عبدالله رشدي: "من يظن أن الله سيغفر لسارة حجازي فظنه بالله سوء"

عبدالله رشدي: "من يظن أن الله سيغفر لسارة حجازي فظنه بالله سوء"
سارة حجازي
تحدث الداعية المصري عبدالله رشدي عن انتحار الناشطة المصرية المقيمة في كندا سارة حجازي، وحُكم الإلحاد والانتحار في الدين.

وشرح رشدي في فيديو عبر قناته على "اليوتيوب" فكرة الإلحاد وأسبابه: "بعض الناس يطلبون منا أن نغير أحكام الدين ونرضخ لما يريدونه، ورسالتي إلى الملحدين مهما كان في قلبك من تعب ومهما كان لديك ضغط ومشاكل، فليس الحل أن تنكر وجود الله، لأن الطبيعي أن نهرب من أي شيء نخاف منه، إلا الله، نخاف منه فنفر إليه".

وتابع: "فكرة نحاول الهروب من الله، ونحل مشاكلنا بإنكار وجود ربنا، هي فكرة ضد الطبيعة التي تؤمنوا بها، فأنت تنكر أنه يوجد صانع للطبيعة التي أنت جزء منها، وتصبح أنت في صراع بين طبيعتك الإنسانية التي تفرض عليك وجود خالق ومُسبب، وبين ميولك وأهواءك اللاإنسانية ولا عقلية".

وتحدث رشدي عن حكم الإلحاد في الدين الإٍسلامي قائلاً: "كما أن لكل مواطن امتيازات خاصة يضمنها له دستور دولته، الإسلام أيضاً له امتيازات، ويُصبح للمسلمين امتيازات تُميزه عن باقي الأديان، فمثلاً قال الإسلام أن الصلاة فرض، وأن تاركها يُعاقب، وتطلب مني أن أقول أنها ليست فرض، هنا تكون أنت ديكتاتور، وتغضب مني لأنني أقول الكلام الذي قاله الله". 

ووجه حديثه للغاضبين من فكرة تكفير سارة حجازي: "يُفترض ألا تغضب مني، لأنني واضح ولا أجمل لك الدنيا، ولكن لو كان لديك مشكلة مع الدستور الإسلامي، حينها تتناقش معه هو وليس معي، قد تناقشني في صحته ولكن لا تناقشني في ما أؤمن به، وإلا ستكون ديكتاتور".

وتابع: "بالنسبة لسارة حجازي، لا يهمني ماذا كانت شاذة جنسياً أم لا، كل ما يهم، هل لقيت الله وهي مسلمة أم كافرة بهذا الدين؟ 

عُرف عنها أنها كانت تسير في طريق الإلحاد، وأنا كُمسلم يقول دستوري من لقي الله كافراً فليس له في الجنة نصيب، وليس له في المغفرة نصيب".

واستطرد رشدي: "الدين والرسول يقول هذا، وتطلب مني أن أخرج وأقول يارب اغفر لها وأسكنها فسيح جناتك، والبعض يُصلي عليها، كيف؟ أنت هكذا تُمارس سلطة فوق القرآن وتُمارسها على أي مُسلم يوافقني الرأي، وأنت في الحقيقة ظالم ومفتري".

وحول الظن الذي يعتقد صاحبه أنه ظن حسن حول دخول سارة الجنة، قال رشدي: "إذا أنت أردت أن تقوله فأنت حر، ولكن لا تطلب مني أنا أن أقول أمر عكس ديني، ومن يقول أنه يظن في الله ظناً حسناً وأنه سيغفر لسارة ويرحمها، ظنك في الله ظن سوء، لأنك تظن هكذا أن الله يلعب بنا، يقول لنا في القرآن ودستور الإسلام أن للكافرين عذاب النار، فظنك ليس خير، لأنك تظن أن الله يكذب علينا، عدل أفكارك بما ينضبط مع دستور الإسلام".

وأضاف: "ورد في القرآن والسنة أن الكافر ليس له مغفرة أو جنة، وحين تأتي أنت وتخترع ظناً جديداً يخالف القرآن والسنة، الذي أنت مطالب بالإيمان به، وتظن ظن عكس القرآن، فأنت هكذا تهدر قيمة القرآن".

ورد على من يتهمه بالتشدد قائلاً: "إلى من يقول أننا متزمتين وأننا نملك مفاتيح الجنة والنار، والله لا أملكها ولكني أقول لك ما يوجد في دستوري، أما لو كان لديك سلطة أعلى مني وتستطيع شطب آيات من القرآن، وتغييرها، ومعك مفاتيح الجنة والنار، وربنا قال لك أن القرآن كلام فارغ، فهذا وضع آخر، ونعمل لك ديانة خاصة بك، ونصنع منك نبي، ولكن لا تطلب مني أن أعمله، أما أنت فلك الحرية، أنت لديك كهنوت بأن يقول الله أمر وأنت تقول عكسه، براحتك، ولكن لست مثلك".

واستطرد: "مشكلتك ليست معي أو مع من يقول مثلي، بشأن سارة، بل مشكلتك مع القرآن الذي يفترض أنك تؤمن به، لا أمتلك الجنة والنار ولكن أمتلك مايقوله خالق الجنة والنار، ومايقوله دستور الخالق فقط".

وأضاف: "قد تكون نطقت الشهادتين قبل وفاتها، ولكن لنا نحن الظاهر كما أمرنا الله، وماظهر أمامنا أنها ماتت على كفر، لأنني لا أعلم الغيب، "وماشهدنا إلا ماعلمنا".

وأكد رشدي أنه حزين على سارة وختم: "لا أظن أن أحداً قد يفرح أو يشمت بأن يلقى أحدهم الله بهذا السوء".

وكانت سارة حجازي قد أنهت حياتها بطريقة مأساوية في كندا بعد عامين من إعلان مثليتها الجنسية،  وفجر انتحارها موجة جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مُتعاطف معها ومع حريتها في اختيار طريقها، وآخرون هاجموها وهاجموا من يتعاطف معها.

 

التعليقات