أسطورة لواء الأربعين الأردني

أسطورة لواء الأربعين الأردني
بقلم: الله عيسى  رئيس التحرير
كنت في السابق، متابعاً عبر المجلات والنشرات الأجنبية والعالمية للقدرات العسكرية بين الجيوش العربية وإسرائيل، وكان غالباً ما تنشر هذه المجلات الأجنبية، عن قدرات الجيش الأردني، بأنه جيش صغير، وأنه مدرب تدريباً عالياً جداً، وكان يُصنف من الجيوش النوعية، وجاء تأسيس لواء الأربعين الأردني المدرع، بالفترة الأولى من الصراع العربي الإسرائيلي.

وأطلقت على اللواء تسميات كثيرة، منها: لواء الملك الحسين بن طلال، ولواء الحديد والنار، وأسماء أخرى، وحظي هذا اللواء بسمعة قتالية رهيبة، ذلك لأنه عندما تدور المعارك بين إسرائيل والأردن، ويصل إلى الناس أن لواء الأربعين تدخل، يصبح النصر بنظر الشعب الأردني، مسألة وقت لا أكثر، وفى تقدير القادة العسكريين الإسرائيليين، أن هزيمتهم مسألة وقت لا أكثر، وعندما اندلعت الحرب في 73 اتصل الرئيس السوري حافظ الأسد، بالملك حسين، وطلب النجدة، وعلى الفور أرسل له قوات مدرعة من لواء الأربعين، حيث يروي القادة العسكريون الإسرائيليون في مذاكرتهم عن هذا اللواء، بانه قاتل بالجولان ضد القوات الإسرائيلية، قتالاً مريراً؛ حتى إن القادة العسكريين الإسرائيليين، كانوا يتمنون أن ينسحب لواء الأربعين أو يهزم بالمعركة، ولكنه تمكن من صد الهجوم الإسرائيلي، ومنع تقدمهم نحو دمشق.

وعلى الصعيد الداخلي الأردني، تغنى كبار المطربين الأردنيين مثل توفيق النمري، وعبدو موسى، باللواء الأربعين، بأغانٍ شعبية حربية معروفة، مثل: يا هلا بمدرعاتنا، وكانت هذه الأغاني تشحذ عزائم الأردنيين في الحرب، وتجعل النصر على العدو الإسرائيلي مسألة وقت لا أكثر مثل معركة (الكرامة) وحرب 73 وفى حرب 67 معارك القدس ونابلس وجنين، وغير ذلك، حتى إن هذا اللواء الأسطورة، نجح ببعض دباباته في اقتحام العمق الإسرائيلي، وقام أفراد اللواء، بتكريم الملك عبد الله الثاني، وذلك بتسليم راية اللواء في حضور عسكري رهيب. 

عندما تشدق الكاتب الإسرائيلي، إيدي كوهين، وقال: إن الأردن ينتظر شقيقاً عربياً لم يصل بعد، ولن يصل، فإن الأردن لم ينتظر يوماً هذا الشقيق، وإنما كان الأردن، ينتظر دائماً تدخل لواء الأربعين المدرع.

التعليقات