الحياة، وأنا هارب حتى لا يقبض علي البوليس، مثلت دور سائق لوري، وجلست مع السواقين في ندواتهم، ضحكت معهم كما يضحكون، وتحدثت إليهم مما يحبون، حتى التدخين فقد كنت أدخن نفس ما يدخنون وهي السيجارة "الهوليوود"، ومثلت دور الشيال، وفي كل هذه الأدوار كنت أكيف نفسي حسب الدور وأعمل المكياج اللازم، فكنت وأنا سائق أرتدي جاكتة وبنطلونا عاديين وطاقية صوف ذات ركنين لكي تغطي الأذن".

في ذلك الوقت، كان الرئيس الراحل أطلق على نفسه اسم "محمد نور الدين" وأطال لحيته، وتصادف في إحدى المرات، جلس معه على نفس الطاولة مقاول آخر جاء ليتعرف عليه، وكان حج في نفس العام، فجلس يتحدث عما رآه، وبدأ يشرك "السادات" معه في التفاصيل وكأنه كان معه في نفس الرحلة.

شعر "السادات" بالحرج الشديد، فهو لم يذهب مع هذا المقاول إلى الحج، فبدأ يعصر أفكاره، فتذكر إسطوانة الفنانة أسمهان عن الحج "عليك صلاة الله وسلامه"، فبدأ يقول كلمات الأغنية حتى يسيطر على الجو "يا سلام وأمتى عيني تشوف منظركم تاني، يامدنتين فوق الحرمين، وأطول كمان الله طلته، ودقت من زمزم يقين، يا سلام على المدينة ربنا ينولكم القبول".

هرب "السادات" من الموقف، إلى أن جاء قطار التاسعة فاعتذر وانصرف من الجلسة.

روى "السادات" أيضًا في مقاله، أنه أثناء وجوده في المعتقل لم ينس حبه وشغفه بالفن والتمثيل، ففي مذكراته "30 شهرا في السجن"، قال إنه جسد شخصية هارون الرشيد في إحدى السهرات التي نظمها في السجن مع المعتقلين.

وحكى الرئيس محمد نجيب في مذكراته عن "السادات"، وقاله إنه وقت وجوده في منصب قائد اللواء الرابع، كان "السادات" يعمل ضابط إشارة، وكان يتمتع بروح الدعابة، ويميل إلى تقليد الفنانين وقلد أمامه في إحدى المرات الفنان نجيب الريحاني.