دين فلسطين

دين فلسطين
دين فلسطين
بكر أبوبكر

لسنا بالمنساقين وراء من يستغلون الدين لاهواء شخصية او حزبية او مصلحية اقتصادية لتكريس فكر استبدادي امبراطوري هو بالضرورة في مصلحة محاصرة الامة ودفن قضية فلسطين في قاع الاهتمامات.

الاستغلال الحالي للاسلام والدين والطائفة والاستغلال لغباء او بساطة بعض الناس سواء من قبل النظام الحاكم في ايران او النظام الحاكم في تركيا اللذان يحاصران العرب، او حزب "الاخوان المسلمين" يتعاظم هذا الاستغلال مع تقصيرهم الفظيع تجاه فلسطين بحصارهم هذا وتمزيقهم لجسد الأمة.

ولا مقارنة عادلة تقع بين المتنازعين الاقليميين لتدمير الأمة وتمزيقها، وبين دول الأمة العربية على تفتّتها وقصورها وضعفها واهمالها للأمن القومي العربي.

فهي اي الامة العربية حائط فلسطين الاول، وهي القطار الذي نحن فيه القاطرة التي لاتسير بدونه، ونحن منها الطليعة ورأس الرمح، وهي منا ونحن منها، لأننا من هذه التربة وهذه الجغرافيا وهذا التاريخ وهذه الحضارة وهذه الثقافة وهذه اللغة شئنا أم أبينا.

يتساوى بالتقصير دُعاة تيار المقاومة وتصدير الثورة "الطائفية" ولا رصاصة منهم لفلسطين وبالمقابل يحتلون ٤عواصم عربية لمصلحة من؟

يتساوى هؤلاء مع الحالم بامبراطورية غابرة هي بالحقيقة أحد شرايين الامن والاقتصاد الضخم للاسرائيلي اليوم.

ان فلسطين والقدس فقط هي كاشفة الحقائق والنوايا وكل من "يفتّل شنباته" بأي كلام أو شعار يدغدغ العواطف فهو لاقيمة له مادام شريان حياة العدو بين يديه ولا يقطعه عنه،ولا بأي فعل مادي حقيقي.

ان التنازع الاقليمي على جسد الامة العربية من كل من ايران وتركيا (وبالطبع مع العبث الامبريالي الامريكي-الروسي المقصود خدمة للاسرائيلي)هو بالتأكيد ضد فلسطين.

إن التوحد تحت لواء فلسطين هو المذهب والطائفة والدين الحقيقي ففلسطين لا تقبل المتجزئين فينا كفلسطينيين او كعرب او كمسلمين فكيف تقبل تقاتلهم على جسد الامة العربية وفوهات بنادقهم ليست في فلسطين؟

"ان تنصروا الله ينصركم" كما يقول المولى عز وجل، ونصرة الله هذه الأيام السوداء فقط في نصرة فلسطين أولا، ونصرة فلسطين والقدس والأقصى برفعها راية موحَدَة موحِدة دون سواها وقبل سواها.

إن فلسطين لاتقبل الشراكة كغاية وهدف، وتقبل كل أنواع الورود على درب تحريرها.

لذا فإننا لا نفهم استغلال فلسطين من مختلف الأطراف فداء للاطماع الطائفية او الاقليمية او المصلحية الاقتصادية، أو لشرعنة الاستبداد أو النزق أو التآمر.

ان الصراع مع العدو، او مع التناقض الرئيسي، وهو كان وسيظل هو الصراع مع الصهيونية والاستعمار الامريكي الاسرائيلي، وهو صراع لايقبل تنافر الاقليم مع الامة العربية تحت اي مبررات دينية او ثورجية، ولايقيل اعتداءات الاقليم على اي من دول او شعوب الأمة العربية.

إن التنازع الاقليمي المرير والمصلحي فقط وغير القيمي أو الأخلاقي كيفما برر نفسه، ما هو إلا أداة امبريالية-صهيونية لاستمرار احتقار العرب وتدمير الأمة وتخليد العدو الاسرائيلي السيد الأوحد في المنطقة.

عندما تتقاطر الجموع الشعبية والمؤيدة بالأنظمة نحو فلسطين منحّية مصالحها الاقتصادية مع العدو عبر قطع شريان الحياة عنه، ومنحّية علاقاتها العسكرية مع الاسرائيلي، ومتخلّية عن عقلها الطائفي أو عقلها المصلحي الشخصي النَزِق المتآزر مع الاحلام الامبراطورية لاعادة احتلال أمة العرب حينها تختل معادلة السيادة الصهيونية-الامريكية الأبدية على المنطقة وفلسطين.

وعندما يتّعِظ الفلسطينيون فيصبرون ويرابطون ويصابرون ويتوحدون، ولا يتوهون بين الحزبية والسلطوية والتشرذم بين أحضان اللاعبين الاقليميين او الدوليين فيوحدون القوى ويرفعون اللواء تكون فلسطين قاب قوسين أو أدنى من التحرير.

وعندما يتضح الهدف أنه فلسطين أولًا، تجبر شعوبنا الصابرة والناهضة دولها على الاختيار والقرار، وتجبر الدول العربية المتفتتة المتقاتلة في صراعاتها الثانوية على ان تنزع رداء الاستبداد الداخلي او اللاعبين الاقليميين او الدوليين لتكون هي ممثلة لذاتها وتنطلق وراء أرتال الملايين لتحرير القدس وفلسطين.

لا خير في أمة تغطّي عورتها برداء الدين فتستخدمه كالملابس الداخلية، ولاخير في أمة تستجهل شعوبها وتستغبيها تحت شعارات الاسلام العظيم أو غيرها، وهي تطعم التناقض الرئيسي أي الإسرائيلي بملعقة من ذهب.

#بكر_أبوبكر

التعليقات