"فتح" تقود معركة الضم بجدارة

"فتح" تقود معركة الضم بجدارة
كتب اللواء رياض حلس 
"فتح" تقود معركة الضم بجدارة ..

لا أحد يعرف ماذا يدور في رأس نتنياهو ولا حتى في رأس نائبه "بني جانتس" الذي ما زال يحتفظ بضبابية موقفه تجاه الضم فيما لو طرح للتصويت في الكنيست في الموعد الذي حدده لنفسه نتنياهو..

العالم يحتدم جدلا حول الضم والساحة الإسرائيلية تشتعل أيضا وقد جرت أمس تظاهرة كبيرة في تل أبيب تحت عنوان : لااااا للضم قادها جنرالات متقاعدون وعلى رأسهم رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين حيث دعا نتنياهو لوقف الضم..

السلطة الوطنية حكومة ورئيسا وفي المقدمة حركة فتح تقود معركة لإسقاط الضم بكل ثمن انطلاقا من أن الضم سينهي حلم الدولة..

واستطاعت السلطة أن تجند موقف أوروبا لدعم جهود إسقاط الضم.

جهود السلطة أثمرت عن عقد جلسة لمجلس الأمن مساء اليوم تحت عنوان :

"الضم يقوض المنطقة"

ومن المتوقع أن يلقي أمين عام الأمم المتحدة خطابا في جلسة اليوم التي سيشارك فيها السفير الاسرائيلي داني دانون وسيقول أمين عام الأمم المتحدة إن الضم مخالف للقانون الدولي وسوف يؤدي إلى عدم استقرار في المنطقة..

وفي هذه الجلسة التي تعتبر إنجازا للدبلوماسية الفلسطينية سيشارك وزير الخارجية الفلسطيني..

أما فلسطينيا على الصعيد المحلي فقد انطلقت في مدينة أريحا حملة واسعة ضد الضم شارك فيها رئيس الحكومة د. محمد اشتية وممثلون عن الأردن وعن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وفي غزة أطلقت حركة فتح حملتها المناهضة للضم عبر لقاءات توعية نظمتها الحركة حول خطورة الضم وضرورة إسقاطه بكل ثمن..

كذلك أطلقت فتح حملة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي لمنع الضم ودعت كل الفصائل الوطنية للمشاركة والعمل على توحيد الجهد من خلال إنهاء الانقسام..

في الجانب الإسرائيلي هناك من يشكك في إمكانية حدوث الضم في موعده وسط هذه الحملة المحلية والدولية المناهضة للضم معتقدين أن نتنياهو سيتراجع تحت هذا الضغط وهناك من يعتقد أنه سيضطر لتنفيذ الضم على مراحل يبدأ بنسبة 10% في مناطق محددة لا تثير ضجة عالمية ولا تحدث تغييرات جوهرية على الواقع القائم..

أمريكيا لم يحصل نتنياهو على الضوء الأخضر من إدارة ترامب للضم، وهذه الادارة تصر على حدوث إجماع إسرائيلي في الحكومة على أية خطوة قبل اتخاذها في ظل خلافات غير ظاهرة بين بنيامين نتنياهو وبيني جانتس حول الخطوة القادمة,حيث يرى جانتس ضرورة توفر

توافق مع أطراف عربية ودولية لكيفية الضم..

وفي الإدارة الأمريكية هناك توجهان الأول يقوده جاريد كوشنر الذي يركز جل جهده الآن على فوز ترامب بولاية ثانية ويريد تأجيل الضم.

والثاني يقوده السفير المتعصب "ديفيد فريدمان" المؤيد للضم ويريد الضم الآن استغلالا للفرصة الذهبية حسب رؤية ترامب وخاصة أن لا أحد يضمن فوز ترامب مرة أخرى..

نختم بالتأكيد على أن موقف السلطة الوطنية يرفض الضم جزئيا أو كليا وبكل أشكاله ونسبه المئوية وتوقيتاته وزمانه ومكانه لأنه يعني إنهاء الحلم الوطني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.

التعليقات