أكاديمي مصري: العمارة الإسلامية أحد مظاهر الحضارة التي ميزت التاريخ

رام الله - دنيا الوطن
أكد الدكتور المهندس حازم صيام خبير العمار وأكاديمي في كلية الهندسة المعمارية بالقاهرة خلال أمسية ثقافية تحدث خلالها  حول القيم الإنسانية في العمارة الإسلامية مشيرا إلى أن العمارة الإسلامية  هي أحد مظاهر الحضارة التي ميزت التاريخ الإسلامي ولا تزال هذه العمارة إلى الآن شاهدة على عظمة هذه الحضارة وإنسانيتها، ولم تقتصر تلك العمارة على المساجد والمنازل فقط، بل امتدت لتشمل المدارس والأسبلة  وحتى القلاع والحصون ما يدل على اهتمام الحضارة الإسلامية بكافة مناحي النشاط الاقتصادي والاجتماعي وأيضا الحربي، وجمعت العمارة الإسلامية بين مختلف أشكال الفنون الأخرى للدرجة التي اعتبر اليونانيون معها أن العمارة الإسلامية هي أم الفنون.

وقال د صيام خلال الأمسية التي أقيمت  عبر موقع التواصل الاجتماعي الافتراضي لمنتدى  مهنة التنفس الافتراضية حول القيم الإنسانية في العمارة الإسلامية التي نشأت كحرفة بسيطة من حرف البناء في أبسط أشكاله، ثم تطورت حتى نشأت عنها مجموعة من الفنون المعمارية المختلفة، وتعد العمارة من أهم مظاهر الحضارة، فالعمارة هي المرآة التي تعكس آمال الشعوب وأمانيها وقدراتها العلمية وذوقها الرفيع، بل وفلسفتها أيضا، وانقسمت العمارة الإسلامية إلى ثلاثة أنواع هي عمائر دينية مثل المساجد والأضرحة، وعمائر مثل القصور والقناطر والأسيلة والمدارس، وعمائر حربية مثل القلاع والحصون والأبراج والأسوار والبوابات.

ولفت الدكتور المهندس حازم صيام أنه لا يمكن الفصل بين العمارة والفن التشكيلي، فالمؤرخون يعتبرون العمارة عملا إنشائيا يتم تكوينه لكي يبرز صور الفنون المختلفة، واعتبر قدماء اليونان العمارة أنها أم الفنون، حيث كانت العمارة تهتم بالنحت والرسم حسب البيئة المحيطة ثم تنوعت بعد ذلك الفنون والأشكال والخامات فاستخدمت الزخارف المتنوعة والنحت بأنواعه كالنحت على الخشب والجبس، واستغل الفنان المسلم قدراته وابتكاراته استغلالا صحيحا فظهرت القباب والقبوات المجوفة والمآذن الرشيقة المزخرفة  وغيرها.

وأشار خلال المحاضرة إلى أن العمارة الإسلامية استخدمت الزخارف النباتية وهي الزخارف المستوحاة من أوراق الأشجار والسيقان بعد أن طورها المعماري المسلم، كما استخدمت أيضاً الزخارف الهندسية مثل الخطوط المستقيمة والمنحنية والمنكسرة، وكذلك الأشكال الهندسية مثل المثلث والمربع والبيضاوي، بالإضافة إلى الزخارف الخطية وهي تشمل الخط العربي بكل أنواعه المختلفة كالفارسي والديواني والثلث وغيرها، مع الإشارة هنا إلى أنه يوجد ارتباط وثيق بين الخط العربي والعقيدة الإسلامية، كما استخدم المعماري المسلم الزخارف المعمارية وهي المستمدة من أشكال معمارية مثل الأعمدة والمآذن والأبواب.

وبين د صيام إلى أن هناك شواهد على فنون العمارة الإسلامية الموزعة في عدد من المساجد القديمة في القاهرة، مثل مسجد إبن طولون ومسجد محمد علي بالقلعة ،ومسجد السلطان قايتباي والأزهر تعد مجموعة ضمن عدد ضخم من المساجد الأثرية التاريخية التي قد تصل لمائة مسجد  فهي تسمى مدينة الألف مئذنة، كما يوجد بها عدد من الأسبلة والبوابات والأبراج والحصون، بالإضافة إلى آثار أخرى إسلامية في بلاد الشام والعراق والمغرب العربي وأنه تم استخدام كثير من هذه الملامح الاسلاميه في المباني والمساجد الإسلامية في أوروبا .

وأكد د حازم صيام بأن الجمال صفة من صفات الخالق سبحانه وتعالى فقد جاء في الحديث النبوي «إن الله جميل يحب الجمال»، والله سبحانه وتعالى لم يحرم الزينة على عبادة بل هي عطاء من الله لهم كما قال الله تعالى (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ)، فالقيم الجمالية لعناصر العمارة الإسلامية تبرز أكثر في الزخارف الإسلامية المتنوعة والتي غطت عدداً كبيراً من العمائر الإسلامية المختلفة، وإن المعماري المسلم كان مدركا لهذا وهو ما ظهر بصفة خاصة من خلال استخدام الزخارف الخطية والتي أخذت أنماطاً مختلفة من الكتابة وسلاسة في الحركة وتجانسا في الحروف ووضوحا في الجانب الإنساني ممثلة في اليد التي قامت بالكتابة والتلوين وإدخال بعض المكونات الفنية بعضها التزم بوضوح الخط لتسهل قراءته وبعضها استخدمت الكلمات في أوضاع معكوسة أو مقلوبة من باب التجميل الفني وهكذا في كل أشكال من أشكال الفن يبحث عن الناحية الجمالية فيه ومدي انسانيه ذلك وتناسب التشكيل الزخارف مع شده الاضاءه ورؤية ورصد العين الانسانيه لكل ذلك

ولفت النظر إلى أن هناك العديد  الأشكال والتكوينات المعماري التي تمثل خصيه من خصائص ألعماره الإسلامية كالمقرنصات والمدخل المنكسر والقبو والقبة و المئذنة و المنبر و المحراب و القاعة والدرقاعه و المقعد والتختبوش والكوابيل والكرادي والرنوك و الحنايا الصدفة وغيرها

وأكد بأن هناك ارتباط وثيق بين التشكيل المعماري والقيم الانسانيه فقد استغل الفنان المعماري هذه الملامح في تأكيد إنسانيه ألعماره مشيرا إلى أن  كثره الزخارف بالداخل وقلة الزخارف والتصاميم الجمالية بالخارج إنما كان دافعه إنساني بالدرجة الأولي فهو يتتبع الأماكن التي يجلس بها الإنسان فيزخرفها..مبينا أنه من  مظاهر إنسانيه ألعماره استخدام المقياس الإنساني في رسم ملامح ألعماره الإسلامية بمصر مثل مسجد السلطان حسن وأبو حرية و قانيباي الرماح والكخيه وغيرهم موضحا إن معظم المعالجات المناخية كالملقف والسلسال والسلسبيل و المشربيات والمثقبات الخشبي وغيرها كانت كلها إنسانيه بالدرجة الأولى  وكانت تمهيد لمخترعات كالتكييف و المروحة وغيرها

وتخلل المحاضرة عدد من الحوارات والأسئلة حول المحاور المطروحة فيها التي أستفسر عنها عدد  من أعضاء المجموعة .

حول تطبيق نظريه إنسانيه العمارة الاسلاميه ومدي للاستفادة منها علي مستوي العرب والمسلمون ومدي تأثر الغرب بذلك.. ووضح الكاتب المحاضر إن هذه القيم الانسانيه في العمارة الاسلاميه إنما تعكس الشريعة الاسلاميه والأخلاق والآداب و الرقائق الاسلاميه وتأثير ذلك علي التصميم

وفي ختام الأمسية كرم مجلس إدارة المنتدى الدكتور حازم صيام على ما قدمه من شروح قيمة حول القيم الإنسانية في العمارة الإسلامية  خلالها حيث قدم له الدكتور نور قطر عضو مجلس إدارة المنتدى شهادة تقدير وشكر على مشاركته  القيمة .

التعليقات