ارتفاع الطلب على مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالسعودية

ارتفاع الطلب على مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالسعودية
رام الله - دنيا الوطن
 أحد كبار المختصين والخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والموارد البشرية في المملكة أن المنافسة ستشتد على تأمين المواهب والمهارات الرقمية في أسواق المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة القادمة.

وفي هذا الصدد، أظهرت نتائج دراسة أجرتها شركة F5  نتوركس، وكلّفت بها شركة "ثينك بوزيتيف" لأبحاث السوق، تعثر المؤسسات في سعيها المتواصل لتوظيف المواهب والكفاءات الضرورية لإكمال أجندة التحول الرقمي الخاصة بـرؤية المملكة 2030.

وأشار أكثر من نصف الخبراء والمختصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والموارد البشرية (58%)، الذين شملتهم الدراسة في جميع أنحاء المملكة، إلى أن عملية تعيين الموظفين من ذوي المهارات العامة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باتت تُمثّل تحدياً حقيقياً بالنسبة لهم، وإن كان بالإمكان معالجة هذه المعضلة بإجراء الدورات التدريبية الداخلية المتقدمة، والبرامج الدورية لتنمية المهارات.
 
في حين صرّح 77% بأن توافر المهنيين المحليين بات يُمثل تحدياً مُلحاً، بينما أشار 95% إلى أن نقص الموظفات من النساء المرشحات لشغل الوظائف يمثل مشكلة رئيسية ينبغي معالجتها.

من جهةٍ أخرى، واستناداً لإحصائيات شركة "ثينك بوزيتيف"، تتسع الهوة في تأمين المواهب والمهارات الضرورية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المستوى المملكة، كلما ارتفع معدل استثمار التقنيات المتقدمة، حيث أكد 86 بالمائة من المشاركين على صعوبة الحفاظ على الخبراء في مجال الحوسبة السحابية، بينما أعرب 82% عن مواجهتهم لذات الصعوبة في مجال الأمن الالكتروني. أما مشكلة العجز المتنامي في تأمين المواهب والمهارات في التخصصات الهامة، فقد أكّد المشاركون أنها طالت قطاع العمليات الأمنية (بنسبة 91%)، وعمليات الشبكة (77%)، وعمليات التطوير (74%).

وفي هذا الصدد، قال ممدوح علام، المدير الإقليمي لشركة F5  نتوركس في المملكة العربية السعودية وشمال إفريقيا: "ستكون هناك منافسة قويّة على تأمين واحتضان المواهب المتخصصة، بالتزامن مع تسارع زخم رؤية 2030. 

كما ستؤدي متطلبات واحتياجات عمليات التحول الرقمي في المؤسسات إلى تعزيز مسيرة نمو واستثمار التطبيقات، الأمر الذي من شأنه تغيير منهجية تصميم وتطوير وتسليم ودمج التطبيقات، بل وحتى طريقة استثمارها، ما سيؤدي بدوره أيضاً إلى إحداث سلسلة من التغييرات التي ستطال أساليب حمايتها، وتوسيع نطاق عملها، وتشغيلها. لذا، أضحت الحاجة لتحديد ورعاية وتنمية المهارات الضرورية لتحقيق هذا الهدف تحتل أهمية قصوى أكثر من أي وقت مضى".

وتأتي دراسة شركة "ثينك بوزيتيف" عقب صدور أحدث تقرير عن "حالة خدمات التطبيقات" من شركة F5، والتي أشارت فيه 66% من المؤسسات العاملة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا (المشمولة بالدراسة) أنها تعتمد على التطبيقات في إدارة أعمالها، وهي النسبة الأعلى المسجلة بين كافة المناطق الجغرافية في العالم. كما ترى واحدة من كل ثلاثة مؤسسات (أي، بنسبة 32%) أن التطبيقات توفر ميزة تنافسية استراتيجية.

وتطرق ممدوح علام إلى هذه النقطة قائلاً: "يُمثّل العجز في تأمين المواهب والمهارات الرقمية تحدياً عالمياً، إلا أن المملكة العربية السعودية تحظى بموقع مميز يمكّنها من تنمية المواهب في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بسرعة، وذلك بفضل قيادتها الرشيدة والحكيمة التي تتميز برُؤاها المستقبلية، التي تحتضن الشريحة المتنامية من الشباب المتعلمين والمتسلحين بالتقنيات المتطورة".

وتجدر الإشارة إلى أن الإمكانات البشرية والتقنية التي تختزنها المملكة برزت وبقوة في نتائج "ثينك بوزيتيف".

وكان مجلس الوزراء قد أقر في المملكة العام الماضي خطة خُمسية خاصة بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، والتي طُرحت تحت اسم "استراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات 2019 - 2023" في المملكة العربية السعودية، وتضم 13 أولوية تتماشى وأهداف "رؤية المملكة 2030"، وترتبط بثمانية برامج رائدة. ومن الأهداف الرئيسية لهذه الاستراتيجية العمل على زيادة توطين القوى العاملة بنسبة 50 بالمائة بحلول العام 2023، فضلاً عن تعزيز قدرتها على جذب واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، ومساهمتها في تمكين المرأة على امتداد قطاع الصناعة.

في الوقت ذاته، ستعود شريحة الشباب المتصلين بالشبكة بالفائدة على المنطقة ككل.

وتظهر الإحصائيات الصادرة عن "الهيئة العامة للإحصاء" في المملكة أن 58.5% من سكان السعودية تقل أعمارهم عن 30 عاماً، في حين بلغ عدد المشتركين في خدمات الهواتف المحمولة 43.8 مليون مشترك خلال العام 2019، أي ما يمثل زيادةً بنسبة 129% مقارنةً بإجمالي عدد سكان المملكة. وفي الوقت ذاته، تشير التقديرات التي جاءت على صفحات التقرير الأخير لشركة "إرنست آند يونغ" (تحت عنوان: "كشف الستار عن الإمكانات الواعدة للمملكة العربية السعودية في مجال الاقتصاد الرقمي) إلى أن متوسط انتشار الجيل الخامس من الشبكات الخلوية سينمو بمعدل مركب ملحوظ بنسبة 103% خلال العقد القادم.

أما خلال العام الماضي فحسب، تمكنت المملكة العربية السعودية من الصعود 16 مرتبةً على "مؤشر التنافسية العالمي" في مجال تبني واعتماد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لـ "المنتدى الاقتصادي العالمي"، فضلاً عن تربعها على عرش تصنيف الدول بمدى "سهولة تيسيرها للأعمال".

وفي الوقت عينه، نجد بأن المبادرات التي تطرحها حكومة المملكة، مثل إنشائها لـ "وحدة التحول الرقمي"، تعمل وبفعالية كبيرة على تغيير طرق التفكير والسلوكيات، ورقمنة القطاعات، واحتضان الابتكارات، وخلق فرص العمل. ومن أبرز الإنجازات والتطورات الجديدة على هذا المضمار إطلاق "الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي"، و"المركز الوطني للذكاء الاصطناعي"، و"مكتب إدارة البيانات الوطنية".

ومع نهاية العام 2019، أعلن "مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات" عن اختياره مدينة الرياض لتكون العاصمة الرقمية الأولى على مستوى العالم العربي.

وختم "ممدوح علام" حديثه بالتنويه إلى هذه المسألة قائلاً: "كل ما نتميز به اليوم سيصبح معياراً للعمل في المستقبل، حيث ستعمل جميع المؤسسات وفقاً للمفاهيم والأفكار الرقمية أولاً. لذا، تقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية العمل على تطوير وتنمية المواهب المطلوبة لتحقيق هذا الهدف. كما ينبغي على الشركات، مثل F5، الحرص على لعب أدوار مؤثرة وفعالة في مجال خلق فرص التدريب والعمل، والتعاون مع قطاع الصناعة والمؤسسات التعليمية والهيئات الحكومية".

ونشير هنا إلى أن شركة F5 نتوركس تشارك حالياً في طرح العديد من المبادرات الرائدة على صعيد تبادل المعرفة، ومناهج التعليم، وتعزيز المهارات على امتداد المنطقة، والتي تتضمن العمل مع جملة من الوزارات الحكومية لتوفير تدريب متخصص على تقنيات "إف5" المتطورة في مجال الأمن الالكتروني، واستمرارية الأعمال.

بدوره قال ناصر المقاطي، استشاري أول لحلول F5 لدى قسم دعم التطبيقات التالبع لـ"مركز المعلومات الوطني" في المملكة: "إنه لمن دواعي سرورنا العمل بالتعاون مع شركة "إف5" من أجل تحسين مستوى المهارات التقنية لمهندسينا".

"وقد تبنينا منهجية استشارية مصممة خصيصاً لتمكين فريق تقنية المعلومات التابع لنا، فلا مجال للاكتفاء أو القناعة على المستوى التقني عندما يتعلق الأمر بعمليات التحول الرقمي، والأمن الالكتروني، وتحقيق أهداف رؤية 2030. فإرساء الشراكات البنّاءة مع شركات التوريد، مثل شركة F5، تلعب دوراً هاماً وضامناً لتمتع موظفينا بالقدرة على مجابهة المستقبل، والابتكار، وتقديم الخدمات العالمية التي يتوقع مواطنو المملكة التمتع بها".