باحث مختص: لن يفشل الضم إلا الفلسطينيون أنفسهم

باحث مختص: لن يفشل الضم إلا الفلسطينيون أنفسهم
رام الله - دنيا الوطن
عقد مجلس العلاقات الدولية - فلسطين أمس الأول، الأحد، ندوة حوارية عن بعد بعنوان "الأحداث الأمريكية الداخلية إلى أين؟
وتداعياتها على خطة الضم الإسرائيلية"، استضاف فيها الدكتور أسامة أبو ارشيد الباحث والمحلل السياسي المعروف المقيم في واشنطن.

وبدأ اللقاء بكلمة من الدكتور باسم نعيم رئيس المجلس الذي رحب بالضيف والمشاركين وأشار إلى أن الندوة تأتي ضمن سلسلة اللقاءات التي يعقدها المجلس لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية والشأن الدولي.

وقال نعيم إن المجلس يساهم في سد الثغرة في هذا الجانب خاصة أن القضية الفلسطينية هي قضية دولية بامتياز منذ نشأتها في عام 1948 ونعتقد أن هذا الوضع لن يتغير كثيرًا في أي مرحلة من المراحل لأن طبيعة هذا تستند إلى قرار دولي أولًا.

من جانبه قال أ. تيسير محيسن عضو مجلس العلاقات إن صفقة القرن تتضمن موادا تسعى إلى تمكين دولة الاحتلال من فرض السيادة على مساحات شاسعة من الضفة الغربية، وبالتالي إضعاف قدرة الفلسطينيين على إقامة دولة لهم على ما تبقى من مناطق الضفة، وهذا هو ما يحاول نتنياهو تجسيده واقعًا.

وقال محيسن إن ما نلحظه مؤخرًا ظهور آراء متعارضة لخطة الضم في الولايات المتحدة ضمن فريق ترامب وتراجعات لموقف الإدارة الأمريكية وبعض رموزها عن الدعم اللامتناهي لحكومة نتنياهو.

من جانبه أشار الدكتور أسامة أبو ارشيد إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، سواء ديمقراطية أم جمهورية، لطالما دعمت "إسرائيل" والانحياز الأمريكي كان دوما موجودا، ولكن دونالد ترامب غيّر مفهوم الدعم وجعل إدارته قناة لتمرير قناعات وأجندة اليمين الصهيوني المتطرف وباتت إدارته متماهية تمامًا مع الموقف اليميني الإسرائيلي.

وقال أبو ارشيد إن مواقف ترامب في السياسة الخارجية التي اتخذها طوال فترته الرئاسية لم يكن دافعها هو تحقيق مصالحالولايات المتحدة في المقام الأول، بل خدمة مصالحه الانتخابية وضمان فوزه في المعركة الانتخابية القادمة وهذا ما
أكده جون بولتون في كتابه الأخير.

ونوه الضيف من واشنطن إن المقربين من ترامب المؤيدين لـ "إسرائيل" مثل مستشاره وصهره، جاريد كوشنر، ومبعوثه السابق إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي في الدولة العبرية، ديفيد فريدمان، استفادوا من كون دونالد ترامب شخصية لا يفهم القضايا المعقدة ويميل نحو الخطاب الشعبوي ودفعوا نحو اتخاذ الإدارة قرارات كبيرة مثل نقل السفارة وقطع تمويل الأونروا واعتبار المستوطنات غير متعارضة مع القانون الدولي.

وقال أبو ارشيد إن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يخشى من التأثير السلبي لخطة الضم على سمعة "إسرائيل" في الولايات المتحدة، وإن إحداها، والتي تقدم نفسها كمؤسسة حقوقية مدنية، "رابطة مكافحة تشويه السمعة"، تقع في حيرة الآن حول كيفية التحدث والدفاع عن خطة الضم في ظل انبعاث حركة الحقوق المدنية من جديد في الولايات المتحدة، بسبب إساءة معاملة الأميركيين السود وغيرهم من الأقليات.

ونوه أبو ارشيد إلى أن "إسرائيل" لم تعد قضية إجماع حزبي في الولايات المتحدة، بل تشير استطلاعات الرأي إلى تغير موقف اليهود داخل الولايات المتحدة، بحيث أن كثيرا من الشباب اليهود لا يعتبرون أن "إسرائيل" جزءًا رئيسا في تشكيل هويتهم اليهودية.

وأكد أبو ارشيد إن ما سيؤثر على قرار الضم ليس جائحة كورونا أو ما يحدث في أميركا في المقام الأول، بل الخلاف الصهيوني الداخلي بين الأقطاب الصهيونية، علمًا بأن إدارة ترامب مقتنعة أن على الداخل الإسرائيلي واليمين الاسرائيلي أن يتفق أولًا.

وفي ختام كلمته قال الضيف بأنه يجب على السلطة الفلسطينية أن تقف وقفة مع ذاتها، وتسأل نفسها، ما هي خياراتها؟ وأضاف: "أعتقد أن ما ينبغي أن يحدث هو أن يعود القرار إلى أصحابه، أي إلى الشعب الفلسطيني أينما وجد."