اجتماع منتدى "التعاون الصيني العربي" والمستقبل المشترك

رام الله - دنيا الوطن
عُقِد قبل أيام قليلة، الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي، الذي تستضيفه الأردن هذه المرّة، عبر تقنيّة التواصل المرئي. وتبنّى الاجتماع "إعلان عمّان"، وخطة عمل لتعميق التعاون والعلاقات بين الصين والدول العربية، وتعزيز نمط جديد من العلاقات الدولية يقوم على الاحترام المتبادل والنزاهة والتعاون متبادل النفع، إلى جانب تعزيز الجهود الصينية العربية لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد. وتزامن عقد هذا الاجتماع في وقت يسجّل فيه العالم أعلى معدل إصابات يومي بفيروس كورونا منذ انتشار الوباء، بحوالي أكثر من 200 ألف إصابة يوميًا في الأيام الأخيرة، وتداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي.

وجاء في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين توترًا غير مسبوق، على خلفيّة اتهام واشنطن لبكين بالمسؤولية عن انتشار الفيروس. وما سبق ذلك خلال العامين الماضيين من حرب تجارية بين البلدين، تخللها رفع التعرفة الجمركية على مجموعة من السلع، وانتهت باتفاق بينهما مطلع العام 2020، لوقف التصعيد المتبادل في العلاقات التجارية، إلى جانب خلافهما على قضايا أخرى، كاستقلال تايوان، وقضية بحر الصين الجنوبي، وحقوق الملكية الفكرية، والتطبيقات الإلكترونية مثل "التيك توك".

ستناقش هذه المقالة أبرز التوصيات التي حملها "إعلان عمّان"، مع التركيز على ما طرحه وزير الخارجية الصيني وانغ يي حول تعزيز الجهود في مكافحة وباء كورونا، والتعاون في عملية التنمية وإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وتداعيات ذلك على العلاقة المستقبلية للصين مع العالم العربي، وقضاياه، وخاصة القضية الفلسطينية.

"إعلان عمّان" والشراكة الإستراتيجيّة الصينيّة العربيّة
تأسس منتدى التعاون الصيني العربي في العام 2004، وتقوم فكرة إنشائه على التعاون في المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والشؤون الدولية بين الصين والدول العربية، ويعقد مرة كل عامين، وقد عقد هذا العام باستضافة العاصمة الأردنية عمّان، التي حملت اسم الإعلان.

أوصى "إعلان عمّان" بتعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة لمستقبل أفضل، بما يحقق التنمية المشتركة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، بما في ذلك مواجهة وباء كورونا، والعمل على إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.

تعززت العلاقات التجارية بين الصين والدول العربية في الأعوام القليلة الماضية بصورة أكبر، حتى أضحى حجم التبادل التجاري العربي الصيني أكبر من حجم التبادل التجاري العربي الأميركي، فقد بلغ حجم التبادل التجاري العربي الصيني في العام 2019 حوالي 266 مليار دولار بزيادة ما نسبته 9% على أساس سنوي، في حين كان التبادل التجاري مع الولايات المتحدة في العام 2017 حوالي 158 مليار دولار مقابل 235 مليار مع الصين[1]، إضافة إلى أن الدول العربية أكبر مصدر للنفط إلى الصين، إذ استوردت بكين 221 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية في العام 2019، ما يشكل 43.7% من إجمالي واردات النفط الخام الصيني، الأمر الذي يشير إلى تطور أكبر في العلاقات التجارية العربية مع الصين.

وتطرق "إعلان عمّان" إلى مبادرة "الحزام والطريق، وما تطرحه من فرص واعدة للتعاون والمنفعة المشتركة، وستساهم هذه المبادرة التي ستكلف الصين 6 ترليون دولار، في تطوير المصالح الصينية في المنطقة، كون طريق الحرير يمرّ بالمنطقة العربية جوًا وبرًا، ويتعزز هذا الأمر بتوقيع 19 دولة عربية على وثائق تعاون لبناء "الحزام والطريق"، فضلًا عن أن المواءمة بين الإستراتيجيات التنموية للجانبين أصبحت أكثر دقة وفعالية.

وتطرق الجانبان الصيني والعربي خلال الاجتماع إلى أبرز القضايا السياسيّة الدوليّة والإقليميّة ذات الاهتمام المشترك، وبحثا سبل تعزيز وتعميق التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

التعليقات