خمسة أسابيع من الاعتصامات المتواصلة للعاملين في كلية الأمة الجامعية بالقدس

رام الله - دنيا الوطن
للأسبوع الخامس على التوالي، وللمرة الثانية الكترونيا عبر منصة وشبكات تواصل اجتماعي، اعتصم العاملون في كلية الأمة الجامعية – القدس، صباح أول أمس الأحد الموافق 12/07/2020م، لتجديد مطالبة إدارة الكلية بصرف مستحقاتهم بعلاوة التطوير دون حسم علاوة القدس منها. أسوة بزملائهم في الجامعات الفلسطينية بشكل عام والمقدسية بشكل خاص، والتي يصرف لموظفيها الكادر الجامعي الموحد بالإضافة إلى علاوة القدس لمستحقيها.

وأفادت نقابة العاملين في الجامعة بأن علاوة التطوير تصرف من صندوق الكلية وتعطي الموظف الفارق بينه وبين نظيره على الكادر الجامعي الموحد المطبق في كافة الجامعات الفلسطينية العامة والحكومية والخاصة.

وقالت النقابة في بيان الدعوة للاعتصام الخامس (والذي وردنا نسخة منه)، بأن العاملين بصدد الاستمرار في تنفيذ سلسلة من الاعتصامات (الوجاهية أو الالكترونية) والإجراءات النقابية والمطلبية لتحصيل حقوق العاملين في العلاوة المذكورة والحصول على الكادر الجامعي الموحد، دون التنازل عن الصفة المقدسية للكلية من خلال تقاضي موظفيها علاوة التعليم في القدس والتي تصرف لهم من وزارة المالية الفلسطينية بقرار استثنائي من مجلس الوزراء الفلسطيني.

وأنهم ورغم الاغلاق بسبب ازمة كورونا المتجددة فسيرفعون صوتهم ومعاناتهم للمجتمع المحلي وللمسؤولين وأصحاب القرار عبر الوسائل الإبداعية البديلة وغير التقليدية وتنفيذ (احتجاجات الكترونية) وسيلجأون لاستخدام التقنيات والمنصات وصفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة لايصال مظلمتهم لكل مكان.

وأوضح المهندس عبد المحسن القواسمي، امين سر النقابة والناطق باسمها، حجم (المعاناة الإنسانية) والخسائر التي تكبدها العاملون بسبب رفض الإدارات السابقة والمتعاقبة على الكلية منح الكثير من المستحقات المالية والتي حصل عليها زملاؤهم ونظراؤهم في الجامعات والكليات الحكومية الفلسطينية منذ العام 2008م، وأشار بالذات إلى قضية علاوة التطوير التي بدأت النقابة المطالبة بها مطلع العام 2016م. والعقبات التي واجهتها عبر السنوات الماضية وعدم تلقي النقابة أي ردود إيجابية او موافقات على المقترحات والأفكار التي تم تقديمها للإدارة لحل الازمة التي تتفاقم يوما بعد يوم على حد تعبيره. وقد اضطروا للجوء للإجراءات النقابية (دون اضراب او عرقلة للعمل او اضرار بمصلحة الطلبة) بعد قرار الإدارة الأخير باقتطاع العلاوة التي تمنحها السلطة الفلسطينية للعاملين في قطاع التعليم المقدسي، من علاوة التطوير التي يجب ان تصرفها الكلية لموازاة رواتب الموظفين بالكادر الموحد الجامعي.

الأمر الذي انزل قيمة العلاوة الى (الصفر) تقريبا لكافة الموظفين، الذين اعتبروا القرار مراوغة والتفاف بهدف الغاء العلاوة بافقادها قيمتها ومضمونها.
وأوضح الأستاذ محمد سلامة رئيس النقابة بالإنابة بأن النقابة جاهزة للاجتماع ولو الكترونيا وعن بعد مع الجهات المسؤولة بشكل فوري لمناقشة وبحث مقترحات الحلول والأفكار التي تم عرضها وتقديمها للإدارة. وعبر عن خشيته من تفاقم الأزمة وتدهور الأمور بما يلحق الضرر بالمسيرة الأكاديمية والتعليمية في الكلية والتي تحاول النقابة جاهدة تجنبها.

وأكد الشكر والتقدير على دعم ومساندة وزارة التعليم العالي الفلسطينية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطيني (الدكتور محمود أبو مويس)، والذي أصدر سلسلة من القرارات والإجراءات التي ساهمت في التطور النوعي للكلية والعاملين فيها.

وجددت النقابة استعدادها للجلوس والحوار البناء وتوقيع اتفاق مع إدارة الكلية والمسؤولين عن صندوقها أسوة بما جرى مع جامعة فلسطين التقنية – خضوري في العام 2016م. وطالبت إدارة الكلية بالاستجابة لمطالب العاملين خاصة في ظل الحالة الصعبة التي يعيشها العاملون وأزمة الرواتب المتفاقمة بسبب إجراءات الاحتلال الظالمة، رغم (توفر الأموال) في صندوق الكلية وحسابها البنكي، بينما يعاني العاملون وأسرهم وأطفالهم دون سواهم في كافة جامعات الوطن (على حد تعبير البيان).

وقد لوحظ هذه المرة تفاعل واسع من المجتمع المحلي من خلال التعليقات وعبارات الدعم والتضامن والمساندة من الأفراد والشخصيات العامة والمسؤولين والمهتمين بالشأن النقابي والتعليمي. وبعض المشاركين عبروا عن اعجابهم بفكرة (الاعتصام الالكتروني) الابداعية الجديدة والتي تحقق أهدافها في إيصال صوت المعتصمين ومعاناتهم دون اختراق الاغلاق المعلن بسبب أزمة الوباء.

يذكر بأن كلية الأمة الجامعية – القدس، تعتبر من المؤسسات الجامعية الحكومية الوحيدة في القدس والتي تم تحويلها إلى كلية جامعية بقرار من وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمود أبو مويس منتصف العام الماضي 2019م، وتم دعمها وتطويرها بالعديد من المشاريع التنموية، والبرامج النوعية في تخصصات تربوية وتقنية وهندسية مختلفة. وتعتبر من المؤسسات التابعة لدائرة الأوقاف العامة وشؤون المسجد الأقصى المبارك.