بعد دعوة مجلس النواب.. هل يتدخل الجيش المصري عسكريًا في ليبيا؟

بعد دعوة مجلس النواب.. هل يتدخل الجيش المصري عسكريًا في ليبيا؟
الجيش المصري
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
دعا مجلس النواب الليبي، يوم الاثنين الماضي، الجيش المصري، للتدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري، إذا رأت أن هناك خطراً يطال الأمن القومي للبلدين.

ورحب مجلس النواب الليبي، برئاسة عقيلة صالح، بكلمة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق بحضور ممثلين عن القبائل الليبية، داعياً إلى تظافر الجهود بين ليبيا ومصر، بما يحقق الأمن والاستقرار في ليبيا.

وجاء في البيان الليبي، أن "مجلس النواب الليبي الممثل الشرعي الوحيد المنتخب من الشعب الليبي والُممثل لإرادته الحرة، يؤكد على ترحيبه بما جاء في كلمة الرئيس المصري، بحضور ممثلين عن القبائل الليبية، وندعو إلى تظافر الجهود بين الشقيقتين ليبيا ومصر، بما يضمن دحر المحتل الغازي، ويحفظ أمننا القومي المشترك، ويُحقق الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة".

وأضاف: "للقوات المسلحة المصرية التدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري، إذا رأت أن هناك خطراً داهماً وشيكاً يطال أمن بلدينا".

وبعد هذه الدعوة، تساءل الكثيرون، هل ستدخل القوات المصرية إلى ليبيا، استجابة لدعوة مجلس النواب الليبي، وهل سيحدث أي احتكاك مع الجيش التركي المتواجد في ليبيا، وأيضًا هل يتسطيع الجيش المصري العمل على أكثر من جبهة (سيناء، أثيوبيا، ليبيا)؟

قال رئيس حزب التغيير الليبي، جمعة القماطي: إنه لا شرعية لهذه الدعوة، لأن مجلس النواب الليبي لم يجتمع ولم يُصوّت على هذا القرار، وإنما هذه الدعوة فردية، وجاءت بمساعي وأمنيات لرئيس المجلس عقيلة صالح.

وأكد القماطي لـ"دنيا الوطن"، أن عقيلة صالح، يتصرف نيابة عن مجلس النواب والشعب الليبي، دون وجه حق، فغالبية أعضاء مجلس النواب، يجتمعون في طرابلس، منذ عام ونصف، وهناك يوجد رئاسة للمجلس والنصاب به متوفر، وليس مجلس عقيلة صالح، غير الشرعي، وفق تعبيره.

وأوضح، أن الجيش المصري ليس في وضع بأن يدخل إلى دولة جارة تربطها علاقات استراتيجية وتاريخية، ولكن في حال دخل الجيش المصري ليبيا، فإن عواقب ذلك ستكون وخيمة، سياسيًا واقتصاديًا، مشيرًا إلى أن الرأي العام المصري، سيكون له موقف رافض لهذا التدخل.

وبيّن القماطي، أن فكرة اصطدام الجيش المصري، مع الجيش التركي في الأراضي الليبية، لن أكون في صالح المصريين، على اعتبار أن الجيش التركي، هو ثاني أقوى جيش في حلف (ناتو)، وفق تعبيره.

بدوره، قال الكاتب السياسي المصري، عبد الرحيم الليثي: إن تدخل مصر في ليبيا واجب وضرورة، تحتمها العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، ولأن مصر تدافع عن أمنها القومي الذي يبدأ من ليبيا، وتحديدًا من خط سرت والجفرة.

وأشار الليثي خلال حديثه لـ"دنيا الوطن"، إلى أن تركيا تُريد السيطرة على مدينة سرت لأنها غنية بالنفط، لأن الأتراك واضح أن تدخلهم في ليبيا مطمع اقتصادي ليس إلا، وعندما عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتفاقيات مع فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، كان يهدف للسيطرة على الغاز والنفط الليبيين.

وأضاف: "مصر لن تتهاون مع العدوان التركي على المنطقة، لأن الأتراك يريدون سياسيًا إرساء حكم الإخوان المسلمين من جديد، وهذا لا يقبل به الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولا المجتمع الدولي".

وختم الليثي حديثه، بالتأكيد على أن الجيش المصري، يستطيع أن يعمل على كل الجبهات بنفس التوقيت والكفاءة، فيمكن أن يتصدى للغزو التركي، ويستطيع أن يحار بالإرهاب في سيناء، وقادر على مواجهة التهديدات الأثيوبية، وبناء سد النهضة، مبينًا أن الجيش المصري، تعود على العمل في أكثر من جبهة ودائمًا ما ينتصر، وفق تعبيره.

التعليقات