انتهى مسلسل الضم بدون تطبيع

انتهى مسلسل الضم بدون تطبيع
ردا على مقال يوسف  العتيبة انتهى مسلسل الضم بدون تطبيع

الكاتب: د. علي الأعور  

كتب يوسف العتيبة سفير الامارات العربية في واشنطن مقالا في صحيفة يديعوت احرنوت  كبرى الصحف الإسرائيلية  ويقدم  هدية  سياسية جديدة لنتنياهو بإعلانه ان التطبيع والإسراع به مع إسرائيل  يمنع الضم ويجعل نتنياهو يتنازل عن مشروع الضم "

 يبدو ان المجاهرة في التطبيع  مع إسرائيل واعتبارها شريكا وليس دولة احتلال أصبحت سياسة ممنهجة لعدد من الدول العربية  على حساب القضية الفلسطينية وعلى حساب دماء الشهداء وسنوات الشباب التي قضاها الاسرى الفلسطينيون طيلة حياتهم خلف الزنازين الإسرائيلية  والعائلات الثكلى والايتام والبيوت المدمرة كلها مجتمعة لم تعد كافية لعدد من الحكام العرب لنصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني .

والسؤال المهم : كيف ربط العتيبة بين الضم والتطبيع  في الوقت الدي تتزايد فيه احتمالات الغاء قرار الضم من قبل نتنياهو؟

وباعتباري باحثا ومختصا في الشأن الإسرائيلي فانني  اود ان اقدم  ليوسف العتيبة ما صرح به رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي  " افيف كوخافي" و ورئيس الشباك " ناداف ارغمان"  عندما قدما نصيحة لنتنياهو بان قرار الضم وتطبيقه  سوف يغير خارطة الشرق الأوسط وسوف يؤدي الى انتفاضة ثالثة  وانتفاضة شعبية  بالإضافة الى إمكانية تدهور العلاقات مع الأردن ومصر  وفتح جبهات متعددة من المقاومة الشعبية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة . بالإضافة الى كافة التحليلات العسكرية والأمنية من قبل محللين إسرائيليين وخبراء في الامن الإسرائيلي  التي اكدت ان مشروع وبرنامج الضم  لن ينفذه نتنياهو ولن يقوم بإعلان صحفي او اتخاد قرار حكومي  يتعلق بالضم.

اما النقطة الثانية  ونحن هنا في القدس عاصمة فلسطين ، ومن خلال اطلاعنا ومعرفتنا بالخارطة السياسية في إسرائيل  و العلاقات الامريكية الإسرائيلية فإنني أؤكد للسفير  العتيبة  " بان قرار الضم اذا ما تم او قرره نتنياهو سوف يصدر أولا من البيت الأبيض بالقرب منك وليس من تل ابيب للمعطيات التي تؤكد ان قرار الضم في يد جاريد كوشنير ممثل ترمب  فيما يتعلق بصفقة القرن  في الشرق الأوسط وقد اكد كوشنير مرارا وتكرارا ان قرار الضم او فرض السيادة الإسرائيلية  على مناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة  لن يتم في الأشهر القريبة وربما يتم من خلال مفاوضات مع الفلسطينيين وقد رفض الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية وكل مكونات المجتمع الفلسطيني سياسيا واجتماعيا رفضها لصفقة القرن.

بالإضافة الى ان ازمة كورونا وتفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة الامريكية  وأزمة الاقتصاد الأمريكي  نتيجة ازمة كورونا بالإضافة الى المظاهرات والاحتجاجات في العديد من الولايات الامريكية احتجاجا على مقتل احد السود الأمريكيين على يد شرطي امريكي ، كل تلك المعطيات تجعل ترمب مهتما بالشأن الداخل في أمريكا وخصوصا الانتخابات الامريكية والحملات الانتخابية في أمريكا على الأبواب وبالتالي فان موضوع الضم ليس من أولويات الرئيس ترمب في المرحلة الحالية بمعنى ان الضم لن يطبق ولن يتخذ نتنياهو قرار بالضم لأنه بالأساس قرار امريكي وليس قرار نتنياهو.

اما النقطة الثالثة فهي  محاكمة نتنياهو والتهم الموجه له واشهرها ملف الرشوة والمقدمة من قبل المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية " افيحاي مندلبليت" والذي اكد انه يملك الأدلة الكافية لإدانة نتنياهو وبالتالي فان مصير نتنياهو السياسي مازال مجهولا  خصوصا ان له جلسة ثانية من المحاكمة في شهر يوليو  وبالتالي فان موضوع الضم  وقرار الضم ونتائجه لن تكون في يد نتنياهو خصوصا ان لديه شريك في الحكومة " بيني غانتس زعيم قائمة ازرق ابيض والدي ينتظر محاكمة نتنياهو لترأس الحكومة القادمة اذا ما كان هناك قرار بان نتنياهو لا يستطيع القيام بالمهام كرئيس حكومة وهو منشغل بمحاكمته والدفاع عن نفسه في المحكمة المركزية في القدس.

اما القضية الأخرى المتعلقة بيوسف العتيبة حول وصفه ردة الفعل الفلسطيني ورفض الشعب الفلسطيني للضم " بالعنف " وهنا اود ان اقدم مجموعة من الحقائق القليلة و هناك سلسلة كبيرة من سياسة الاحتلال الإسرائيلي  على مدى ثلاثة وخمسون عاما من الاحتلال  تمثلت في الاستيطان و ومصادرة الأراضي وهدم البيوت الفلسطينية  في الأراضي الفلسطينية المحتلة:

*تدمير ونسف 72 شقة سكنية في صور باهر امام العالم اجمع  والجندي الإسرائيلي يضغط على زر التفجير وهو يبتسم  امام الكاميرا.. لا ادري هدا الجندي الإسرائيلي أي تعليم تلقى وفي أي مدرسة تعلم وما هي التربية التي تلقاها في بيته من اهله يبتسم عندما يدمر بيوت الناس  ويتركهم في العراء تحت شدة الحر والبرد القارس.

مصادرة الاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية  والتي يملكها الفلسطينيون واقامت عليها إسرائيل المستوطنات الإسرائيلية في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة واقامت كتل استيطانية تمثل مدن  رئيسية في الضفة الغربية ، أراضي مدن وقرى فلسطينية يملكها فلسطينيون ولديهم وثائق ملكية خاصة فيها

اما النمودج الثالث  وهو تدمير البيوت في غزة وقتل الأطفال في حرب 2014 و2008  وربما نسيت صورة " الشهيد محمد الدرة" وبعد ذلك يقول السفير العتيبة" بان ردة الفعل الفلسطيني في رفض الضم " عنف"

وأخيرا.. صفقة القرن لن تمر ولا مكان لها في الشعب الفلسطيني و اما موضوع الضم وطرحه كمشروع  فقد خلق حقائق جديدة على الأرض الفلسطينية   والتي اكدت ان إسرائيل مستمرة في سياستها العدوانية والتوسعية  وسياسة الاستيطان ولكن المهم ان حل الدولتين قد انتهى ولم يعد قائما وان اتفاق أوسلو في ذمة الله.

*باحث وخبير في الشؤون الإسرائيلية

التعليقات