تيسير خالد: التاريخ يُعيد نفسه وبعض الحكام يذكروننا بملوك الطوائف

تيسير خالد: التاريخ يُعيد نفسه وبعض الحكام يذكروننا بملوك الطوائف
، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد
رام الله - دنيا الوطن
استنكر تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مدونة له على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاركة دول عربية في انتخاب دولة الاحتلال الاسرائيلي لرئاسة إحدى اللجان الرئيسية الست في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي اللجنة القانونية، فكتب يقول:

بعد سقوط الدولة الأموية، التي أسسها عبد الرحمن الداخل الملقب صقر قريش في الأندلس، قسمت تلك البلاد إلى دويلات، وصل عددها إلى اثنتين وعشرين دويلة، تماما كما هو الحال مع عدد دول جامعة الدول العربية هذه الأيام، وكان لكل دويلة أمير تشبه بالملوك، وكانوا على تفاوتهم يدفعون الجزية لملك قشتاله مقابل حمايتهم، تماماً كما يدفع بعض العرب على تفاوتهم أيضاً هذه الأيام الجزية تارة بالسياسة، وتارة أخرى بالمال لبنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، مقابل حمايتهم كذلك، كما يتوهمون.

وأضاف: ما يدفعني لعقد هذه المقارنة هو فوز إسرائيل على السويد يوم الاثنين الماضي 13 حزيران/ يونيو بالاقتراع السري بأغلبية مريحة من الأصوات بواقع 109 أصوات من أصل 175 صوتاً صحيحاً في الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة وبأصوات أربع دول عربية برئاسة اللجنة القانونية بالأمم المتحدة، وهي المرة الأولى التي تتولى فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي رئاسة واحدة من اللجان الدائمة الست للمنظمة الدولية منذ انضمامها لها عام 1949.

وتابع : للعلم فإن للجمعية العامة ست لجان دائمة تقدم لها تقارير عن قضايا "نزع السلاح" و"القضايا الاقتصادية والمالية" و" حقوق الإنسان" و"إنهاء الاستعمار" و"ميزانية الأمم المتحدة" و"الشؤون القانونية"، أما الدول العربية الأربع، التي صوتت في السر لصالح إسرائيل، فقد توزعت على دولتين عربيتين في شمال القارة الإفريقية ودولتين عربيتين في غرب القارة الأسيوية.

وأشار إلى أن مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون كان في غاية السعادة لفوز دولته على السويد في رئاسة تلك اللجنة فقد كان فخوراً أن يكون أول إسرائيلي، ينتخب لهذا المنصب باعتبار إسرائيل رائدة عالمياً في القانون الدولي، وفي مكافحة الإرهاب حسب زعمه، فيما تعتبر إسرائيل كما هو معروف أكبر منتهك للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ومن شأن انتخابها لرئاسة اللجنة القانونية، أن يهدد عمل هذه اللجنة التي تشرف على القضايا المتعلقة بالقانون الدولي.

وختم تيسير خالد مدونته قائلاً: وهكذا يمكن القول: بين ملوك الطوائف في الأندلس قبل نحو ألف عام وملوك الطوائف هذه الأيام هامش بسيط،  وهو هامش يؤكد أن التاريخ كما قال كارل ماركس ذات مرة، يعيد نفسه مرتين، مرة على شكل مأساة، وأخرى على شكل مهزلة.

التعليقات