مركز مدى الابداعي يُنفذ مخيم نسوي توعوي ثقافي بعنوان "احنا هون"

رام الله - دنيا الوطن
اختتم مركز مدى الابداعي المخيم النسوي الثقافي الثاني، بعنوان "احنا هون" لمدة خمسة أيام خلال شهر حزيران 2020، في مقر المركز في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، بمشاركة 50 قيادية وناشطة مجتمعية من عدة أحياء ببلدة سلوان.

ويأتي المخيم ضمن مشروع "المعرفة قوة" بالشراكة مع مؤسسة هينرش بل الألمانية – مكتب فلسطين والاردن، حيث يهدف المشروع لتمكين القياديات والناشطات النسويات سياسياً، مجتمعياً، قانونياً وثقافياً، بالإضافة الى توفير مساحة آمنة لهن ليتمكن من خلالها الخروج من تحديات وأعباء الحياة اليومية، وتعزيز ثقتهن بأنفسهن. كما سيكون المخيم نواة لتأسيس مقهى ثقافي نسائي للقائدات والناشطات في المجتمع من بلدة سلوان.

وجاء اسم المخيم "احنا هون" للتأكيد على أهمية دور المرأة الفلسطينية وللدلالة على إرادة المرأة الفلسطينية وعطائها حيث أنها قادرة على التغيير والدعم.

وتنوعت فعاليات المخيم ما بين الأنشطة التوعوية التثقيفية والثقافية والترفيهية ؛ ففي اليوم الأول من المخيم تم اطلاع المشاركات على برنامج وأهداف المخيم، قبل البدأ بفعاليات التعارف وكسر الحواجز بينهن من خلال أنشطة تفاعلية، لتتبعها انشطة توعوية ثقافية وفعاليات التفريغ النفسي من قِبل الأخصائية الاجتماعية بالمركز. واختتم اليوم بالأول بمحاضرة توعوية ثقافية عن الزي الفلسطيني وربطه بدور المرأة الاقتصادي وتمكينها، كما تم عرض لإنتاجات نسائية تراثية وأثواب فلسطينية قديمة يزيد عمرها عن المئة عام.

أما اليوم الثاني فبدأ بأنشطة تفاعلية مع المشاركات، منها انشطة التفريع النفسي باستخدام الفن وورشة عمل توعوية حول حقوق المرأة والإنسان وعرض التطور التاريخي لنضالات النساء العربية والعالمية في سبيل نيل حقوقهن، وذلك من خلال فعاليات تفاعلية مع النساء.

وكان عنوان اليوم الثالث "العنف المبني على النوع الاجتماعي"، حيث تخلل اليوم ورشة عمل توعوية حول العنف المبني على النوع الاجتماعي وتعريف العنف وأنواعه وأساليبه وكيفية الوقاية منه، حيث ناقشت الاخصائية النفسية موضوع العنف والاستراتيجيات المختلفة للوقاية منه، مثل التمكين الاقتصادي للنساء وتعزيز مهارات التواصل لديهن وطرق التعامل في المواقف التي فيها توتر بين الزوجيين، وشاركت القياديات والناشطات تجاربهن وتجارب من بيئتهن حول موضوع العنف ضد النساء. كما شمل اليوم الثالث ورشة عمل حول موضوع التربية الايجابية، والتي ناقشت أهمية اتباع أساليب التربية الايجابية والمساواة بين الأبناء، وخاصة المساواة بين الذكور والإناث، وأهمية تقبل الأبناء في مرحلة المراهقة.

واختتم المخيم باليوم الرابع بحضور الحكواتية  دنيس أسعد، حيث بدأ اللقاء بعمل تمارين يوغا واسترخاء، ثم بدأت برواية القصص باسلوب تفاعلي، والتي تمس واقع النساء وأهمها موضوع العنف ضد المرأة. وتم التطرق أيضاً لمواضيع الاكتئاب والضغط النفسي وخاصة في ظل جائحة كورونا، وقدمت لهن بعض الحلول والارشادات للتصرف في العديد من المواقف. وفي نهاية اليوم، كرم المركز القياديات والناشطات المجتمعيات المشاركات، حيث تم توزيع الشهادات وتقديم كعكة تحمل اسم المخيم اعتزازاً بدورهن في المجتمع وفرحاً بمشاركتهن واضافة لمساتهن للمخيم.

وفي اليوم الأخير من المخيم خرجت النساء بجولة تعليمية تثقيفية بمرافقة الطاقم ومرشد سياحي لقريتي عين كارم وقرية صطاف المهجرتين قضاء مدينة القدس، حيث شرح المرشد للمشاركات عن تاريخ القرى الفلسطينية المهجرة ونمط حياة سكانها الأصليين من حيث الزراعة والصناعة التقليدية القديمة التي كانت منتشرة قبل النكبة الفلسطينية في العام 1948، كما تطرق الى دور المرأة في تلك الحقبة ومكانتها في الاسرة والقرية والحياة الاجتماعية السياسية.