هل فتح ستواجه الضم وحدها؟

هل فتح ستواجه الضم وحدها؟
هل فتح ستواجه الضم وحدها؟ 

بقلم / هناء الخالدي 

بعد أن حدد نتنياهو الضم في الاول من يوليو تموز وفشل غانتس ان يؤجل الضم لستة أشهر وسط تكهن حول موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تعط الضوء الأخضر للبداية بالضم ..  وما هي الخطوة التي سيبدأ بها نتنياهو عملية الضم؟! فهل عملية  الضم ستتم مرة واحدة ام على مراحل؟! .. لان ضم الاغوار  يهدد أمنها القومي ويتنافى مع المعاهدة الموقعة مع الأردن، إذ أعلن رئيس الحكومة الأردنية أن الضم سيجمد المعاهدة .. مما يجعل ضم الاغوار مستبعدا بهذا الوقت لوجود معارضة أمنية وعسكرية وسياسية إسرائيلية واقتصادية تفاقمت بعد انتشار كورونا إلى جانب أن أوروبا والأمم المتحدة والصين وروسيا ومعظم العالم أعربوا عن معارضتهم لخطة الضم... لذلك احتمال ان يلجأ نتياهو إلى ضم الكتل الاستيطانية اولا حتى يتلاشى الرد الفلسطيني والعربي والدولي وهذا هو التحدي الأخطر  لانه سيتبعه ضم لاحقا فيما بعد .. فالاحتلال الصهيوني تمدد على مراحل وبالتدريج وبرغم أن العالم والعرب منشغلون بمكافحة وباء كورونا ، في ظل أوضاع اقتصادية وسياسية متأزمة، وحروب داخلية مرشحة لاضطرابات كبيرة... الا ان اسرائيل  تنتظر تاييد امريكي لتتحدى القوانين الدولية  وتنفذ مخططات الضم حسب ما ترتأيه مناسبا.. وبالمقابل الشارع الفلسطيني يترقب لمواقف وطنية حقيقية من احزابنا الفلسطينية بعد إلغاء الاتفاقيات والتنسيق الأمني من قبل الرئيس محمود عباس ... فمن المفترض أن تزداد الأصوات المطالبة بالوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام .. وهل نجحت إسرائيل بإقناع حماس ان تلتزم بالتهدئة من أجل عزل غزة عن دورها الوطني الثائر لمواجهة الضم .. وتترك الضفة الغربية وحدها ليكون لها الدور الأكثر قوة وتأثير للمواجهة لانها بحكم الجغرافيا في قلب الحدث والآن سيبدأ الضم من أراضيها .. وبذلك تنجح إسرائيل بتحييد دور غزة والأحزاب الفلسطينية ..  لكن يجب على الكل الفلسطيني الان باحزابه وأماكن تواجده سواء بغزة او الضفة او القدس والشتات وفلسطيني 48 ان يكون دورهم متكامل وموحد لصد هذا المخطط والنكبة الجديدة .. فكل منطقة لها دورها وأثرها في هذه المواجهة لا أنكر اننا بحكم الجغرافيا متباعدين لكن واجبنا الوطني الفسطيني يوحدنا ويجمع شملنا.. ولنرجع المقاومة إلى المربع الأول من المواجهة والتحدي ونضع برنامج فلسطيني موحد تشرف عليه قيادة موحدة للجميع بعيدا عن تغذية الاستفراد بالقرار والمواقف .. دعونا نتوحد من جديد .. وعلى حركة حماس بالذات ان تعي خطورة ان الاحتلال سيستفرد بالضفة ليمرر مخططاته فعليها الا تقبل بان تكون في دور المتفرج والحيادي  امام واجبها الوطني .. لان الشعب الفلسطيني  يفهم ويعي جيدا ويراقب ويطالب بموقف فلسطيني قوي موحد خاصة بعد توحد فرقاء السياسة الإسرائيليين على شتاتتنا ومصادرة أراضينا ونكبتنا من جديد..

ان استمرار الانقسام هو خيانة للواجب الوطني وعار على جبين كل فلسطيني بغض النظر عن انتماؤه السياسي لاننا بحاجة لمواجهة المخططات الإسرائيلية والأمريكية للتوسع والضم ومواجهة الوباء ايضا .. بوحدتنا سنخلق قاعدة صد تتحدى كل المشاريع الصهيونية الأمريكية .. الوضع الفلسطيني يجب أن يكون في اوج قوته فاليوم المؤامرة على حركة فتح ورمزها الرئيس محمود عباس وعلى الضفة وغور الاردن وغدا المؤامرة على غزة وحركة حماس التي تريد أن تحافظ على حكمها لقطاع غزة فبعد الأول من تموز وبعد الضم ستندم حماس ولن تستطيع أن تجني سوى الندم والعار الذي سيبقى يلاحقها لغياب دورها الوطني .. فكفى انتظار وترقب لرؤية مصير السلطة .. هل ستنهار ام ستخضع أكثر .. نقول لحركة حماس من العار ان تبحثي عن دور لكي مع الكيان الاسرائيلي وتبرمي اي اتفاق لتستمري في توسيع الشرخ بين ابناء الشعب الواحد ونحن نسمع كل يوم ان هناك جهود تبذل من أجل ابرام صفقة لتبادل الأسرى مقابل تحسين فرص الحفاظ على التهدئة بعد ما أوقفت مسيرات العودة التي أجمع عليها الكل الوطني الفلسطيني .. وهل نداء السيد الرئيس لانهاء الانقسام فقاعات من الهواء لا تنسجم مع الضغط العربي والإقليمي والدولي الذي من مصلحته استمرار الانقسام .. 

ان التاريخ لن يرحمكم فهذه اللحظات يجب أن تسطر بشجاعة ووطنية لتغيير قواعد اللعبة وخلق قاعدة جماهيرية واعية موحدة لصناعة أدوات  مؤثرة على اساس برامج واستراتيجية ومشاركة حقيقة تجمع الكل الفلسطيني .. المواقف الحقيقية  للمناضلين تظهر في اوقات الشدة وفي الازمات ... ويجب أن نخلق حالة حية تبرز الدور المميز للقادة ... ففي الصعاب والشدائد ينفرد الانتماء الحقيقي للوطن و يتبلور في امتحان التحدي لارادة الشعوب المحتلة العاشقة لارادة المقاومة  والثوابت ... ان الوعي لا يعني القراءة والكتابة وحفظ المعلومات وفصل حركات التحرر عن بعضها للمحافظة على مكتسباتها .. بقدر ما يعني المسؤولية للجميع التي تشمل الفردية والشعبية والحزبية  في البحث عن الانتماء الحقيقي والدفاع عنه والانحياز للقيم النبيلة وحقوق البشر .. فعلينا ان نظهر اسرائيل بأنها عدوة الانسانية .. فهي اخر استعمار آن له الاوان ان يرحل ... وسيرحل بإذن الله ..

التعليقات