طالبة تُزوّر شهادة توجيهي ووزارة التعليم تُحوّل الملف للنيابة العامة.. هل تنتهي القضية قريبًا؟

طالبة تُزوّر شهادة توجيهي ووزارة التعليم تُحوّل الملف للنيابة العامة.. هل تنتهي القضية قريبًا؟
الطالبة أسماء النجار
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
أصدرت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، بيان صحفي بشأن الطالبة أسماء النجار والتي جرى تداول مقطع فيديو لها بخصوص خطأ في نتيجة الثانوية العامة الخاصة بها.

وقالت الوزارة في بيان رسمي: "تم تداول فيديو خاص بالطالبة أسماء محمود النجار (طالبة ثانوية عامة)، تدعي فيه هي ووالدها بأن نتيجتها لم تظهر مع نتائج الطلبة يوم السبت الماضي، وأنها لم تجد لها شهادة في المدرسة في اليوم التالي، مثل باقي الطالبات، ثم حصلت على شهادتها بعد مراجعة الوزارة، مدعية بأن هناك تكرار لرقم جلوسها مع رقم آخر".

وأكدت الوزارة في بيانها، أن ما جاء في الفيديو المذكور غير صحيح بالمطلق، وأن نتيجة الطالبة لم تظهر مع الناجحين؛ لأنها راسبة في أربعة مباحث، لافتة إلى أن الطالبة لم تراجع الوزارة بالخصوص، ولم تحصل على أي شهادة كما تدعي.

وأشارت إلى أنه يجري متابعة الموضوع مع الجهات المختصة؛ لاتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة مع كل من له صلة بهذا العمل.

أما الطالبة أسماء النجار ووالدها، فظهرا بمقطع فيديو، قالت فيها الطالبة: "انحرمت من فرحة توجيهي أنا وأهلي يوم الأحد رحت عالمدرسة اشوف النتيجة حكولي ملكيش نتيجة ورحت ع التربية والتعليم قلولي رقم الجلوس مكرر مع شخص آخر، وحكولي يوم الاثنين بتشوفي نتيجة الثلاثاء طلعت نتيجتي وأخدتها".

أما والد الطالبة، فقال: "لم نعرف ابنتنا راسبة أم ناجحة، البنت راحت على المدرسة وعلى التربية والتعليم وعرفوا الخطأ من عندهم وبعدين صححوا القصة والبنت روحت من المدرسة وجابت معها شهادة الثانوية وجابت 82.9% مين بتحمل الخطأ هذا حسبي الله ونعم الوكيل لمين نشكي".

فيما قال وكيل وزارة التربية والتعليم زياد ثابت: إن "موضوع أسماء النجار الآن بين يدي النيابة وحصلنا على الشهادة التي أظهرتها الطالبة وهي لإحدى زميلاتها وعن طريق جهة ما قامت الطالبة بمسح اسم زميلتها على تقنية السكانر ووضعت اسمها في الشهادة".

وأضاف ثابت لـ"دنيا الوطن": "الشهادة بالأساس شهادة زميلتها والعلامات علامات زميلتها وهذا ما يؤكده رقم الهوية الموجود وتاريخ الميلاد، والنيابة العامة تحقق بالموضوع، ونأسف لما ذهبت إليه الطالبة وعائلتها خاصة أن ما تم هو تزوير شهادة رسمية للتربية والتعليم خاصة وأننا نتحدث عن الثانوية العامة التي لا يمكن أن يكون فيها أخطاء".

وأوضح بالقول: "سنعرف من خلال النيابة دوافع الطالبة وتأييد أهلها وقيام بعض الصحفيين بتصويرها بفيديو دون الرجوع لوزارة التربية والتعليم، والإجراءات القانونية ستأخذ مجراها وسنعرف باقي التفاصيل التي ستفصل بها النيابة العامة".  

بدوره، وائل بعلوشة مدير مكتب ائتلاف أمان في قطاع غزة، قال: إن الوزارة اتهمت بأنها مُقصرة في أداء واجبها بملف خطير جدًا، وهو ملف الثانوية العامة، كما أيضًا اتهمت من قبل الفتاة ووالدها بأنها حرمتهما من الفرحة أسوة بطلبة توجيهي، وبالتالي فإن من حق الوزارة عندما ارتأت أن هذا تزويرًا أن تُدافع بنفس الوسيلة.

وأضاف بعلوشة لـ"دنيا الوطن"، أنه إن لم تُصدر وزارة التعليم بغزة، بيانًا، للرأي العام، فستكون مُتهمة من قبل الجميع، وشكل وكيفية ونوع الرد، لا علاقة لنا به، ولكن لا بد من الرد، وبالتالي تم التأكد بأن كلام الوزارة هو الصحيح.

وأشار إلى أنه ممكن أن تلجأ الوزارة إلى أسلوب مخاطبة الأهل والعائلة بأن الطالبة رسبت، لكن يبقى السؤال، هي المجتمع عندئذ سيصدق الوزارة، إن لم تصدر تصريحًا أو بيانًا عبر الإعلام، بل الجميع سيتهمها فعليًا أنها رسبّت الفتاة، ولم تعطها شهادتها المستحقة في نظر الناس.

أما المحلل النفسي درداح الشاعر، فأكد أن كان يجب أن يتم حل القضية بطريقة أفضل من ذلك، وطلاب كُثر في العالم يخطئون، ووزارات عديدة ترتكب أخطاء كبيرة، والأمور تُحل بسهولة، بعيدًا عن الإعلام، ودون الذهاب إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال الشاعر لـ"دنيا الوطن": إنه كان يجب ألا تتطور الأمور بإصدار بيان من الوزارة، ومن ثم تحويل القضية إلى النيابة العامة، وهذا لا يعني أن الطالبة لم تُخطء، أخطأت ولكن كان ممكن حل القضية عند مديرة المدرسة عبر استدعاء ولي أمر الطالبة، واطلاعه على فحوى علامات ابنته، ويمكن بعد ذلك الخروج باعتذار، وكأن شيئّا لم يكن.

وأوضح أن القضية الآن تحوّلت من موضوع شخصي إلى قضية رأي عام، وهذا خطأ، ولا يجوز، ونحن نقول للفتاة ألا تكرر ذلك، والعام المقبل يمكن لها أن تُقدم امتحانات الثانوية العامة، وبإذن الله تنجح وتتفوق.

إلى ذلك، قال الباحث النفسي فضل أبو هين: إنه لربما تكون الطالبة قد أوهمت أهلها بأنها قدمت جيدًا في الامتحانات، وأن ستكون ضمن المتفوقين أو الناجحين في النتائج النهاية، مبينًا أنها عندما تفاجأت بالنتيجة الحقيقية أحبطت نفسيًا، وكُسرت شخصيتها أمام أسرتها.

وأوضح أبو هين لـ"دنيا الوطن"، أنها زوّرت شهادتها كي تُنقذ نفسها أمام الناس وأهلها، وعادة ما يلجأ الشخص لهذا الأسلوب لتعويض شيء غير قادر الوصول اليه، والفتاة لربما لا تستطيع أن تتميز، لا تستطيع أن تتفوق، لا تستطيع أن تفرح كما فرح الآخرون، وبالتالي لجأت لذلك لخداع ذاتها وأهلها، والمجتمع.

وأضاف: "ظنت الفتاة أنها تستطيع أن تخدع وزارة التعليم العالي، لكن الوزارة عندها كافة الأدوات والوسائل التي يمكن لها أن تكشف الحقيقة، فهي يمكنها خداع الجميع إلا الجهة الحكومية".

وأوضح أبو هين، أن تصرف الوزارة، وإصدارها لبيان رسمي يُكذب الطالبة، كان تصرفًا صحيحًا، ولأن الفتاة تحدثت عن ذلك عبر الإعلام، فكان من اللازم أن ترد الوزارة عبر الملأ، هذا من جهة، وتوضح الحقائق للناس، ومن جهة أخرى ترك الموضوع وعدم الرد على الاتهامات سيكون الأمر ظاهرة، ولن يتم ضبطه بسهولة.

 


التعليقات