كاتب إسرائيلي يُهدد الأردن

كاتب إسرائيلي يُهدد الأردن
بقلم: عبد الله عيسى
رئيس التحرير

في تهديد غريب ومفاجئ، قام الكاتب الإسرائيلي ايدي كوهين بنشر تغريدات مباشرة بتهديد الأردن، وزعم الكاتب الإسرائيلي، أن احتلال الأردن لا يحتاج لأكثر من دبابتين، وخلال ثلاث ساعات فقط. 

وزعم أن جنود الاحتلال الإسرائيلي، سيشربون القهوة في منطقة عبدون، ويبدو أن إسرائيل ماتزال تشعر بألم الصفعات العسكرية لإسرائيل خلال الحروب السابقة، ففي حرب 1967 رغم مرارة الهزيمة العربية، فقد كان الأردن يمتلك في حينها 13 طائرة حربية مقاتلة فقط ومع هذا قام الشهيد الطيار الأردني فراس العجلوني بالتحليق بسماء إسرائيل، ووصل إلى العمق الإسرائيلي، حيث قام بقصف مدينة حيفا ثم عاد إلى قاعدته الجوية بالمفرق، وكان هناك قاعدة جوية عراقية قرب المفرق، فتوجه الطيار فراس العجلوني إلى القاعدة العراقية، وصعد إلى إحدى الطائرات العراقية المجهزة بالصواريخ، ولحقت الطائرات الإسرائيلية به، وقصفته على أرض المطار بالمفرق، وأطلق الأردن اسم الشهيد فراس العجلوني على أهم دوار في عمان، وهو ما يعرف بدوار فراس.

وكل ما نأمله، أن تمر الدبابات الإسرائيلية، التي يزعم كوهين أنها تحتل الأردن خلال ثلاث ساعات، وتتوقف في طريقها لعبدون، أن تقف في دوار فراس؛ ليتذكروا مرارة هزائمهم بمواجهة الجيش الأردني الباسل، ويتذكر كوهين مذكرات موشي ديان، وكيف واجه الجيش الإسرائيلي، ويتذكر موشي ديان المقاومة الشرسة في معركة باب الواد بالقدس، وأن يتذكر أيضاً نفس العنهجية، عندما اعلن موشي ديان أمام الصحفيين، أن الجيش الإسرائيلي ذاهب في نزهه لاحتلال الأغوار بالأردن، وبعد ذلك واجه الجيش الإسرائيلي، قوات الجيش الأردني، والمدفعية الأردنية الباسلة التي تصدت لأرتال الدبابات الإسرائيلية ببسالة نادرة، وفي آذار 68 سقط عدد كبير من القتلى الإسرائيليين، واحترقت عشرات الدبابات الإسرائيلية، واضطرت إسرائيل لأول مرة في تاريخها أن تطلب وقف إطلاق النار عن طريق مجلس الأمن وكان النصر العربي الأول، والذى سجله الأردن بعد حرب 1967 أمام ما دار في حرب 1967، وقد تمكنت الدبابات الأردنية من الوصول إلى العمق الإسرائيلي، وقد رأيت ذلك قبل سنوات بأم عيني، حيث احتفظ الإسرائيليون بدبابة أردنية ورفعوها على عمود إسمنتي، وكتبوا عليها؛ إلى هنا وصل الجيش الأردني، وتمكن الجيش الإسرائيلي من صد الهجوم الأردني، والحقيقة أن تصريح رئيس هيئة الأركان الأردنية، الجنرال خالد الصرايرة، يعني ما يقول، ويعرف الجنرال الصرايرة أكثر من غيره، ماذا يمكن للجيش الأردني أن يفعل في حال اندلاع حرب مع إسرائيل.

وبعد انتهاء معركة الكرامة عام 1968 وهزيمة الجيش الإسرائيلي هزيمة ساحقة، تفقد الملك الراحل الحسين بن طلال أرض المعركة، وصعد إلى إحدى الدباب الإسرائيلية المعطوبة، وأطلق مقولته التاريخية "كلنا فدائيون". 

واعتقد أن كوهين مازال يذكر جيداً محاولة إسرائيل اغتيال خالد مشعل بالأردن، وكيف أجبرت الأردن إسرائيل على إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، رغم أن إسرائيل كانت تتحدث عن إمكانية الافراج عن أحمد ياسين، أنه سابع المستحيلات.

ولا ننسى أن حماس بغزة، والتي لا تمتلك إمكانيات الجيش الأردني، من حيث نوعية السلاح، قد استطاعت أن تحول إسرائيل إلى جحيم، وأن تقوم بقصف مطار بن غوريون. 

والكاتب الإسرائيلي، مطالب بالاعتذار للأردن حكومة وجيشاً وشعباً وملكاً عن تفوهاته بحق الأردن.

التعليقات